| علي الرز |
/>لا تحلل ما يجري على الارض في غزة، فلن تعطيك المآسي مجالا للتفكير الا في كيفية وقف التهام الاطفال والكبار والمقاومين والممتلكات... والضمائر. لا تحلل لانك في موقع الانحياز الطبيعي الى الشهيد والمظلوم والمنكوب والمحروم، ولا تحلل لانك ستقع فورا في فخ التصنيف والتخوين فجعبة العرب غنية بالتهم الجاهزة وقدرة العرب على القصف في كل الاتجاهات تتطور مع تطور وسائل الاعلام.
/>بين الاستعداد «للقتال حتى آخر فلسطيني» و«الذهاب في المعركة حتى يتوقف اطلاق الصواريخ»... تحترق غزة ويحترق اهلها وتتصادم الاجندات العربية ويشجع العالم، كالعادة، المحتل على المزيد من الجرائم. وحدها المجازر الكبيرة تصبح هي المحرك الاساسي لخطوات افعل نحو الحل، والركون الى هذا الواقع الذي يتجاوز اسوار التحليل هو في حد ذاته مأساة، ومع ذلك لا ينكر احد ان تواريخ الصراع والوقائع التي فرزها ممهورة باختام المجازر من دير ياسين وكفر قاسم وصولا الى قانا بالامس وغزة اليوم.
/>لا تحلل، اذا، وانتظر مجزرة ثانية، ثالثة ورابعة في غياب الموقف العربي والارادة العربية، وفي ظل التواطؤ الدولي الذي ما كشر عن انيابه تاريخيا كما فعل اليوم. لا حركة «حماس» قادرة على حسم المعركة ضد الجيش الاسرائيلي رغم قدرتها الكبيرة على الصمود والمقاومة المشرفة، ولا الجيش الاسرائيلي قادر على انهاء «حماس» او تدمير بناها التحتية لانها جزء من فلسطين وليست حالة طارئة... ماذا بقي من آفاق لهذه الحرب؟ بقي الضحايا، بقي الشهداء، بقيت اطلال المنازل، بقيت عمليات التصدي واصطياد الاسرائيليين وخطف جنودهم، بقيت عمليات اغتيال قادة المقاومة ورموزها. بقي الظلام وانقطاع المياه وقلة الغذاء وندرة الدواء وانعدام التدفئة... فمن لم يمت بالحرب مات بالحصار.
/>لا صوت يعلو فوق صوت المجزرة. لا هدير الدبابات ولا سياق المعركة ولا بيانات التقدم من الاسرائيليين ولا بيانات تكبيد العدو خسائر كبيرة. علت اصوات كثيرة تتهم «حماس» والمحور الذي تنتمي اليه بالتقدير الخاطئ والمغامرات غير المحسوبة، وعلت اصوات اكثر تتهم معارضي «حماس» والمحور الذي تنتمي اليه بالمشاركة مع العدوان وتأمين غطاء له... ثم اتت المجزرة لتطلب من الجميع عدم التحليل ولتكشف ان المعني الاول والاخير بما يجري، اي شعب غزة، تقدم صفوف الاحداث انما في جثمان طفلة لم يتجاوز عمرها السنتين او من خلال اشلاء عجوز لم تجمع كما يجب بسبب القصف... وكأن المطلوب لهذا الشعب ان يغيب جسدا من الدنيا وان يحضر في كفن عبر وسائل الاعلام.
/>والدائرة نفسها ستدور من دون تحليل. عمليات حربية مستمرة وبيانات متناقضة من الطرفين. صمود هنا واخفاق هناك. كلام عن تحول نوعي في سير المعارك عبر ضرب الارتال بصواريخ جديدة او عبر اقتحام المزيد من المعابر. بسالة في المواجهة ومنع اسرائيل من السيطرة على منطقة استراتيجية. سقوط المزيد من المقاومين والنجاح في قتل واسر جنود اسرائيليين. تظاهرات مستمرة حول العالم ومزيد من الانقسام في الموقف العربي مع احتمال حدوث عمليات امنية هنا وهناك. اجتماعات متلاحقة لمجلس الامن من اجل اصدار قرار «متوازن» (وهي الكلمة - الغطاء لاستمرار الاجرام الاسرائيلي). تحركات فرنسية واوروبية تمهد لهذا القرار «المتوازن» القاضي بوقف الحرب وارسال مراقبين دوليين وضمان عدم اطلاق الصواريخ مقابل فك الحصار واعادة ترتيب السلطة... الدائرة نفسها تدور لكنها لن تكتمل الا بالمجزرة القادمة التي يبدو ان العالم بأسره متواطئ ومتفق على حصولها كمخرج ضروري للعبور من نفق الحرب الى رحاب اللاحرب واللاسلم.
/>واصعب ما في مأساة غزة الحالية انها بدأت بمجزرة. بدأت بعملية اجرامية كبيرة ارادت اسرائيل من خلالها قياس رد الفعل العربي والدولي. رفعت السقف في امتحان الوحشية الغادرة تمهيدا لتقبل اساليب ابادة جديدة باسلحة جديدة، معتمدة على مساعدة العالم لها بشعارات «حق الدفاع عن النفس».
/>ويا اطفال غزة ونساء غزة ورجال غزة وشيوخ غزة، انتم الحقيقة الوحيدة في كل ما يجري. انتم الانزه في لعبة المحاور والاطهر في دهاليز السياسة والاقدس في ملحمة الدم والاشرف في العطاء والشهادة. الحرب خيضت بكم وعليكم... وقضاؤكم وقدركم ان يلطف الله بالقضاء والقدر.
/>لا تحلل. انتظر المجزرة المقبلة وجهز الدمع والتعاطف والمشاعر والهتاف... للتظاهرة المقبلة.
/>alirooz@hotmail.com
/>
/>لا تحلل ما يجري على الارض في غزة، فلن تعطيك المآسي مجالا للتفكير الا في كيفية وقف التهام الاطفال والكبار والمقاومين والممتلكات... والضمائر. لا تحلل لانك في موقع الانحياز الطبيعي الى الشهيد والمظلوم والمنكوب والمحروم، ولا تحلل لانك ستقع فورا في فخ التصنيف والتخوين فجعبة العرب غنية بالتهم الجاهزة وقدرة العرب على القصف في كل الاتجاهات تتطور مع تطور وسائل الاعلام.
/>بين الاستعداد «للقتال حتى آخر فلسطيني» و«الذهاب في المعركة حتى يتوقف اطلاق الصواريخ»... تحترق غزة ويحترق اهلها وتتصادم الاجندات العربية ويشجع العالم، كالعادة، المحتل على المزيد من الجرائم. وحدها المجازر الكبيرة تصبح هي المحرك الاساسي لخطوات افعل نحو الحل، والركون الى هذا الواقع الذي يتجاوز اسوار التحليل هو في حد ذاته مأساة، ومع ذلك لا ينكر احد ان تواريخ الصراع والوقائع التي فرزها ممهورة باختام المجازر من دير ياسين وكفر قاسم وصولا الى قانا بالامس وغزة اليوم.
/>لا تحلل، اذا، وانتظر مجزرة ثانية، ثالثة ورابعة في غياب الموقف العربي والارادة العربية، وفي ظل التواطؤ الدولي الذي ما كشر عن انيابه تاريخيا كما فعل اليوم. لا حركة «حماس» قادرة على حسم المعركة ضد الجيش الاسرائيلي رغم قدرتها الكبيرة على الصمود والمقاومة المشرفة، ولا الجيش الاسرائيلي قادر على انهاء «حماس» او تدمير بناها التحتية لانها جزء من فلسطين وليست حالة طارئة... ماذا بقي من آفاق لهذه الحرب؟ بقي الضحايا، بقي الشهداء، بقيت اطلال المنازل، بقيت عمليات التصدي واصطياد الاسرائيليين وخطف جنودهم، بقيت عمليات اغتيال قادة المقاومة ورموزها. بقي الظلام وانقطاع المياه وقلة الغذاء وندرة الدواء وانعدام التدفئة... فمن لم يمت بالحرب مات بالحصار.
/>لا صوت يعلو فوق صوت المجزرة. لا هدير الدبابات ولا سياق المعركة ولا بيانات التقدم من الاسرائيليين ولا بيانات تكبيد العدو خسائر كبيرة. علت اصوات كثيرة تتهم «حماس» والمحور الذي تنتمي اليه بالتقدير الخاطئ والمغامرات غير المحسوبة، وعلت اصوات اكثر تتهم معارضي «حماس» والمحور الذي تنتمي اليه بالمشاركة مع العدوان وتأمين غطاء له... ثم اتت المجزرة لتطلب من الجميع عدم التحليل ولتكشف ان المعني الاول والاخير بما يجري، اي شعب غزة، تقدم صفوف الاحداث انما في جثمان طفلة لم يتجاوز عمرها السنتين او من خلال اشلاء عجوز لم تجمع كما يجب بسبب القصف... وكأن المطلوب لهذا الشعب ان يغيب جسدا من الدنيا وان يحضر في كفن عبر وسائل الاعلام.
/>والدائرة نفسها ستدور من دون تحليل. عمليات حربية مستمرة وبيانات متناقضة من الطرفين. صمود هنا واخفاق هناك. كلام عن تحول نوعي في سير المعارك عبر ضرب الارتال بصواريخ جديدة او عبر اقتحام المزيد من المعابر. بسالة في المواجهة ومنع اسرائيل من السيطرة على منطقة استراتيجية. سقوط المزيد من المقاومين والنجاح في قتل واسر جنود اسرائيليين. تظاهرات مستمرة حول العالم ومزيد من الانقسام في الموقف العربي مع احتمال حدوث عمليات امنية هنا وهناك. اجتماعات متلاحقة لمجلس الامن من اجل اصدار قرار «متوازن» (وهي الكلمة - الغطاء لاستمرار الاجرام الاسرائيلي). تحركات فرنسية واوروبية تمهد لهذا القرار «المتوازن» القاضي بوقف الحرب وارسال مراقبين دوليين وضمان عدم اطلاق الصواريخ مقابل فك الحصار واعادة ترتيب السلطة... الدائرة نفسها تدور لكنها لن تكتمل الا بالمجزرة القادمة التي يبدو ان العالم بأسره متواطئ ومتفق على حصولها كمخرج ضروري للعبور من نفق الحرب الى رحاب اللاحرب واللاسلم.
/>واصعب ما في مأساة غزة الحالية انها بدأت بمجزرة. بدأت بعملية اجرامية كبيرة ارادت اسرائيل من خلالها قياس رد الفعل العربي والدولي. رفعت السقف في امتحان الوحشية الغادرة تمهيدا لتقبل اساليب ابادة جديدة باسلحة جديدة، معتمدة على مساعدة العالم لها بشعارات «حق الدفاع عن النفس».
/>ويا اطفال غزة ونساء غزة ورجال غزة وشيوخ غزة، انتم الحقيقة الوحيدة في كل ما يجري. انتم الانزه في لعبة المحاور والاطهر في دهاليز السياسة والاقدس في ملحمة الدم والاشرف في العطاء والشهادة. الحرب خيضت بكم وعليكم... وقضاؤكم وقدركم ان يلطف الله بالقضاء والقدر.
/>لا تحلل. انتظر المجزرة المقبلة وجهز الدمع والتعاطف والمشاعر والهتاف... للتظاهرة المقبلة.
/>alirooz@hotmail.com
/>