خلصنا من العجز المالي وبيّنا جوانبه وجانب جبر الخاطر الذي غفل عنه الكثير? وفي هذه المقالة سنتحدث عن الوطنية (الحس الوطني) مفهومها وأبعادها.أن تكون وطني الحس? فإن الوطنية تحتم عليك أن تكون على مسطرة أخلاقية، واضعاً حب الوطن ومصلحته هو والعباد فوق كل اعتبار آخر.هناك بعدان للوطنية حسب ما نراه:البعد الأول وهو الشائع? إن من يتغنى بالوطنية وتحركه مصلحته ومصلحة مجموعته سواء بشيمة أو قيمة، هؤلاء شغلونا بشعارات زائفة واحتفالات ومهرجانات هي في حقيقتها بهرجة إعلامية، حيث واقع الحال يقول إننا نعاني من فساد مستشرٍ والتجاوزات على المال العام مستمرة ونكتشف كل يوم حالة جديدة، وعلى مر عقود من الزمن لم نر فاسداً قد تمت محاسبته... هؤلاء سواء قياديون أو شخصيات مرموقة أسماؤها لامعة لا تصنع التاريخ لأنه ببساطة نجد أن أقصر طريق إلى هلاك الأمم عبر طريق بوابة الفساد الذي تحول إلى إفساد.يعني إما أن تكون فاسداً? متسلقاً، منافقاً? تجيد «الطمطمة» ولا تقول الحق وإن كنت تعرفه، وإما لا مكان لك ولن تسمع لك كلمة... لو تصيح إلى غد وبعد غد وأنت ماشي!أما البعد الثاني? فيتمثل في الأخيار وهم موجودون في خطين متوازيين:خط الكفاءات من أصحاب الخبرة والمعرفة وحسن السيرة والسلوك، وهؤلاء مستبعدون منبوذون قلما تجد صاحب قرار يستمع إليهم ولو من باب المجاملة، لأن الاستشارة تؤخذ من المتصفين بسمات البعد الأول أعلاه (البطانة الفاسدة).وخط نواب مجلس الأمة... هنا لا نجد للأخيار مكاناً، لأن معيار الاختيار مبني على كم الخدمات التي يقدمها المرشح عبر «الواسطة»، التي كررنا أثرها السلبي مراراً وتكراراً وهنا نتساءل: مَن صنع الواسطة؟لذلك? أعتقد أننا بلغنا من السوء حالة علمها عند الله عز شأنه، وهو القادر على تغيير الحال إلى حال أفضل.نحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس، ومعرفة حق الوطن علينا وحق العباد كذلك.هذا يبدأ من الذات ومن أصحاب القرار، وخلاف ذلك لن يحصل أي تحول لنا وسنظل في ترتيب متأخر من ناحية جودة التعليم? مستوى الرعاية الصحية وغيرها من احتياجات المواطن البسيط.الزبدة:طالبنا في المقال الماضي جبر خاطر المساكين واليتامى وأهل الحاجة، وهنا نريد أن نطالب بجبر خاطر الكفاءات وأصحاب الحس الوطني المتميز، ممن ركنتهم أدوات البطانة الفاسدة، ومن الذين إذا تحدث مواطن شريف تفوح منه رائحة الوطنية الحقة، إلا وتجدهم يكررون الاسطوانة المشروخة نفسها: «ما عندهم سالفة»!طيب منو اللي عنده سالفة حسب ما عرضناه أعلاه... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi