تضمنت الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ44، والتي أقيمت في المقهى الثقافي، الأمسية الأدبية «سيرة المكان في تجربتي» والتي أحياها الأديب السوداني أمير تاج السر وأدارها حمود الشايجي، في حضور نخبة من الأدباء والمثقفين والجمهور.وتحدث تاج السر عن الكثير من الأسئلة التي طرحها عليه الشايجي، حول بداياته وتأثره بفن الحكاية من جدته - والدة أمه - وتأثره بالمكان، في مسقط رأسه.ومن ثم كشف تاج السر عن المكان في تجارب مختلفة ليقول: «إذا اتفقنا أن الرواية أو السيرة الذاتية هي في النهاية مجتمع متجذر، بكل شروط المجتمعات ومعطياتها، يتكون داخل نص شبيه بنصوص الحياة العادية، فلا بد إذاً من مكان جغرافي حقيقي أو مخترع لتجري فيه الأحداث».سارداً تجارب بعض الكتاب الكبار مثل ماركيز بمكانه الأسطوري، ذلك المكان المخترع لنصوصه باستفادة كبرى من بيئة الكاريبي، وتجربة الكاتب الياباني هاروكي موراكامي الذي وضع لبنات مكانه النصي في البداية.كما تحدث عن رواية «ظل الريح» للإسباني كارل رويس زافون وهو كاتب من برشلونة وهو ملم بخريطتها الجغرافية والإنسانية، بالإضافة إلى قراءته للكاتب البريطاني من أصل ياباني كازو أشيجور والذي حصل على نوبل عام 2017، وولد في اليابان وعاش فيها طفولته قبل أن يهاجر إلى بريطانيا.ولم يتحدث تاج السر عن أسفاره ودراسته في مصر، ولكن ركز على تأثره بالشمال السوداني من خلال كتابته لروايتين الأولى عنوانها «كرمكول»، والثانية تحمل عنوان «سماء بلون الياقوت»، وعن الإطار الذي استلهمه من البورتسوداني، من خلال المفردات مثل المقاهي والأحياء والسينما وغير ذلك، مؤكداً أنه نادراً ما يذكر اسم المدن في كتاباته الروائية كما أنه لا يكتب اسم البلد ككل، وقال: «أنا مغرم بجعل المكان يشير إلى نفسه من دون أن اسميه، لذلك لن يخطئ أحد أبدا وينسب النص إلى مكان آخر غير السودان».وأكد في ختام طرحه بقوله إن مكان النشأة الأولى هو الأكثر تأثيراً من أماكن أخرى قد يكون عاش فيها الكاتب، لأنه المكان الذي سيحتضن كتاباته، وهو يحبو وفي الغالب تكبر وهي في أحضانه.