عصيبة.. حسّاسة.. صعبة.. وخطرة جداً، هذه هي مواصفات المرحلة التي تمرُّ فيها الكويت هذه الأيام إقليمياً، الأخطار تحدق بنا من كل جانب، تهددنا وتخيفنا بأضرارها المحتملة ونحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل.والضرر إن أصاب الكويت لن يميّز بين المتضررين فئوياً ولا طائفياً، لن يميّز بين سني وشيعي، ولا بين بدوي وحضري، ولا بين كويتي بالتأسيس وكويتي متجنس، ولا حتى بين كويتي وغير كويتي، فالكويت واحدة للجميع والضرر واحد ويهدّد الجميع.ولنتذكّر دائماً أن سياستنا الخارجية هي صمام الأمان، وهي درعنا الحصين الذي يمكن لنا جميعاً أن نحتمي به، فلا الجيش وحده يكفي ولا الشرطة وحدها تكفي ولا الحرس وحده يكفي منفرداً لضمان أبعاد الأخطار عن الكويت وأهلها والساكنين فيها.نحن في قلب الحدث شئنا أم أبينا، والحدث أكبر منا شئنا أم أبينا، هذا ما كتبه الله علينا بموجب موقعنا الجغرافي، وهو ذات الموقع الذي جَلَبَ لنا كل الخير الوفير الذي ننعم فيه وينعم فيه معنا كل من يسكن هذه الأرض المباركة.اختراقٌ صغير لمدة محدودة وقع أمس و«عفسنا»، وبغض النظر إن كان هذا الاختراق الذي أصاب وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس تقنياً أو أمنياً أو مهنياً، فإن الخبر المكذوب الذي ساقه لنا لنحو عشرين دقيقة فقط كان كفيلاً بإزعاج الجميع مسؤولين ومواطنين ومقيمين، لم يميّز بين أحد وفق انتمائه.ومن هذا الاختراق نصحو من جديد لنتثبّت من الحقيقة الواضحة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا وهي أن انتماء الجميع هو للكويت، وهذا الكلام ليس عاطفياً ولكنه استنتاج عملي جداً وموضوعي جداً يجب أن نفهمه ونعيه ونعيد استلهامه من كل حدث يمرّ بنا لندرك من جديد خطورة ما يواجهنا من تحديات مخيفة، ولنتبين من جديد أن الله قبل كل شيء ثم سياستنا الخارجية ضمانتنا الأهم لعبور هذه الأمواج المتلاطمة.وهي سياسة وضعها وتابعها وأشرف عليها وما زال يشرف عليها والدنا وأميرنا الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه.. دعواتكم له بالصحة والعافية والعمر المديد.. ودعواتكم للكويت بالأمن والأمان وعبور الأزمة بروح المواطن الواحد مهما اختلفت انتماءاتنا، ودمتم سالمين.