أسئلة كثيرة تطرح حول مدى قدرة إنتر ميلان على انتزاع لقب بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم، للمرة الأولى منذ 2010 حين حقق ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) بقيادة البرتغالي الفذّ جوزيه مورينيو.حتى الساعة، يبدو «نيراتزوري» قادراً على المضي قدماً في حلمه على الرغم من الانتصارات الصعبة التي يحققها، وآخرها على هيلاس فيرونا في استاد «جيوسيبي مياتزا» 2-1 بهدف رائع سجله نيكولو باريلّا في الدقيقة 83.وينطلق تفاؤل جماهير إنتر من اعتبارات عدة أبرزها أن النجاح دائماً ما رافق المدرب أنتونيو كونتي، تحديداً مع يوفنتوس وتشلسي الإنكليزي، انطلاقاً من قدرته على استخراج أفضل ما لدى العناصر المتاحة لديه، فضلاً عن غرسه رغبة جامحة في لاعبيه لتحقيق الفوز، وهو ما انعكس في صبر الفريق وتسجيله انتصارات في الدقائق الأخيرة وفي أكثر من مناسبة.صحيح أن النادي اللومباردي أبرم صفقات عدة، قد يكون أبرزها البلجيكي روميلو لوكاكو من مانشستر يونايتد الإنكليزي، غير أنّ الأهم تمثّل في أنه «تخلّص» من الأرجنتيني ماورو إيكاردي ومشاكله التي زعزعت الاستقرار، في فترة من فترات الموسم الماضي، حيث انتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي على سبيل الإعارة.وما يبث التفاؤل أيضاً في إنتر، وصيف الدوري حالياً برصيد 31 نقطة، هو الضغوطات الملقاة على عاتق منافسه المباشر على اللقب المحلي، يوفنتوس المتصدر بـ32 نقطة، والمُطاَلب، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بالتتويج بدوري أبطال أوروبا الذي بات هدفاً مركزياً بالنسبة إلى إدارة النادي.ففي المواسم السابقة، كان يوفنتوس ينافس نفسه في «سيري آ» مع بعض الإزعاج العابر من نابولي أو غيره. أمّا اليوم، فقد اختلف الوضع تماماً حيث يجد فريق «السيدة العجوز» نفسه أمام تحدٍّ جدّي من إنتر يستلزم منه جهوداً كبيرة على المستوى المحلي، وهو ما قد يؤثر عليه أوروبياً، والعكس صحيح.وبالتالي، قد يستفيد إنتر من ازدواجية التركيز لدى مدرب يوفنتوس، ماوريتسيو سارّي، لينتزع لقب الدوري، علماً أن «نيراتزوري» يشارك في «تشامبيونز ليغ» أيضاً، بيد أن حظوظه فيه لا تعتبر قوية، ولا شك في أن الهدف يتمثل، اليوم، في التتويج بلقب «سيري آ» كخطوة أولى في «حقبة كونتي».

رعاية لازمةلفت البرازيلي الصاعد «رودريغو» (18 عاما) الأنظار إليه خلال الفترة الأخيرة التي ظهر فيها بقميص ريال مدريد الإسباني، وتألقه تحديداً في المباراة أمام غلطة سراي التركي، في 6 نوفمبر الجاري، ضمن دوري أبطال أوروبا، وتسجيله «هاتريك» من أصل ستة أهداف تغلب فيها فريقه على خصمه في «سانتياغو برنابيو».يستحق «رودريغو» المديح الذي انهال عليه من كل حدب وصوب، إلا أن الخشية تبقى قائمة حول مدى قدرة اللاعب على المضي قدماً في تألقه وعدم الاصطدام بعوائق «بعيدة عن الملعب»، كما حصل، على سبيل المثال، مع مواطنه روبينيو الذي اعتبر، في فترة من الفترات، «خليفة بيليه» أحد أفضل اللاعبين على مر التاريخ، قبل أن يتراجع مستواه بصورة لافتة حتى دخل خانة «المواهب الضائعة» في بلد لطالما أفرز النجوم.ما يحتاجه «رودريغو» هو الرعاية. فهو شاب يافع تصارع على ضمه ناديا ريال مدريد وبرشلونة، ويُعتبر ذلك أمراً كبيراً للغاية. كما أنّ سداد 45 مليون يورو لناديه السابق سانتوس من أجل ضمه هو أمرٌ قد يزعزع تواضعه.أضف إلى ذلك ما تسابقت الصحف على قوله عنه، مثل «ماركا» الإسبانية التي رأت بأنه يتوجب مقارنة اللاعب البرازيلي بالأرجنتيني ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وليس بمواطنه وزميله في ريال مدريد، فينيسيوس جونيور، وبنجم برشلونة، الإسباني القادم من غينيا بيساو، أنسو فاتي.حتى أن مواطنه ريفالدو الفائز بكأس العالم 2002، صرح قائلاً بأن «رودريغو قادر على إعادة ريال مدريد إلى ما كان عليه مع (البرتغالي) رونالدو».وما عزّز من حقيقة قدرات اللاعب، وهو والد لطفلة، تفوقه على فينيسيوس القادم من فلامينغو البرازيلي مقابل 45 مليون يورو أيضاً. فقد شارك الأخير في 10 مباريات، خلال الموسم الراهن، مسجلاً هدفاً واحداً وأبان عن فشل ذريع في إنهاء الهجمات، بينما خاض «رودريغو» 6 مباريات مسجلاً 5 أهداف مع تمريرة حاسمة.من هنا، يحتاج هذا النجم الصاعد إلى رعاية، وهو ما أشار إليه مدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي دعا إلى إبعاده عن الضغوطات، مشيراً إلى ذكاء لاعبه وقدرته السريعة على التعلم ورغبته في التطور وتميّزه بمواصفات فنية رفيعة، غير أنه شدد على ضرورة أن يعمل على الجانب البدني.