أكدت المديرة التنفيذية لـ«مشروع كفو» التابع للديوان الأميري، الدكتورة فاطمة الموسوي، أن ملتقيات المشروع الرياضية ستتواصل، خلال الفترة المقبلة، لطرح كل الافكار الشبابية والتعاون مع المؤسسات الرياضية لتنفيذها على أرض الواقع، في الوقت الذي أشار فيه مستشار الهيئة العامة للرياضة محمد بورسلي الى أن هذه الملتقيات النقاشية تهدف الى تطوير وتثقيف الكفاءات والعنصر البشري الكويتي بأفكار وتجارب شخصيات أجنبية تنتمي إلى مؤسسات عالمية رائدة هي من أصحاب الخبرة العريقة في تنظيم البطولات.وأشرف كل من الموسوي وبورسلي، على مدى يومين متتاليين، على باكورة فعاليات «مشروع كفو» الذي انطلق، مساء الاثنين الماضي، تحت عنوان «ملتقى كفو لمجتمع الرياضة»، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بمشاركة ثلاثة محاضرين هم مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي عبدالله الملا ومنسق الاتصالات لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) فيليب تاونسند والمدير الرياضي لدورة ألعاب دول الكومنولث المقررة في مدينة برمنغهام البريطانية في العام 2022 ماثيو كيدسون.وقالت الموسوي، «لقد اخترنا موضوعات الحلقات النقاشية برغبة من الشباب المنضمين الى مشروع كفو والتي تحمل أهدافاً عديدة أهمها تسليط الاضواء على الاتجاهات المختلفة حتى يتعرف عليها المجتمع من خلال فعاليات تقام على مدار السنة، من أجل طرح الافكار كافة ولنتعاون على ان تترجم على أرض الواقع».وعن «مشروع كفو»، قالت: «يشكل منصة إلكترونية تسهل عمليات البحث والتواصل والتعاون بين الكفاءات في الكويت وهو إحدى توصيات المشروع الوطني للشباب (الكويت تسمع) للعام 2013، لانشاء قاعدة كفاءات للمواطنين. وقد قام الديوان الأميري بإطلاق هذه المنصة عبر مبادرة تشمل موقعاً الكترونياً وتطبيقاً، ويمكن لأي شخص يملك بطاقة مدنية صالحة، أن يضع سيرته الذاتية فيها وينضم اليها ليبدأ التعاون مع كفاءات اخرى في الموقع نفسه ضمن أي من المجتمعات التسعة فيها وأحدها الرياضة».وأضافت: «نحن نسعى من خلال ملتقى الرياضة الى تبادل المعرفة والافكار، والتعاون من أجل رياضة أفضل في الكويت بتضافر الجهود كلها. هذا أول ملتقى من المجتمعات التسعة. ملتقانا كان بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الكويتية والهيئة العامة للرياضة. لدينا ثلاثة آلاف شخص منضم الى المشروع تحت مختلف المجتمعات، وذلك منذ ان أُطلقت المنصة قبل ثلاث سنوات».من جهته، كشف محمد بورسلي انه «تم انتقاء المحاضرين الثلاثة المشاركين في الملتقى بعناية، لانهم من أفضل الشخصيات التي يمكن أن ترفع مستوى الكفاءات المحلية، وأفضل من مارس مهامه ضمن منظمات رياضية عالمية متقدمة وصاحبة تجارب رائدة، ممكن ان نستفيد كثيرا من خبراتها».وقال ان الشريحة المخاطبة في الملتقى هي المؤسسات الرياضية، سواء الاندية الشاملة او المتخصصة أو الاتحادات أو الكوارد التي تدير الحركة الرياضية، مضيفاً: «نستهدف الشباب ايضا وهم العنصر الأساسي في ادارة قطاع الرياضة وتنظيم الاحداث وهم قادة المستقبل».وتابع: «إنها الخطوة الاولى لتثقيف المجتمع الرياضي ورفع مستوى الكوادر الوطنية ونشر الوعي في هذا القطاع، لأن الفكر هو العامل الاهم في ادارة عناصر أي منظومة رياضية. نحن نستهدف تطوير الافكار الموجودة في كل نواحي الرياضة مثل تنظيم الاحداث وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص وتحسين المنظومة الادارية والمالية».وشكر الديوان الأميري ورئيس اللجنة الاشرافية لـ«مشروع كفو» والمستشار في الديوان الدكتور يوسف الابراهيم ومسؤولي المشروع على دعمهم قطاع الرياضة وتطويره، بناء على توجيهات سمو أمير البلاد. الى ذلك، وفي اليوم الختامي للملتقى، يوم الثلاثاء الماضي، خصص عبدالله الملا محاضرته للحديث عن دور المتطوعين خلال المنافسات الرياضية المتعددة في قطر، مشيرا الى استحالة نجاح أي استضافة من دون مشاركتهم مع اللجنة المنظمة. وأوضح بأن قطر جهزت متطوعين على مستوى عال منذ استضافتها دورة الألعاب الاسيوية في العام 2006، حيث فتحت المجال أمامهم للعمل في البطولات من دون تخصيص مكافآت مادية، واضاف: «هذا الامر يسهم في التوفير المادي ويزرع ثقافة جديدة في المجتمع القطري تتلخص في حب التطوع». تابع: «فوجئنا بالعدد الكبير للراغبين في العمل التطوعي من دون مقابل. قبل آسياد 2006، كنا بحاجة الى 20 ألف متطوع لكن العدد وصل الى 60 ألفا. وعليه، حرصنا على اختيار النوعية الافضل منهم من حيث الاحتكاك مع الرياضيين والجماهير وإتقان لغات اخرى غير العربية والانكليزية لضمان نجاح الحدث وهو ما تحقق بالفعل». وختم: «عقب تجهيز المتطوعين، نقوم بالاحتفاظ بسيرة ذاتية لكل منهم في اللجنة الأولمبية القطرية للاستفادة منهم لاحقا في البطولات الاخرى. وهنا يجب الاشارة الى ان قطر تستضيف سنويا ما يقارب 35 حدثاً رياضياً، وبالتالي فإننا بحاجة الى متطوعين من أصحاب الخبرة». من ناحيته، تطرق فيليب تاونسند في محاضرته «الانخراط في الرياضة»، الى دور الاتصال والتفاعل الجماهيري في تعزيز مكانة المنظمات الرياضية سواء أكانت أندية أو اتحادات. وتحدث عن تجربته عندما كان مسؤولاً عن الاتصال في نادي مانشستر يونايتد الانكليزي لكرة القدم، وكيف حرص على استخدام الاتصال في جذب الجماهير، الامر الذي أوصل النادي ليكون رائداً في هذا المجال. ولفت الى ان مانشستر يونايتد ما زال يعتمد اعتماداً كلياً على العمل الكبير الذي قام به من خلال التركيز على تفاعل الجماهير وايجاد مدخول مالي كبير، اذ انه وعلى الرغم من ان الاخفاقات التي يمر بها نادي «الشياطين الحمر»، إلا انه ما زال في المرتبة الثانية من ناحية تفاعل الجماهير وفائدة ذلك على خزينته. وتحدث تاونسند عن الخطة الاعلامية التي تم وضعها لخلق مزيد من الاحداث خلال المؤتمرات وجذب وسائل الاعلام لها، وقام خلال حديثه بعرض فيديو يوضح المناوشات التي كانت تحدث خلال المؤتمرات الصحافية في حقبتي المدربين السابقين لمانشستر يونايتد، الإسكتلندي «السير» اليكس فيرغوسون والبرتغالي جوزيه مورينيو. وشدد على أن الجماهير تعتبر أساس تطور الاندية من النواحي كافة، بحيث لا يمكن لأي منها ان يتطور من دون جذبها وخلق أجواء تفاعلية بالنسبة لها. أما ماثيو كيدسون، فقد أسهب خلال محاضرته «خدمات ومتطلبات الاحداث الرياضية»، في الحديث عن متطلبات اقامة تلك الاحداث، حيث شرح بشكل مفصل احتياجات الدولة الراغبة في استضافة البطولات الكبيرة على أرضها.وقال: «من بين هذه الامور: توفير البيئة المناسبة، الملاعب المجهزة بأعلى معايير الجودة سواء التي تحتضن المباريات الرسمية أو التدريبات، مواعيد حجز الطيران، الأمن، المواصلات والوجبات الغذائية». وكشف أن استضافة دورة الالعاب الأولمبية، على سبيل المثال لا الحصر، تختلف عن استضافة بطولة في لعبة واحدة، وقال: «تقام خلال الأولمبياد العديد من المنافسات المختلفة في ألعاب عدة، ويجب هنا معرفة قوانين كل لعبة ومتطلباتها حتى في أدق التفاصيل».