تجفيف، تخويف، تحريف...هذه الثلاثية التي تستخدم في دفن العمل الخيري، كما أقول دائماً في لقائي بالعاملين في المؤسسات الخيرية والإغاثية .فبعد أحداث 11 سبتمبر - التي أسقطت البرجين الأميركيين بالطائرات واعترف تنظيم القاعدة بمسؤوليته المباشرة عن تنفيذ العملية - بدأ العد التنازلي المتسارع للعمل بإستراتيجية مُحكمة وشرسة دولية في (تجفيف) العمل الخيري الإسلامي، بسن قوانين تحاصره وتُصعّب وصوله إلى مستحقيه، ولقد رأينا أثر الإجراءات المعقدة التي تصرف المتحمّسين عن التبرعات وتتعثر الكثير من المشاريع!ونعني (تخويف) رجال الأعمال والتجار ممن يرعون ويدعمون النشاطات الخيرية بأنواعها الكثيرة، وأن وجود أسمائكم مع المؤسسات الخيرية في التحويلات المالية، والدعم المباشر يؤثر سلباً ولو مستقبلاً على مصالحكم التجارية!أما (التحريف)... فالمقصود به تحريف مسيرة العمل الخيري الإسلامي، الذي يغلب عليه البعد الإنساني، لكن تحت وطأة الضغوط الدولية والتشكيك الظالم به، اضطرت بعض المؤسسات أن تعلن عن إغاثاتها بالصورة، للمستفيدين من الدعم الإغاثي لإبراء الذمة وإعلان الشفافية ولنفي تسرب الأموال للإرهاب!أسرد هذا الواقع بمناسبة مشاركتي في المؤتمر الإنساني (حياة الأسرة فصول نرويها) في إسطنبول، لإغاثة ورعاية الأسر المنكوبة في مناطق النزاعات، بمشاركة الكويت ومؤسسات وشخصيات دولية.حيث باتت القناعة عند الجميع أن الكويت هي الدولة المتصدرة في دعم العمل الخيري الإنساني، بما يكاد يصل بنسبة 60 في المئة من العمل الخيري في العالم الإسلامي.فهل ستصمد الكويت أمام ضغوط دولية وإقليمية في تحجيم دورها الخيري؟قلوب الملايين تخفق بحب الكويت، وملايين الأكف ترتفع بالدعاء لها، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يثبتها على مواقفها الخيرية والإنسانية.
@mh_awadi