عصفت أزمة فيروس كورونا المستجد بالعالم الذي لم يكن مستعداً لها إطلاقاً على جميع الأصعدة، وبات الفيروس نفسيا وجسديا في آنٍ واحد... صدمةً للنفس والجسد لم تكن محصورة على المصاب فقط.ففي أواخر فبراير، تفشى الوباء في وقتٍ كان فيه مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين على حد سواء يقضون عطلة الأعياد الوطنية خارج البلاد، طغى الهلع والخوف والقلق على الجميع وتباينت ردود الأفعال بفعل الصدمة، فالمسافر كيف سيعود؟ والبقية كيف ستتعامل مع العائد؟ والمصاب كيف سيعيش مع فيروس لا يعلم عنه إلا عدوانيته وفتكه؟ والمحجور كيف سيتقبل الوضع؟ والمتابع للأخبار وارتفاع الحالات كيف سيطمئن؟إلا أنه منذ البداية، هناك أبطال كانوا لها، خط الدفاع الأول في الميدان والجنود المجهولين في جميع المؤسسات، الذين تركوا مخاوفهم وعملوا ليل نهار وعرضوا أنفسهم لخطر الإصابة بالفيروس، من أجل الإنسان والوطن. وكانوا خير سندٍ للقيادة باحتواء الأزمة ومحاولة السيطرة عليها من دون تراجع أو تذمر، بل بهمةٍ عالية ومن منطلقٍ وطنيٍ بحت حباً بهذه الأرض ووفاءً لها ولشعبها، فرد الشعب الوفاء بوفاء ووحد كلمته وقالها «فخورين فيكم»... حيث انطلقت حملة في الفضاء الإلكتروني، كانت بمثابة «فزعة» من الشعب ودعماً ومؤازرة وإشادة، فأكثر من ثلاثين ألف تغريدة ومنشور، عبّر بها أكثر من 18 ألفاً من المتواجدين في بيوتهم عن شكرهم وامتنانهم وفخرهم بمن يعمل في الميدان من أبناء الوطن بمختلف تخصصاتهم، كما تداولوا صوراً لهؤلاء الأبطال أثناء قيامهم بواجبهم الوطني والإنساني، ولم يستثنوا المقيمين والوافدين المشاركين في العمل والذين أثبتوا حبهم للكويت، ووقفوا مع مواطنيها جنباً إلى جنب بهذه الظروف. ففاضت المنصات بمشاعر ورسائل جميلة ونبيلة، هدفها رفع معنويات هؤلاء الجنود ودعمهم نفسياً وشد أزرهم، كما ساهمت في خلق أجواء إيجابية كان الجميع - بلا استثناء- بحاجة إليها.كما تبعت الحملة الإعلامية حملة أخرى على أرض الواقع مساء اليوم نفسه من أسطح المنازل التي يلزمها غالبية أفراد الشعب الكويتي، ولا يخرجون منها إلا للضرورة، امتثالاً لتوجيهات الجهات الرسمية، وكانت الحملة عبارة عن وقفة شكر وتقدير وفخر مُوَقّتة، متبوعة بتصفيق تحيةً للمكافحين في الميدان.