كتاب «اليهود في الكويت... وقائع وأحداث» لمؤلفه الباحث الزميل حمزة عليان حظي باهتمام الأدباء والكتاب والمعنيين بتاريخ الكويت القديم خلال حلقة نقاشية أقامتها جمعية الخريجين الكويتية بالتعاون مع نادي هيباتيا للقراءة، والمحاضرة قدمها عضو مجلس الإدارة في الجمعية رئيس اللجنة الثقافية الناقد فهد الهندال، ورئيسة نادي هيباتيا مريم علي محمد. وبحضور حشد من الأدباء منهم الأديبة ليلى العثمان، والروائي طالب الرفاعي، ورئيس جمعية الخريجين الكاتب الزميل إبراهيم المليفي، والأب أفرام الطعمي من الكنيسة الأرثوذكسية، والكاتب عبدالمحسن مظفر، والمحامي بسام كبارة وغيرهم. وتطرق عليان في المحاضرة إلى الجديد الذي أضافه الكتاب، والذي يتمثل في قيامه بعمل بحث متواصل استغرق حوالي سنة، بالإضافة إلى تحقيق ميداني شامل حول المقبرة اليهودية، ومسح وتجميع كل ما كتب عن اليهود في الكويت بحيث أتت الرواية كاملة وبمرجعية واحدة. وأوضح أنه اعتمد في كتابه على مراجعة ودراسة 22 كتاباً لها علاقة بيهود الكويت، كما قرأ وتابع ما كتب عنهم في الصحف الكويتية خلال 20 سنة مضت بالإضافة إلى استفادته من وثائق بريطانية وعثمانية وصور خاصة وأسطوانات قدمها الباحث خالد العبدالمغني، كما استفاد من صور تاريخية عن وجودهم في الكويت في الإرسالية الأميركية ودراستهم فيها. وتحدث عليان عن تخصيصه لفصل كامل عن الفنانين صالح وداوود، اللذين سجلا أولى أغانيهم في الكويت. وأشار إلى أن هناك من يقول إن اليهود قَدِموا إلى الكويت في عام 1776، وآخرون يرون أنهم قدِموا عام 1890، وأنهم جاؤوا من البصرة واليمن والهند وغيرها من الدول لأسباب اقتصادية، ومن ثم وجدوا في الكويت الرخاء والاستقرار.وعرض الوثائق والمخطوطات التي استفاد منها في وضع كتابه، كما تحدث عن آخر المغادرين من الكويت ومنهم الصراف والتاجر اليهودي كورجي روفائل يعقوب وكان يعمل لدى منصور وأحمد وعبدالرضا قبازرد في عام 1947 حتى عام 1948، وأنور كوهين وكان يعمل مع العم حمد الحميضي في الذهب والمجوهرات وغيرهم.وكشف أن اليهود كانوا يمارسون أعمالهم التجارية في فريج اليهود وفي سوق الغربللي، وأنهم امتهنوا - على وجه الخصوص - العمل في الذهب والمجوهرات وتجارة القطن والصرافة، ومنهم عزرا علفي وأنور منشي كوهين ويوسف الكويتي ويعقوب بن عزرا، وأن أفراداً من عائلة بن عزرا عملت في نفط الكويت في الأحمدي، بالإضافة إلى يحيى الأفغاني وشاؤول. وقال عليان عن كتابه: «كتبت قصصاً كثيرة عن يهود الكويت، بقيت فصولها مبعثرة والرواية متجزئة، فالحديث عن هذه الأقلية صاحبه شيء من التباين والاختلاف بدوافع الهجرة، شأنه شأن بقية المجموعات اليهودية التي عاشت واستقرت لعقود من الزمن داخل المجتمعات العربية».
وأضاف: «تجربة اليهود في الكويت اكتسبت بعداً خاصاً طبعت معالمها في المسيرة الفنية للأخوين صالح وداوود بن عزرا اللذين اشتهر كلاهما بلقب الكويتي، وكذلك حالة الاستقرار التي عاشها اليهود في الكويت سواء من خلال العمل التجاري، الذي قاموا به أو من خلال حرية التنقل التي كانت جزءا من حياتهم تلك التي كانوا يمارسونها من دون قيود». وأوضح عليان أن كتابه عبارة عن دراسة جامعة لتاريخ اليهود في الكويت، اتبع فيها منهج الرصد والتجميع للحوارات والروايات المختلفة، وقال: «تعاملنا مع الأحداث بأسلوب البحث الموضوعي والحرص على أن ينسب أي استشهاد أو اقتباس لصاحبه، فنحن في النهاية لم نحقق في الحالة من أساسها وفيما إذا كانت خطأ أم صواب، بل قمنا بنقلها ووضعها في سياقها الطبيعي، واجتهدنا في أن يكون مرجعاً توثيقياً شاملاً بقدرالإمكان وفي حدود ما هو متوافر من كتب وتقارير وأبحاث توزعت على الصحف وفي بطون الكتب... حقبة من التاريخ نعرضها بأمانة البحث والدقة في التوثيق، من دون الانزلاق في متاهات أخرى ليس مجالها في دراستنا».