جملة قالتها بدوية لشيخ قبيلتها عندما حاول اغتصابها في غياب زوجها، فخجل الشيخ وارتدع، فقد فهم المعنى، فإن الملح يمنع فساد الأطعمة، والشيخ يمنع الفساد بين أبناء قبيلته.والحديث عن الفساد هذه الأيام طويل وشائك خصوصاً في وجود إعلام حر لدرجة مبالغ فيها، وصل لحد التشهير والابتزاز، خصوصاً عندما يكون من بين المفسدين علية القوم، والسرقات لم تعد بالآلاف بل أصبحت بالملايين والمليارات، فقلدتهم العامة، والناس على دين ملوكهم.فساد الصحة أدين به وزير ووكيلان، وتجاوزات الداخلية بدأت من القمة إلى القيادات الصغيرة، وبدأ الناس يتكلمون عن فضيحة الإيرباص التي تشير أصابع الاتهام فيها لمسؤولين كبار سابقين في الخطوط الجوية ووزارة المواصلات. أما مطارنا الجديد فقد فاقت كلفته كلفة مطار بكين، المطار الأضخم في العالم، وهذا أمر غير مُصدّق!وما زاد الناس حيرة هو صمت المتهمين على ما يوجّه إليهم من تهم، فلم يدافعوا عن أنفسهم أو يثبتوا كذب الادعاءات، أو مقاضاة مثيري هذه الإشاعات من صحافيين أو مغردين لإخراسهم، فالبلد ما عاد يتحمل هذا النوع من الفضائح، فقد فقدنا الثقة في مسؤولين كبار كثيرين، وعندما عدنا إلى مجلس الأمة الذي كنا نأمل أن يردع الفاسدين وجدنا الفساد يضرب بأطنابه فيه، وبدأ بعض النواب بالاحتماء خلف الحصانة البرلمانية وحموا أقرباءهم وأصدقاءهم من تطبيق القوانين عليهم.لقد ردعت المرأة البدوية شيخ القبيلة بمثل ما قالته، أما فاسدو اليوم فقد فقدوا الحياء ولم يعودوا يخافون، لأنهم أمنوا أن ملح السلطة لا يصلح الفساد.