تفاوتت التأثيرات «الآنية» لتفشي فيروس «كورونا» المستجد على ملاعب كرة القدم الخليجية، وتراوحت السبل الاحترازية لمواجهة الوباء «رياضياً» ما بين «عال» و«متوسط» و«عادي».فالكويت التي كانت من أول دول المنطقة رفعاً لسقف التعامل مع المرض بعد ظهور حالات قادمة من خارج البلاد، وقررت إيقاف النشاط الرياضي ابتداء من 25 فبراير الماضي لمدة أسبوعين، أعلنت أخيراً تمديد فترة تعليق الأنشطة لمدة اضافية لتشمل أيضاً تدريبات الفرق في الأندية والمباريات الودية والتي شهد الأسبوع الماضي إقامة عدد منها.وفي محاولة من اتحاد كرة القدم لإيضاح الأمور أمام الشارع الرياضي، عقد اجتماعاً يوم أول من أمس، أفضى الى اعتماد الأول من أبريل موعداً نهائياً لحسم مصير الموسم لجهة استئناف ما تبقى من منافسات أو ترحيلها الى مطلع الموسم المقبل 2020-2021 اعتماداً على ما ستصدره الحكومة من قرار بشأن النشاط الرياضي إما باستئنافه أو استمرار التعليق.ففي حال صدور قرار بعودة الأنشطة، سيتم تكليف لجنة المسابقات في الاتحاد بإعداد البرنامج الزمني لما تبقى من الموسم وبما يتناسب مع مشاركة ناديي الكويت والقادسية في كأس الاتحاد الاسيوي.أما في حال قررت الحكومة استمرار التعليق، فإن الاتحاد لن يجد مناصاً من ترحيل ما تبقى من منافسات الى بداية الموسم المقبل مع استبعاد فكرة إنهاء الموسم وإلغاء البطولات المتبقية منه وهي كأس الأمير و«دوري stc» للدرجتين الممتازة والأولى. كما قرر الاتحاد إلغاء الجمعية العمومية المقررة في 17 مارس الجاري، بسبب العطلة الإجبارية التي شملت البلاد وذلك الى موعد يحدد لاحقاً.وكشف رئيس الاتحاد، الشيخ أحمد اليوسف، عن حجم الخسائر التي تعرض لها الاتحاد خلال الفترة الراهنة، وقال إنها وصلت الى مليون و500 ألف دولار نظير ايقاف النشاط محليا وخارجيا.وأضاف ان «الخسائر المالية جاءت بسبب ايقاف المباريات المحلية، خاصة وان الراعي الرسمي لنشاطاتنا يقدم لنا دعمه المالي متى ما كانت هناك مباريات، وحاليا لا يوجد شيء»، وتابع: «بالاضافة الى حقوق النقل التلفزيوني، فالاتحاد له حصة 60 في المئة من ريع النقل بينما تحصل الاندية على 40 في المئة، ولا ننسى حقوق نقل المباريات في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، فالراعي الرسمي ايضا لن يقدم لنا المبالغ المالية لان المباريات توقفت».وأشار اليوسف الى ان «الخسائر المالية لا تساوي شئيا أمام صحة وحياة لاعبينا وأجهزتنا الفنية والادارية وجماهيرنا الوفية، فنحن نحرص كل الحرص على سلامتهم ولا نرضى لهم بمكروه، لذلك لن ننظر الى الخسائر وسنعود كما كنا بفضل دعم الهيئة العامة للرياضة ووزارة الشباب والحكومة التي تحرص على دعم ابنائها الرياضيين».وأكد رئيس الاتحاد التزام الاتحاد بتعليمات الحكومة وخاصة وزارة الصحة لان «النشاط لن يعود من دون أخذ موافقتها المبدئية سواء كان بجمهور او من غير جمهور».وعن مكافأة المشاركة في «خليجي 24» التي اقيمت في قطر وبلغت مليون دولار، قال اليوسف: «كل هذه الامور غير صحيحة ولم نستلم شئيا من الاتحاد الخليجي حتى هذه اللحظة واتحدى اي شخص يظهر لنا رقم الشيك او ايصال بالمبلغ».ولفت اليوسف الى ان ميزانية الاتحاد ما زالت موقوفة في الهيئة العامة للرياضة بسبب عهد مالية سابقة عالقة من مجالس الادارات واللجان السابقة وبعضها في النيابة، «ومتى ما تم الانتهاء منها ستقوم الهيئة بصرف الميزانية المخصصة لنا».وأشار الى انه «مع تقليص عدد اعضاء مجلس الادارة، من غير المعقول ان يصل عدد الاعضاء الى 20. ففي الوقت الحالي، لدينا 16 عضوا غير منسجمين مع بعضهم البعض، لذا من الافضل تقليص العدد الى 7 او 9 اعضاء».وعن مصير الموسم الجاري، قال اليوسف: «اذا لم يستأنف مطلع ابريل، فسنقوم بتأجيل منافساته الى منتصف اغسطس المقبل لان اغلب الاندية لديها عقود مع لاعبين محترفين تنتهي في مايو ولا نريد ادخالها في خسائر مالية في الوقت الراهن». وفي قطر، فرض «كورونا» إلغاء دورة دولية ودية كانت مقررة أواخر الشهر الجاري، وتجمع بين منتخبات البرتغال بطلة أوروبا، كرواتيا وصيفة بطل العالم، بلجيكا وسويسرا، بحسب ما أعلن المنظمون، في ظل المخاوف من فيروس «كورونا».وقال الاتحاد البلجيكي للعبة، إنه «تلقى النبأ من قطر بأنه نظرا للوضع الحالي العالمي... سيتم إلغاء الدورة»، التي كانت مقررة بين 26 مارس و30 منه في إطار استعدادات المنتخبات لـ»يورو 2020» المقررة بين 12 يونيو و12 يوليو المقبلين.وأتى إلغاء الدورة بعد ساعات من إعلان وزارة الصحة القطرية، تسجيل أكثر من 230 إصابة جديدة بالفيروس، وقرار الاتحاد القطري لكرة القدم إقامة المباريات كافة من دون جمهور.وأورد الاتحاد القطري عبر موقعه: «تقرر إقامة مباريات كرة القدم كافة والتي تشمل بطولة كأس الأمير والدوري ودوري الدرجة الثانية، من دون جماهير حتى إشعار آخر».وتقام حاليا مباريات كأس أمير قطر حيث انطلق ربع النهائي بمباراة بين العربي والأهلي بحضور المشجعين، وانتهت بفوز الأول بثلاثية.ولن يتمكن المشجعون بالتالي من حضور بقية المباريات التي تمتد حتى يوم غد، بالإضافة الى مباريات الدوري التي تنطلق مرحلتها الـ18 الأربعاء المقبل.وفي السعودية، تواصلت منافسات دوري كرة القدم من دون جماهير بقرار اتخذته وزارة الرياضة ويشمل المنافسات الرياضية في الألعاب كافة، ودخل حيز التنفيذ السبت الماضي.وخلف أبواب موصدة، قلص النصر حامل اللقب الفارق مع الهلال المتصدر إلى ست نقاط عقب فوزه على الرائد 4-1 وتعادل الهلال مع ضمك وصيف القاع 1-1، الأربعاء، في المرحلة 22.ورفع النصر رصيده إلى 45 نقطة في المركز الثاني، بينما بقي الرائد على رصيده السابق 32 نقطة وتراجع الى المركز السابع.من جهته، رفع ضمك رصيده إلى 18 نقطة وبقي في المركز الخامس عشر قبل الأخير، فيما رفع الهلال رصيده إلى 51 نقطة في الصدارة.معلوم أنّ الدوري السعودي نجح في تحقيق أرقام قياسية في الحضور الجماهيري خلال السنوات الماضية، إذ تجاوز عدد المشجعين للمرة الأولى العشرة ملايين في العام 2019، وهو رقم كبير على مستوى الشرق الأوسط.ويعود هذا الرقم إلى الشغف الكبير لدى السعوديين بكرة القدم وبتفاصيلها كافة، لدرجة أن العائلات أصبحت جزءاً من هذا الشغف والاهتمام.وأصبح النصر أول الأندية السعودية المستفيدة من استراتيجية دعم الأندية التي أقرتها هيئة الرياضة السعودية التي رصدت مبلغ مليون ريال لكل مباراة يتخطى فيها عدد الجماهير نسبة 50 في المئة من المساحة الإجمالية لملعب اللقاء أو وجود 10 آلاف مشجع.وكانت مباراة النصر مع ضمك شهدت حضور 11264 مشجعاً ليحصل بذلك «العالمي» على مليون ريال نظرا لاستيفائه شروط استراتيجية دعم الأندية.وفي دولة الإمارات حيث تقام المنافسات المحلية من دون جمهور، أعلن نادي الجزيرة، عن مبادرة فريدة من نوعها تمنح أنصاره فرصة مساندة الفريق في مباراته المرتقبة أمام العين غداً، رغم منع الجمهور من حضور المباريات، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.وسيكون بإمكان جماهير النادي مواصلة تشجيع الفريق عبر شبكة الانترنت من خلال رسائل دعم يقومون بتصويرها ومشاركتها، لعرضها على اللاعبين قبل انطلاق اللقاء، ثم خلال المباراة على اللوحات الإعلانية.وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة نادي الجزيرة، الإسباني نيك غارسيا: «ننفذ الاحتياطات الخاصة بعدم حضور الجماهير للمباريات، لكننا أردنا أن نتيح لأنصارنا الأوفياء دعم الفريق عبر طرق جديدة نجتمع من خلالها معا، وذلك أمر مهم جدا للنادي وإدارته».إلى ذلك، نظم الاتحاد الإماراتي للعبة بالتعاون مع رابطة المحترفين المحلية، الأربعاء، ورشة عمل الإجراءات الاحترازية الصحية لقطاع كرة القدم، وذلك بمشاركة الأندية كافة، وممثلي عدد من الجهات والمؤسسات والمجالس الرياضية، ولجنتي كرة القدم السيدات والصالات.وتناولت الدورة شرح كل الاجراءات الاحترازية والتدابير التي اتخذها الاتحاد حول التعامل مع الأوضاع الصحية الراهنة التي تمر بها المنطقة.وفي البحرين، أعلن الاتحاد تعليق نشاطات الفئات العمرية، لكنه لم يوقف نشاطات الكبار ومنها كأس الملك والدوري الممتاز، فيما طالب نائب رئيس نادي الرفاع، الشيخ زياد آل خليفة، بتأجيل المسابقات حتى إشعار آخر بسبب فيروس «كورونا».وقال: «الاتحاد البحريني، دوري وجمهور، و4 أندية في ملعب واحد، الدوري السعودي من دون جمهور، والدوري الكويتي توقف، وتعليمات وزارة الداخلية في البحرين بمنع التجمعات، وننتظر قرارا يحفظ سلامة الجميع».وفي سلطنة عمّان حيث تقام المباريات بحضور الجماهير وتنتظر مسابقة الدوري مواجهة مفصلية بين السبا المتصدر ومطارده ظفار، السبت، تقرر إلغاء مواجهة المنتخب الودية أمام نيوزيلندا، في 26 مارس الجاري، وذلك بعد قرار الاتحاد الآسيوي تأجيل التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، فيما يتجه مدرب المنتخب، الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، إلى إقامة معسكر داخلي خلال فترة التوقف الدولية. وفي العراق، حدد الاتحاد، يوم 23 مارس الجاري، موعدا لاستئناف بطولة الدوري بانطلاق المرحلة السادسة منها، بعد قرار تأجيلها بدءا من الاربعاء بسبب المخاوف من فيروس «كورونا».وذكر الاتحاد انه اتخذ قراره «استناداً الى قرارات وتوصيات خلية الأزمة الحكومية للوقاية من كورونا وبالنظر الى إغلاق محافظات عدة باب الدخول اليها».وبحسب التقارير، أبدت أندية عدة خلال اجتماع عقد مع الاتحاد، اعتراضها على قرار إرجاء البطولة طالما ان مبارياتها تقام من دون جمهور.وطال قرار التأجيل مباراتي الميناء والزوراء، والحدود مع الشرطة، واللتين كانتا مقررتين، أمس، في البصرة وبغداد في ختام المرحلة الخامسة.وأوضح الاتحاد في بيانه أنه «تنفيذا للاتفاق الذي تم مع ممثلي الأندية ستقام المباراتان قبل انطلاق الدوري في 23 مارس الجاري».
40
هو عدد الأيام التي تشكل فترة التوقف الاجباري المؤكدة للمسابقات المحلية في الكويت، والتي تمتد من 22 فبراير الماضي وحتى الأول من أبريل المقبل، موعد حسم أمر استئناف منافسات الموسم من عدمه.