يبدو أن عام 2019 قد قرر ألا يغادرنا قبل أن يسوّي بعض القضايا الشائكة التي عانينا منها خلال سنوات طويلة، ففي ثلاث دول عربية أفريقية تأزمت فيها الأوضاع، تمت حلحلة تلك الأزمات، ففي السودان الذي حكمه عمر البشير 30 عاماً بحكم ديكتاتوري صارم، وبدد ثرواته تحت مسمى الحكم الديني، استطاع العسكر قلع ذلك الديكتاتور ونصبوا حكماً مدنياً عسكرياً برئاسة عبدالله حمدوك، والذي سعى منذ أول يوم لحكمه إلى إعادة المظالم لأهلها وإعادة ثقة العالم في السودان!أما في تونس - والتي توفي رئيسها - فقد اختار الشعب قيس سعيد رئيساً جديداً وأثنى عليه الجميع لخلفيته العلمية ونزاهته!أما الجزائر التي حكمها العسكر باسم عبدالعزيز بوتفليقة ما يقترب من 20 عاماً، وأفسدوها، فقد أرغمته الجماهير الجزائرية على التنحي عن الحكم، وجرت انتخابات رئاسته فاز فيها عبدالمجيد تبون، بعد حصوله على أكثر من 58 في المئة من الأصوات رغم رفض جماهير عريضة لاجراء الانتخابات ما لم تتم محاسبة الحكم السابق، ولكن يعتبر عبدالمجيد منشقاً عن حكومة بوتفليقة ومعارضاً للحكم السابق!أما على مستوى الخليج فالحمدلله قد بدأت أكبر أزمة ثقة بين دوله في الحل بعد أكثر من سنتين من التباعد والتباغض والحملات الإعلامية المضادة، وجمعت السياسة والرياضة بين دول الخليج في قمتها الأربعين، ونحن بانتظار المزيد من التقارب بإذن الله، فلن يحترمنا العالم ما لم نحترم أنفسنا !في العراق ولبنان قامت ثورتان كبيرتان ضد النظام الطائفي المعشش هناك، واتفقت الجماهير على نبذ الطائفية واختيار شخصيات ليس لديها انتماء طائفي أو حزبي، وأسقطوا حكومات بلادهم، لكن ما زال الطريق طويلاً من أجل التحرر من جلاديهم وحكم أنفسهم !أفضل شيء في تلك الثورات هو ثورة الشعب العراقي واللبناني على إيران وعلى مرجعياتها الدينية، التي تحكمت في الشأن العراقي واللبناني واستباحت خيراته !ومن المبشرات التي بعثت فينا الارتياح هو تحرك الكونغرس الأميركي بقوة نحو عزل الرئيس دونالد ترامب، بعد أن تمادى في خدمة اليهود وتسليم فلسطين لهم، بعد أن نقل سفارة بلاده إلى القدس ووافق على تسليم المستوطنات لليهود وتأميمها وقطع المساعدات عن (الاونروا) !حتى الكويت... انتفضت !أما في الكويت فقد حدثت هزة غير مسبوقة أطاحت بالحكومة وأتت برئيس وزراء جديد، وأبعدت كبار القيادات في الحكومة، نسأل الله تعالى أن يلهمهم رشدهم ويسدد خطاهم لانتشال البلاد من غول الفساد الذي دمّر بلداننا !