أكد سفير إيطاليا لدى الكويت كارلو بالدوتشي أن البرنامج الجديد الذي أطلقته السفارة تحت عنوان «هلا إيطاليا 2020» يهدف لتطويرالعلاقات الثنائية بين البلدين من خلال العديد من المبادرات المختلفة في عدد من المجالات الثقافية والاقتصادية، مشيراً إلى البحث عن مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، وأن «هلا إيطاليا 2020» سيحمل العديد من المبادرات التي قد تخدم رؤية «الكويت 2035».وقال بالدوتشي، في لقاء مع «الراي»، هو أول لقاء يجريه مع صحيفة كويتية منذ حضوره للبلاد كرئيس لبعثة بلاده في الكويت قبل 4 أشهر، إنه سيعمل أيضاً على إحضار الشركات الإيطالية الرائدة في مجال معالجة تلوث المياه للنظر في إمكانية الاستفادة من خبراتها في هذا المجال، لافتاً إلى أنه سيكون هناك نشاط مختلف كل أسبوع ضمن البرنامج الآنف الذكر، حيث تتواجد حالياً في الكويت نحو 50 شركة إيطالية متخصصة في النفط والغاز ضمن هذه النشاطات.كما كشف عن مبادرات مقبلة لتعريف الكويتيين بما تزخر به إيطاليا من مقومات سياحية كونها الدولة الأوروبية الوحيدة التي تطير لها الخطوط الجوية الكويتية لمدينتي روما وميلان يومياً، متوجهاً للكويتيين بالقول: «إن إيطاليا ليست ميلان وروما فقط، فهناك أماكن جميلة أخرى من شمالها لجنوبها ترضي مختلف الأذواق».وأشار إلى أن المنطقة تعيش أوضاعاً صعبة ومعقدة، معرباً عن ثقته بقدرة الكويت على القيام بدور يساعد على استقرار المنطقة في ظل حكمة سمو الأمير المشهود لها عالمياً. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

? متى حضرتم للكويت؟- وصلت الكويت في سبتمبر الماضي وقدمت أوراق اعتمادي لسمو الأمير في يوم تشكيل الحكومة الكويتية الجديدة وكنت مستمتعا ومنبهرا بجميع مراسم تقديم أوراق اعتمادي، كونها تميزت بحرارة الاستقبال وهذا ما اكتشفته في طبيعة الكويتيين من دفء وحرارة في استقبال ضيوفهم.? كيف تصف العلاقات الكويتية - الإيطالية؟ - هناك علاقات قوية وتقليدية تجمع البلدين منذ زمن طويل، وسأعمل على تطويرها في مختلف المجالات الحيوية والبحث عن مجالات جديدة للتعاون بيننا بما يخدم مصالح البلدين. ? ما هي خططكم المستقبلية لتطوير العلاقات؟ - بدأت هذا العام برنامجا جديدا أطلقنا عليه «هلا إيطاليا 2020» يهدف لتطوير علاقاتنا من خلال العديد من المبادرات المختلفة الثقافية والاقتصادية، وقد بدأنا في أول مدرسة لعلوم الآثار حيث حضرت إلى جامعة الكويت مجموعة من أساتذة وعلماء الآثار من جامعة (لاسابيينزا) الإيطالية، لإعطاء محاضرات ودروس لمدة خمسة أيام للطلبة الكويتيين وإعطاء شهادة دبلوم بانتسابهم للموسم الشتوي لجامعة روما في نهاية المحاضرات، وسندعو عددا من الطلبة المشاركين في المدرسة الشتوية الإيطالية- الكويتية لعلوم الآثار للالتحاق بالمخيم الصيفي للتنقيب عن الآثار في روما وأومبريا.لدي رغبة في أن أجعل الطلبة الكويتيين بمثابة سفراء لإيطاليا في الكويت كل في تخصصه أو مجال عمله. وقد أقمنا مؤتمرا في معهد الأبحاث العلمية عن تلوث المياه وهي قضية مهمة للكويت ولإيطاليا وللعالم بأجمعه، وسأعمل على إحضار الشركات الإيطالية الرائدة في هذا المجال، للنظر في إمكانية الاستفادة من خبراتها في المجال، بما فيه مصلحة البلدين وفي كل أسبوع سيكون هناك نشاط مختلف ضمن حملة «هلا إيطاليا 2020».ويتواجد في هذه الأيام في الكويت نحو 50 شركة إيطالية متخصصة في النفط والغاز.? كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟- في أول 10 أشهر من 2019 وصل حجم التبادل التجاري بين بلدينا نحو 850 مليون يورو وهناك إنخفاض في حجم الصادرات الكويتية لإيطاليا بسبب إنخفاض في شراء النفط ومشتقاته.? ماذا في شأن الاستثمارات المتبادلة؟- أعلم أن هناك استثمارات كويتية كبيرة في إيطاليا ونشعر أن هناك مساحات لوجود استثمارات رئيسية مع أصدقائنا الكويتيين، وهذا ما سأعمل عليه في المستقبل القريب، وهناك شركات إيطالية تعمل في الكويت وشركات أخرى ترغب في القدوم للكويت، وحملتنا «هلا إيطاليا 2020» ستحمل العديد من المبادرات التي قد تخدم خطة الكويت 2035.? هل هناك زيارات مرتقبة؟- نعمل على التجهيز لزيارة رفيعة المستوى للكويت خلال الأشهر القليلة المقبلة.? ما أبرز ملامح التعاون الأكاديمي بين البلدين؟- بالنسبة لي هذا موضوع مهم جداً، فهناك نحو 90 طالبا كويتيا يدرسون في الجامعات الإيطالية، وسأعمل على استقطاب طلبة دراسات الطب العليا والهندسة أيضا للجامعات الإيطالية، وأيضا على إحضار المزيد من الجامعات الإيطالية للكويت لعرض التخصصات والتسهيلات الموجودة لديهم، لتعريف الطلبة الكويتيين بها، كما سنعمل على افتتاح مدرسة رسمية لإعطاء دورات في اللغة الإيطالية في الكويت لمساعدة الطلبة الراغبين في الدراسة هناك حيث تكون الدراسات العليا لدينا باللغة الإنكليزية.? كم عدد السياح الكويتيين الذين زاروا إيطاليا العام الماضي؟- السفارة أصدرت نحو 12 ألف تأشيرة العام الماضي ولكن هذا لا يعكس العدد الحقيقي كون العديد من الكويتيين لديهم تأشيرات شنغن طويلة الأمد ومتعددة السفرات. وهناك رغبة كبيرة من الكويتيين في السياحة بإيطاليا وستكون لدينا مبادرات مقبلة من خلال حملتنا في تعريف الكويتيين بما تزخر به إيطاليا من مقومات سياحية ولا ننسى أن إيطاليا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تطير لها الخطوط الجوية الكويتية لمدينتي روما وميلان يومياً. وأقول للكويتيين إن إيطاليا ليست ميلان وروما فقط، فهناك أماكن جميلة أخرى من شمالها لجنوبها ترضي مختلف الأذواق.? كيف تنظرون للأوضاع في المنطقة العربية؟- إن المنطقة تعيش أوضاعاً صعبة ومعقدة، ونثق بقدرة الكويت على القيام بدور يساعد على استقرار المنطقة في ظل حكمة سمو الأمير المشهود لها عالمياً.? هل تتوقع أن تتأثر إيطاليا اقتصادياً بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟- لا أعتقد ذلك، فالخروج البريطاني هو خيار الشعب، وأعتقد أن بعض العواصم الأوروبية مثل باريس ودبلن وفرانكفورت وميلان قد تستفيد على المدى القريب من هذا الأمر من خلال جذب نشاطات بنكية ومالية كانت تتواجد في بريطانيا، ولكن بريطانيا تبقى أوروبية وستبقى شريكاً قوياً للاتحاد الأوروبي وستظل علاقاتنا قوية.

من اللقاء

600 إيطالي في الكويت

أوضح السفير بالدوتشي أنخه يوجد في الكويت نحو 600 إيطالي، وهم نشيطون جداً ومرتبطون جداً بالسفارة ويلعبون دوراً مهماً في التعريف بإيطاليا داخل الكويت، مؤكداً أنه يستمتعون كثيراً بوجودهم في البلاد.

كرسي بشعار روما وتوتي هو البطل

أكد السفير الإيطالي أن روما هو فريقه المفضل وفرانشسكو توتي هو البطل الذي يمثل الفريق أفضل تمثيلا، موضحا أنه يحتفظ في مكتبه في السفارة بكرسي ملون بشعار فريق روما الذي يفتخر به.

أتجول في المباركية كل سبت والشعب الكويتي كريم

في رده على أكثر ما أعجبه في الكويت خلال الأشهر الأربعة الماضية، قال بالدوتشي: «أعجبتني طريقة عيش الكويتيين وهي مشابهة لطريقة عيشنا، فالشعب الكويتي منفتح وكريم ويحب الضيوف وله ثقافات متميزة، وأنا أحب السير في سوق المباركية صباح كل سبت وأتناول العشاء هناك، كما انني أحببت الطعام الكويتي».

الفرنسية والإنكليزية وبعض الفارسية

تطرق السفير إلى عمله السابق قبل قدومه للكويت، فقال: «كنت ديبلوماسياً في إيران وبعدها في العاصمة الأميركية واشنطن، ثم انتقلت لإيطاليا لمدة عشر سنوات كمستشار لوزير المالية حيث كنت أركز على الديبلوماسية المالية والاقتصادية، وبعدها لمدة عامين في الخارجية الإيطالية في مجال جذب الاستثمارات لبلادي، ثم 4 سنوات كمدير أحد فروع صندوق المدخرات والقروض (CDP)». وعن اللغات التي يتقنها، قال: أتحدث الفرنسية والانكليزية وبعض الفارسية.