استقالة الحكومة هو الحدث الأبرز الأسبوع الماضي. استقالة كانت أكثر من متوقعة بعد استجوابي وزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان رمضان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح. استقالة في اعتقادي لكسب مزيد من الوقت لتأجيل مواجهة المشكلة الحقيقية التي يواجهها البلد! استقالة تعني إما تشكيل حكومة جديدة وإما الدعوة إلى انتخابات برلمانية مقبلة.استقالة جاءت بعد أن انقلبت موازين القوى داخل المجلس. ربما يكون ذلك بسبب استشعار أعضاء المجلس بسخط الشارع من أداء السلطة التشريعية والدور الرقابي المنوط بها، وإن كنت أشك في ذلك، أو ربما بسبب التكتيكات الانتخابية التي بدأت باكراً وكما هو متوقع لكسب التأييد الشعبي وحمل راية الإصلاح التي دائماً ما تكون متأخرة ومشبوهة من قبل بعض النواب، حتى لا أكون متجهماً أكثر، أو ربما لتصفية حسابات متراكمة على مدى عمر المجلس. استقالة جاءت بعد تصريح جنان رمضان الصريح والواضح، وهي التي كانت قد شغلت منصب عضو المجلس البلدي ومستشار في مجلس الأمة وعضو في لجنة المناقصات المركزية وغيرها، ووزيرة ثلاث سنوات متواصلة لوزارات المواصلات والإسكان والأشغال العامة، لتعلن وبالفم المليان أن الفساد مستشرٍ ولا أمل في الإصلاح بعد كل هذه السنوات التي قضتها في جهات الدولة المختلفة!استقالة لا تعني لي ولا لغيري الكثيرين شيئا، إلا إذا كانت بهدف القضاء على الفساد وإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد أن أصابت جنان رمضان، عن قصد أو بحسن أو سوء نية مَنْ يدري، كبد الحقيقة. خرج الناس إلى ساحة الإرادة الأسبوع قبل الماضي، وكان لكل منهم مطالب مختلفة، إلا أنني متيقن أن جميعها يلتف ويجتمع حول الفساد الذي أنهك مفاصل الدولة وبات أكبر من ناس كثر! واقع الحال الهروب عنه يعني مزيدا من تردي الأوضاع السيئة أصلاً! قد نختلف أنا وأنت وغيري في قضايا كثيرة ومتنوعة، إلا أنني متيقن علم اليقين أن الجميع بات يتفق على أمر واحد وهو الفساد. حكومة جديدة، وماذا بعد؟ مجلس جديد، فما هو الجديد؟ وجوه مختلفة، لا شيء سيختلف؟ إذا كنا نريد حقاً إصلاح هذا البلد، فلا بد من القضاء على شيء واحد لا غير، هو الفساد وغير ذلك كلام فارغ. فهل سيعي المسؤولون بذلك الأمر؟ والله من وراء القصد!
مقالات
اجتهادات
استقالة الحكومة وفساد الدولة!
11:30 ص