لا أستبعد أن يكون سبب كارثة وباء كورونا - التي حلّت على معظم دول العالم - هو غضب من الله تعالى على عباده الذين تجاوزوا حدوده.فقد يكون ما يجري في العالم هو انتقام إلهي من الظالمين، لأولئك المظلومين والمضطهدين في الصين وبورما والشام وفلسطين.فدعوة المظلوم يرفعها الله تعالى فوق الغمام ويقول لها: (وعزتي وجلالي لأنصُرنّك ولو بعد حين).ولعلّ ما نزل في الأرض من بلاء هو بسبب إعلان البشرية حربها على الخالق، يوم أن جعلت اقتصادها العالمي قائماً على الربا، وقد توعّد الله تعالى القائمين على الربا بالحرب بقوله: «فأذنوا بحرب من الله ورسوله».ولعلّ الوباء انتشر بسبب تمرّد البشرية على الشرع الإلهي، فارتكبوا الفواحش والمنكرات وجاهروا بها، واعتبروها من مفاخر بلادهم!وقد جاء في الحديث: (لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع، التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا).بل لقد وصل الفجور في بعض البلدان إلى التعدي على الفطرة السليمة، ما يُعد انتكاسة وانحدارا إلى الحضيض، عندما سنّت هذه الدول قوانين تبيح نكاح الرجل للرجل وتعتبره زواجا مشروعا!وقد دمّر الله تعالى قوم لوط لما شاعت فيهم هذه الفاحشة: «فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عاليها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ* مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظالمين بِبَعيدٍ».لقد كفرَ الناس بنعم الله تعالى التي منحهم إياها، فأصبحوا يعبثون بها، ويجعلونها أداة للعبهم ولهوهم، كما كان الأسبان يصنعون في موسم الطماطم، عندما يتقاذفون بآلاف الأطنان منها، بدلاً من تحويل ذلك الفائض إلى الفقراء والمحتاجين!فعاقبهم الله حتى صار أحدهم اليوم مع أزمة «كورونا» يبحث عن الطماطم في الأسواق، فلا يجد إلا اليسير منها، ومنهم من لا يجدها!لقد عاقب الله تعالى قوم سبأ لمّا كفروا بنعمة الله، فأرسل عليهم «سيل العَرِم» فدمّر جناتهم وثمارها، وأبدل الله تعالى تلك الجنات المثمرة بشجر الأثل والسدر! إن الله تعالى يُرسل الآيات ليتعظ بها الناس ويعودوا إلى ربهم، فمنهم من يتعظ فيتوب ويتضرّع فيكشف الله تعالى عنه السوء.ومنهم من لا تزيده تلك الابتلاءات والأوبئة إلا مزيداً من العناد والاستكبار، ليصدق فيهم قول الله تعالى: (فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَل?كِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ).لذلك لا بد من العودة الصادقة إلى الله والتضرّع إليه بأن يزيل هذه الغمة عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين.ونُذكّر بأن تحقق الشفاء - بعد الأخذ بالأسباب - لن يكون إلا بيد الذي يملك الأرض والسماء، وهو القائل: (وإن يَمْسَسْك الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلا هو)... فهل وصلت الرسالة؟

Twitter: @abdulaziz2002