صرخة رفض واضحة لا لبس فيها أطلقها عدد من أساتذة العلوم السياسية لصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورحّب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما وصفها بعضهم بأنها «صفقة القرون». وبينما أكدوا، في تصريحات لـ«الراي»، أن «القضية الفلسطينية لن تموت»، أشاروا في الوقت ذاته إلى أن «تلك القضية لديها دائماً سبع سنين عجاف وسبعٌ أخرى من النشاط». وتوقعوا أن «الـ 50 مليار دولار التي وعد بها ترامب ستأتي من جيوب الدول الخليجية»، معتبرين أنها «ستنهي أوهام أن هناك وسيطا نزيها والشعوب ستكون أشد رفضاً من الحكومات».وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا «في الواقع لن يحدث شيء أكثر مما هو حاصل، وما حدث ليس بصفقة وإنما قرارات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات طابع إملائي على العرب والمسلمين في ما يتعلق بمستقبل القدس والمستوطنات والقضية الفلسطينية، لأنه لا يوجد بها شركاء متساوون».وأشار الغبرا إلى أن «هذه الإملاءات تمت في وجود نتنياهو وعدم وجود أي ممثل عربي حقيقي»، لافتاً إلى أن «الاحتفاء الإسرائيلي بها يأتي بسبب تغير الموقف الأميركي بقبوله بالقدس عاصمة لإسرائيل وقبوله بالاستيطان، فالموقف الأميركي السابق كان يعتبر أن الاستيطان غير شرعي، وبالتالي فإن هذا التحول يعطي الكيان الإسرائيلي إشارة إلى أن هذه الإدارة الأميركية هي الأكثر دعماً وتوافقاً معها ولكن هذه الصفقة لن تغير على الأرض الكثيروالمقاومة مستمرة على أرض الواقع». وشدد الغبرا على أن «هذه الصفقة خرق للقانون الدولي الذي ينص على عدم تغيير ملامح الأراضي المحتلة وعدم تغيير ديموغرافيتها والانسحاب منها»، متابعاً «لم تدهشني ردود الفعل العربية لأن ما قام به ترامب ومعه نتنياهو هو استغلال الحد الأقصى لحالة التردي والتآكل والتفكك التي يعيشها العالم العربي». واختتم قائلاً «القضية الفلسطينية لا تهدأ فهي تنشط ولديها دائماً سبع سنين عجاف وسبعٌ أخرى من النشاط، وأتوقع أنها ستعود لترتيب أولوياتها والنهوض والتشدد في المقاومة، وهذه صفعة للعالم العربي سيدوخ من جرائها لكنه سيستعيد توازنه».بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية جورج عيراني «هذه هي صفقة القرون ولكن القضية الفلسطينية لن تنتهي، وهذه الصفقة سيكون لها نتائج سلبية في ما يتعلق بوضع اللاجئين في المنطقة خصوصاً في لبنان وستعمق الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية ولن يكون لهذه الصفقة مستقبل لأنه لا إجماع عليها».واعتبر عيراني أن «الهدف من هذه الصفقة سياسي لأن ترامب يواجه قضية العزل، ونتنياهو لديه أيضاً مشاكل تتعلق بقضايا الفساد ولذلك استخدما تلك الاتفاقية للضحك على العالم»، لافتاً إلى أن «قرار الولايات المتحدة الأميركية بنقل عاصمتها في إسرائيل من تل أبيب للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كان قراراً أحادياً لم تؤيده الدول الأوروبية وهذه كانت صفعة للأميركيين، وهنا هو الأساس فهل سيقبل المجتمع الدولي بضرب القانون الدولي؟ ثمة قرارات أممية عدة تشجب أي قرارات أحادية منها قضية القدس وغيرها». واختتم بالقول إن «من مصلحة العرب شجب هذا الاتفاق لأنه سيعطي أولوية للتسلط على العالم والقبول بالاحتلال وهذا أمر لا يصح ولا بد من الرجوع للقانون الدولي». وفي ذات السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شملان العيسى، في تصريح لـ «الراي»، أن «هذه الصفقة لن تؤدي لشيء بل ستقود لتمزق الأمتين العربية والإسلامية وإفلاسهما لأن الـ 50 مليار دولار التي وعد بها ترامب لإعادة إعمار غزة والمناطق الفلسطينية ستأتي من جيوب دول الخليج في وقت تعاني فيه هذه الدول من عجز مالي فمن أين سيأتون بهذه الأموال؟». وزاد العيسى «لا يحق لنا كعرب أن نتحدث باسم الفلسطينيين فهذه قضية فلسطينية تخص الشعب الفلسطيني وهو من يجب أن يقرر، ولا يجوز لأي بلد عربي كان او إسلامي أن يقرر مصير فلسطين. الفلسطينيون يرفضون هذه الصفقة وهم سيناضلون وعلينا الالتزام بدعمهم ماديا ومعنويا».وشدد العيسى على أن «هذه الصفقة ستخلق شقاقاً بين الشعوب والدول، ولكن القضية الفلسطينية لا تموت بقرار من ترامب أو غيره فهي قائمة منذ اكثر من 80 عاماً، وهناك قرارات ومحاكم دولية تخصها وتحدد الحل السلمي عبر المفاوضات، أما ما أتى به ترامب من قبول بالاستيطان وعدم عودة اللاجئين فهذه أمور لا يمكن لعاقل أن يقبلها حتى وإن كانت الأمة العربية مأزومة وضعيفة». وخلص إلى أن «الصفقة ستظل حبراً على ورق رغم أنها عملياً مطبقة ولا يوجد أي دولة تجرؤ على الموافقة على التنازل عن القدس ومنحها لإسرائيل»، متوقعاً «حدوث مرحلة سوداء من الشقاق العربي».أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الغانم فقال في تصريح لـ «الراي»، «هذه الصفقة لا تثمر عن دولة فلسطينية وإنما أشلاء دولة بينها مستوطنات في أماكن متفرقة ولا حديث عن سيادة هذه الدولة وهذا أمر غير مقبول ، كما أنها أفقدت فلسطين عاصمتها الأصيلة القدس لمصلحة إسرائيل». وتابع «أهم ما أفكر فيه هو ماذا يملك العرب للتعامل مع هذا الموضوع؟ وفي وضع العرب الحالي المشرذم ماذا فعل العرب مثلاً عندما اتخذ ترامب قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس سوى التنديد؟». وشدد على أن «هذه الصفقة تنهي أوهام أن هناك وسيطاً نزيهاً، والشعوب ستكون أشد رفضاً من الحكومات لكن لا أعلم ماذا تملك هذه الشعوب؟».

الدقباسي والدوسري لموقف جاد في الدفاع عن الحق العربي

الكويت: لا حل إلا بدولة فلسطينية  عاصمتها القدس... بحدود 67

| كتب فرحان الشمري |

أعلنت وزارة الخارجية الكويتية أنها تقدر عالياً مساعي الولايات المتحدة الأميركية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي الذي امتد لأكثر من سبعين عاماً، وكان سبباً في معاناة مريرة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وعامل هدم لأمن واستقرار المنطقة.وأفادت الوزارة، في بيان مساء أمس، أن الكويت انطلاقاً من موقفها المبدئي والثابت بدعم خيارات الشعب الفلسطيني، تؤكد مجدداً أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبالمرجعيات التي استقر عليها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة في حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.من جهته، أعلن النائب محمد الدلال، أمس، أنه تواصل مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لتحديد جلسة نقاش عام لمجلس الأمه وبحث تداعيات الإعلان عن «صفقة القرن» التي وصفها بـ»المشينة»، وذلك في أقرب جلسة، مشيراً إلى أن الغانم «أبدى مشكوراً دعمه وتأييده لهذا الطلب».وفي السياق، دعا النائب علي الدقباسي إلى تحرك جاد وملموس من منظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد البرلمانات الاسلامية لمواجهة «صفقة القرن» يتمثل بالدفاع عن الحق العربي والاسلامي غير بيانات الشجب والاستنكار، مشيراً إلى أن أي مفاوضات أحادية الجانب لا قيمة لها وما يحدث الآن تجاهل لحقائق التاريخ والجغرافيا وهذا لن يحل المشكلة وإنما سيعقدها. وقال الدقباسي لـ «الراي»: أنا فخور بسياسة الكويت ومتضامن معها تجاه القضية الفلسطينية، ولن نتنازل عن حقنا في القدس، أو أن تكون عاصمة لفلسطين، مطالباً بتحرك جماعي وليس فردياً.بدوره، اعتبر النائب ناصر الدوسري صفقة القرن «كارثة لا يمكن القبول بها» وأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراع وعدم إشراك الفلسطينيين في المفاوضات يؤكد أن الصفقة مصيرها الفشل خصوصاً أن الشعوب العربية قاطبة ترفض التطبيع ولا تقبل التخلي عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.وقال الدوسري لـ «الراي»: عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني من ثوابت وركائز السياسة الخارجية للكويت والتي حرص سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على التأكيد عليها في أكثر من مناسبة، مطالباً بموقف موحد من منظمة المؤتمر الاسلامي لأن القدس قضية اسلامية تهم جميع الشعوب المسلمة.

شددوا على أنها لا تُشكّل فرصاً أمام الشركات

اقتصاديون: استثمارات الـ 50 مليار  ... خدعة صهيونية

| كتب علي إبراهيم |

أبدى اقتصاديون رفضهم لصفقة القرن، معتبرين أنها جريمة ستؤدي إلى ضياع حقوق أهل فلسطين.وأكدوا في تصريحات لـ «الراي»، أن الإعلان عن استثمارات بقيمة 50 مليار دولار ضمن الصفقة هي خدعة صهيونية، ولا تُشكل فرصاً أمام الشركات لاقتناصها، مشيرين إلى أن عقارات الكويتيين في فلسطين في ظل الوضع الحالي، لم تعد مجرّد ملكيات أو أصول يتم تقييمها مادياً بأرقام، فتلك العقارات تجاوزت التقييم الاقتصادي، إلى تقييم أسمى بهويتنا العربية والإسلامية، ما يجعل تلك الملكيات لا تُقدر بثمن، ولا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.بدوره، شدد النائب ووزير التجارة والصناعة السابق أحمد باقر، على أن ما يحدث في شأن فلسطين هو «جريمة القرن» لا صفقته، فالأمر يُخالف كل الأعراف والمواثيق والقانون الدولي، ولا يُعد صفقة كما يطلق عليها.وأكد أن الحكم الشرعي في ما يتعلق بـ«جريمة القرن» لا مجال فيه للمواربة أو التقريب، فتلك الصفقة مرفوضة، ولا مجال للتوافق عليها، خصوصاً أن الأمر يتعلق بأرض المسلمين ومقدّساتهم، والتي لا يملك أيّ كان حق التنازل عن شبر واحد منها.وأشار إلى أن الإعلان عن استثمارات بقيمة 50 مليار دولار ضمن الصفقة هي خدعة صهيونية، ولا تُشكل فرصاً أمام الشركات لاقتناصها.من جهته، أكد المقيم العقاري، عبد العزيز الدغيشم، أن أملاك المواطنين الكويتيين في فلسطين محفوظة بحكم القانون، ولكن الموقف سيظل غامضاً تجاهها إذا نُفّذت صفقة القرن، وطالت تأثيراتها أي من تلك الأراضي والعقارات.ولفت الدغيشم في تصريح لـ «الراي» إلى أن عقارات الكويتيين في فلسطين في ظل الوضع الحالي، لم تعد مجرّد ملكيات أو أصول يتم تقييمها مادياً بأرقام تُضاف إلى ثروات المواطنين، لافتاً إلى تلك العقارات تجاوزت التقييم الاقتصادي، إلى تقييم آخر يتعلق بما هو أسمى، متمثلاً بهويتنا العربية وعقيدتنا الإسلامية، ما يجعل تلك الملكيات لا تُقدر بثمن، ولا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.وشدد على أن الكويتيين لا يمكن أن يتنازلوا عن أملاكهم في فلسطين، وأن كل الخيارات القانونية مفتوحة للحفاظ عليها. أما المدير التنفيذي لاتحاد شركات ووكالات الملاحة الكويتية، أحمد عيد، فقال إن «صفقة القرن» لن يكون لها أي أثر على عمل قطاع النقل البحري في الكويت، إذ لا يوجد أي اتصال للبواخر التجارية للكيان الإسرائيلي بالموانئ الكويتية، كما أنه لا يوجد وكيل بحري لتلك البواخرفي الكويت.وأضاف أن قطاع الملاحة البحرية الكويتي محمي من أي تأثيرات قد تحدث كرد فعل على الصفقة، وذلك ارتكازاً على عاملين رئيسيين كالتالي:1- تمنع القوانين الكويتية التعاون مع الكيان الصهيوني على جميع المستويات ومنها التعاملات التجارية، بصورة لا يمكن تأويلها بأي شكل، وينعكس ذلك بشكل عملي عبر وجود مكتب في الإدارة العامة للجمارك يطلق عليه مكتب مقاطعة إسرائيل.2- أن الشركات الملاحية العالمية التي تمتلك أساطيل بحرية ولها اتصال بالموانئ الكويتية، يجب أن يكون لها وكيل بحري كويتي، وأن تصدر له شهادة قيد وكالة بحرية صادرة عن وزارة المواصلات، يسمح بموجبها للبواخر العالمية بالدخول إلى الموانئ الكويتية، في حين لا يوجد أي وكيل بحري داخل الكويت لبواخر شركات الكيان الصهيوني.وأشار عيد إلى أن اتحاد شركات الملاحة الكويتية يضم نحو 28 شركة ملاحية ووكيل بحري، لا تتعامل مع الشركات الاسرائيلية بأي شكل من الأشكال.

فنانون كويتيون يرفضون «الصفقة»

| كتب علاء محمود |

وصف الفنان إبراهيم الصلال «صفقة القرن» بأنها «فاشلة 1000 في المئة»، لافتاً في تصريح لـ«الراي» إلى أنها «لا تخدم القضية الفلسطينية ولا الأمة العربية والاسلامية بتاتاً، بل على العكس تمت صناعتها من قبل دونالد ترامب لخدمة وصالح إسرائيل واليهود والصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية. ونحن كمسلمين وعرب نرفضها رفضاً قاطعاً، لكن حتى اللحظة لا ندري إلى ما ستؤول اليه الامور في الايام المقبلة».بدورها، قالت الفنانة مريم الصالح: «لا أتوقع أن هناك إنساناً عربياً أو مسلماً على وجه الكرة الأرضية كلها يؤيد هذه الصفقة التي أقل ما يمكنني وصفها بالوضيعة والمؤامرة (شي يحز بالخاطر اللي سمعناه)».وأضافت «لو أن العرب والمسلمين جميعهم اتحدوا وأصبحوا يداً واحدة، لما استطاعت إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية بكل عتادها وقوتها العسكرية مجرد التفكير بهذا الأمر، لكنهم يعلمون تماماً أننا متفرقون، لهذا استغلوا الفرصة في تنفيذ مآربهم. نحن كشعوب عربية وإسلامية ليس في يدنا شيء نفعله سوى الرفض القاطع والتام، ويبقى اتخاذ القرار الحاسم والقاطع في يد الحكومات».من جهته، قال الفنان محمد المنصور لـ«الراي»: «لا أريد الخوض في هذه الأمور والتدخل في شؤون القادة، لكننا نعلم تماماً أن إسرائيل هي العدو الأكبر، ونحن منذ ولادتنا وحتى كبرنا، تعلمنا أنها كذلك، فكيف يتم التعاقد معها؟». وأضاف «لن أزيد على ذلك الكلام. إن كانت الشعوب ترفض أن تعقد صفقة مع اسرائيل، فلن يتم ذلك، لأن فلسطين أرض عربية وسوف تبقى كذلك».أما الفنان جاسم النبهان فقال: «ماذا يسعني أن أقول وإلى الآن لم تتكلم بلداننا (خل ننطر هاليومين ونشوف ردهم). وأنا جاسم النبهان قدمت لهذه القضية الكثير من الصغر وهذا واجب عليّ، وجاءت مشاركتي من خلال عملي التطوعي وأيضاً في المسرح في سبيل أن تعود الأرض المسلوبة وتعود فلسطين إلى شعبها. وأيضاً، قضيتنا ليست استعادة فلسطين فحسب، بل المجتمع العربي كله العراق وسورية وليبيا واليمن، كلها بلدان عربية شقيقة عانت الكثير، أرى أن ما حصل فيها من دمار وخراب مفتعل ومخطط له لأجل تشتيت انتباهنا حتى يعملوا بأريحية».وأضاف «أتمنى ان يعود العالم العربي ويجتمع كما السابق، ونحن بدورنا سنقدم الغالي والنفيس، وهنا لا أنسى دور الكويت الكبير في خدمة هذه القضية، وأنا عنصر من هذا المجتمع الطيب المحب لكل شيء عربي. هم يتكلمون من منطق قوة، ونحن فقط نتكلم ونتكلم من دون طائل».