كونا - يحتفل الكويتيون اليوم بالذكرى الـ29 ليوم تحرير بلدهم من براثن الغزو العراقي الغاشم، الذي انتهك سيادة البلاد، واستباح أرضها في محاولة يائسة لطمس هويتها ووجودها.ورغم القسوة والمرارة اللتين خلفتهما المحنة على المستويات المحلية والعربية والدولية، فإن الكويتيين يستذكرون بكل فخر واعتزاز، قادة ورجالا وأبطالا، أبوا إلا أن يعود الحق لأصحابه، وتعود الكويت حرة أبية، وعلى رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.بدأ الشيخ جابر الأحمد منذ الساعات الأولى للعدوان الغاشم، عمله المتواصل، ووفق تخطيط هادف ومتزن وجهود حثيثة وعطاء لا ينتهي وتحركات دائمة، من أجل استرداد الوطن واستعادة حريته واستقلاله.وأتى الالتفاف العالمي حول هذا القائد وقضية هذا البلد، من خلال إدانة المجتمع الدولي لجريمة الغزو العراقي الغاشم بحق دولة الكويت، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات حاسمة، بدءا بالقرار رقم 660 الذي طالب فيه القوات العراقية بالانسحاب من دولة الكويت دون قيد أو شرط، وتوالت القرارات تباعا حتى صدور القرار 678 الذي أجاز فيه مجلس الأمن استخدام القوة العسكرية لتحرير دولة الكويت وعودة شرعيتها.كما أن قلوب الكويتيين لن تنسى رجلا وضع بصمة خالدة في أذهانهم وقلوبهم هو الشيخ سعد العبدالله (بطل التحرير)، فقد استشعر رحمه الله منذ اللحظات الأولى للاحتلال الآثم نوايا هذا المحتل في الإطاحة بالشرعية الكويتية المتمثلة في أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد، فأصر على رفيق دربه الخروج إلى المملكة العربية السعودية، للحفاظ على الشرعية الكويتية.ولا يخفى على أحد الدور الكبير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حينذاك، في حشد التأييد الديبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية، استنادا إلى خبرته الديبلوماسية الكبيرة، وقد نجحت جهود سموه الديبلوماسية في كسب دولة الكويت تعاطفا عالميا، أثمر طرد المعتدي وتحرير البلاد.وبالمثل لن ينسى الكويتيون خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، القائد العربي العظيم الذي فتح قلبه قبل أرضه لأبناء الكويت واحتضنهم بكل حب ودافع ماديا وعسكريا لنصرة دولة الكويت فمنذ اليوم الأول للاحتلال فتحت المملكة العربية السعودية أراضيها لاستقبال القيادة الكويتية وأبناء دولة الكويت.ولا يمكن نسيان موقف الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب، الذي أعلن من على بعد آلاف الأميال وقوفه مع الحق الكويتي، وتعهده بعودتها دولة حرة مستقلة إذ طالبت الولايات المتحدة الأميركية منذ الساعات الأولى للاجتياح العراقي لدولة الكويت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن، وإصدار القرار 660 الذي طالب بانسحاب العراق من الكويت دون قيد أو شرط.واستمر الدعم الأميركي للقضية الكويتية حتى 21 يناير 1991 عندما استطاع الرئيس بوش إقناع مجلس الشيوخ باستخدام القوة العسكرية لتحرير دولة الكويت، بموافقة 52 عضوا لتبدأ الحرب، وتعود أرض الكويت لأهلها.كما أن الكويت لن تنسى وهي تستذكر هذه الأيام العصيبة قادة عسكريين سجلوا أسماءهم في صفحات الحق والبطولة وعلى رأسهم القائد العسكري الأميركي الراحل الجنرال نورمان شوارزكوف والفريق الأمير خالد بن سلطان قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت.