في مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الأميركي جورج بومبيو برر أسباب اغتيال قاسم سليماني، بأنه قد قتل مئات الآلاف من السوريين وبأنه موضوع على قائمة الإرهابيين منذ 15 عاماً، فسأله أحد الإعلاميين عن السبب في عدم اغتيال سليماني قبل ذلك الوقت، فلم يرد!والحقيقة أن سليماني قد تسبب في مقتل مئات الآلاف في سورية التي استغلت إيران محنتها لتتحالف مع الروس والأسد وتعيث الفساد فيها، وتفتك بأهلها وتشفط خيراتها في ظل صمت دولي وسكوت، وليته اكتفى بسورية لكنه انقض على العراق واليمن ولبنان واعاث فيها الفساد!أما لماذا سكتت الولايات المتحدة طوال هذه الفترة ولم تنتقم ممن وضعتهم على قائمة الإرهاب فالجواب واضح وهو أن الولايات المتحدة لا تهتم بالمبادئ، وانما تضع مصالحها فوق كل شيء فمتى أرادت قلبت الدنيا على دولة أو نظام وصورته بأبشع الصور وجيشت العالم كله ضده، ومتى رضيت عنه رفعته إلى السماء ودافعت عنه!وقد رد الرئيس الأميركي ترامب على العراق عندما قرر برلمانها التخلص من جميع القوى الأجنبية على أراضيه بأن قال: لن نغادر العراق حتى يدفعوا لنا المليارات التي انفقناها على تأسيس قاعدتنا، ويعلم العراقيون بأن الولايات المتحدة تحتل العراق فعلياً ولا يمكن أن تنسحب منه وأن البرلمان العراقي (الإيراني الهوى) هو العوبة بيد الأحزاب التي لا تملك القرار، وقد شاهدنا ثورة الشعب العراقي على تلك الأحزاب ومطالبته بسحب السلطة منها، وسخطه على المرجعيات الإيرانية التي تسببت في دمار العراق وتحويله إلى بلد منكوب لا يرجى له إصلاح!أما سبب إقدام ترامب على توقيت اغتيال سليماني فقد كان استباقاً لتصويت الكونغرس الأميركي على عزله ما أغضب الشعب الأميركي الذي اعتبر ذلك لعبة من لعب ترامب للفوز بولاية ثانية!أما التهديد الإيراني بالانتقام من الولايات المتحدة وحلفائها فكأنما هو جزء من اللعبة، وقد تمثل ذلك في مهاجمة قاعدتين أميركيتين في العراق من دون وقوع إصابات بين الجنود الأميركان!ومهما تصورنا الانتقام الإيراني من أميركا فهم لا يستطيعون التصدي لتلك الدولة الكبيرة، وأقصى ما يمكنهم فعله هو الانتقام من دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة!لسنا خائفين!نحن في الكويت قد تعودنا على التآمر الإيراني ومستعدون لأي خطوات انتقامية، مع أن الواجب هو أن تخجل إيران من نفسها وهي تتآمر على بلداننا وتحيك المؤامرات ضد شعوبنا ليلاً نهاراً، ثم تلبس ثوب البراءة وتصور نفسها بأنها بلد السلام وأنها ضحية مؤامرات دولية!لقد شبعنا من ذلك الكذب ولن تهدأ نفوسنا حتى نرى ذلك النظام المجرم يتمزق ويدوسه شعبه!