حديثنا المتكرر عن الأمور السلبية في مجتمعنا يجب ألا ينسينا الأمور الإيجابية الكثيرة التي نتنعّم بها ليلاً ونهاراً، فمنذ تحرير الكويت من أسوأ غزو همجي في العالم قبل 30 عاماً ونحن - ولله الحمد - نتقلّب في النعم، فقد تحسّن مستوى المعيشة كثيراً وازدادت الرواتب والمكافآت بدرجة كبيرة، ويندر أن تجد مواطناً يعاني من الفقر، وكثير من المواطنين يعانون من سوء تدبير أموالهم ويرهقون أنفسهم بديون غير مبرّرة وديون تكبلهم بقيود!وللأسف أن الجو العام والإعلانات الكاذبة تحرّض الكثيرين على التمادي في تبديد أموالهم والإقدام على مغامرات غير مدروسة، تُوقعهم في مشاكل كثيرة ظناً منهم بأن الحكومة ستساعدهم وتنتشلهم من سيف العقوبات القانونية!كذلك فإن الكويت ولله الحمد تنعم بأجواء لا مثيل لها من الأمن والأمان، ويستطيع الإنسان أن يخرج من بيته إلى أي مكان في أي وقت من دون الخوف من قطّاع الطرق أو الحرامية!قارن ذلك بما يجري في أميركا اللاتينية التي يبلغ عدد سكانها 8 في المئة من سكان العالم، بينما تبلغ الجرائم فيها أكثر من 33 في المئة من عدد الجرائم، ولا يأمن الإنسان أن يخرج من بيته آمنا إلا برفقة حراسة، تذكّرت قول الله تعالى: «فيلعبدوا ربَّ هذا البيت * الذي أطعمهم من جُوع وآمنهم من خوف»، فنحن ولله الحمد نتمتّع بهاتين النعمتين على مدى الأيام، عسى الله تعالى أن يتمم علينا نعمته!وفوق كل ذلك فإننا نتمتّع ولله الحمد بالتعليم المجاني والعلاج المجاني، وتوفر الدولة لنا المساكن المجانية وقرض الزواج شبه المجاني وغيرها الكثير، ونتمتّع بالحرية في أن نقول ما نشاء في دواويننا ومنتدياتنا، أليست هذه بنعم يحسدنا الناس عليها؟!إن مناسبة أفراح شهر فبراير يجب أن تكون لنا فترة لتذكر نعم الله علينا وشكره عليها، ويكفي أن ننظر إلى دول الجوار من حولنا لنرى ما تواجهه اليوم من مشاكل وقلاقل!