ألقيت يوم السبت 9 نوفمير 2019 في أحد فنادق ? الكويت، كلمة بدعوة من ملتقى مبادرات الشباب التطوعية، وكانت مشاركتي بعنوان «حياتي في العمل التطوعي».إن الذين يتطوعون في العمل ? الإنساني هم صفوة المجتمعات لما يبذلونه من نفعٍ للبشر حباً ورحمةً وشعوراً بالمسؤولية، بمبادرات ذاتية أو استجابة للدعوات التي تخص النشاطات التطوعية.ومن المحاور التي ذكرتها مناقشة بعض المقولات الخيالية المنتشرة بين الناس، وضربت مثالاً على ذلك، المقال القديم الذي كتبه صاحبه في جريدة «الوطن» يرد فيه على حملة إغاثية تطوعية شعارها (ادفع ديناراً... تنقذ مسلماً) حيث اعترض الكاتب، بزعمه أن العنوان فيه تحيز وكان ينبغي أن يكون (ادفع دينارا تنقذ إنساناً).فبينت في كلمتي أنني رددت على هذا المنطق المنقوص بأن الإنسان من حيث هو إنسان، يقوم فطرياً وغريزياً بالسؤال عن ذويه الأقرب فالأقرب، إذا ما سمع بكارثة وقعت في المكان الذي هم فيه، زلزال، فيضان، عواصف، براكين، مظاهرات واضطرابات سياسية... فهل سؤاله عن أهله أولاً يعتبر خطأ، وهل يلزم من تقديم أولوية الاهتمام بذويه أنه لم يتعاطف مع غيرهم من الناس ولا يود مساعدتهم ؟! كلا.وقلت في كلمتي في الملتقى: إن الدول غربية وشرقية توجه نداء لرعاياها بأخذ الحيطة، ونشر أرقام التواصل مع سفاراتها، إذا ما حلت أزمة في بلد ما، وترسل سفناً وطائرات لإجلائهم بأمان. إن الفذلكة والاستعراض يغلب على هذا المنطق الذي لا منطق فيه.نعم للرحمة والإغاثة وتقديم العون لكل مكروب من بني البشر بقطع النظر عن عرقه أو قومه أو إقليمه أو عقيدته ودينه، ومن المعروف أن الأقربين أولى بالمعروف، لذا فأهل الكويت والمقيمون على أرضها أولى الناس بالمعروف، ثم المسلمون الأقرب والأكثر احتياجاً، ثم بقية البشر ممن أمرنا ديننا بملازمة الإحسان إليهم.الكويت كانت وما زالت السباقة في هذا الخير والمعروف، الذي لم ينقطع عن ذوي الحاجات حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، ففي فترة الغزو لم يتوقف المحسنون الكويتيون عن إحسانهم، والأسماء كثيرة ولا مجال لذكرها حتى لا ننسى أحداً منهم.اللهم أدم علينا الرحمات وارزقنا ما نعين به عبادك، دون النظر إلى ما يكون حائلاً دون إحساننا إليهم.
@mh_awadi