عندما تظهر أي أعراض مرضية على طفل، فإن قلق والديه يجعلهما يسارعان تلقائياً إلى إعطائه عقاقير لتخفيف تلك الأعراض حتى من دون عرضه على طبيب في أحيان كثيرة.
ما لا ينتبه إليه كثيرون هو أن هناك مخاطر كبيرة تكمن في قيامهم من تلقاء أنفسهم بمداواة أطفالهم (وخصوصا الرضع) بعقاقير تخفيض الحرارة والمضادات الحيوية تحديدا ظنا منهم أنها آمنة. وتتمثل تلك المخاطر في اساءة تحديد الجرعات، واحتمال حدوث تأثيرات عكسية بسبب كون الدواء غير مناسب للطفل. فعلى سبيل المثال، من المرجح حدوث مضاعفات عكسية حادة إذا عولج طفل مصاب بالربو بدواء يحوي مادة إيبوبروفين المخفضة للحرارة والمسكنة للألم.في ضوء أهمية الأمر وخطورته، وكي لا يتحول الدواء إلى سبب في خلق أو تأزيم داء، نضع بين ايديكم في التالي معلومات وإرشادات حول ضوابط استعمال تلك العقاقير لمعالجة أطفالكم:
• مسكنات الآلام وخافضات الحرارة
• الباراسيتامولمن الممكن استعمال عقاقير الباراسيتامول السائلة لمعالجة الألم والسخونة لدى الأطفال الرضع الذين تجاوز عمرهم الشهرين، لكن ينبغي مراعاة اتباع إرشادات الاستعمال بدقة وخصوصا في ما يتعلق بالجرعة المناسبة التي يحددها طبيب، حيث إن استعمال جرعة زائدة قد يؤدي إلى نتائج عكسية ضارة.
• الإيبوبروفينيمكن استعمال إيبوبروفين لمعالجة الألم والسخونة لدى الرضع الذين تجاوزوا من العمر 3 أشهر شريطة أن يزيد وزن الطفل على 5 كيلوغرامات. وإلى جانب مراعاة الجرعة المناسبة لعمر الرضيع، ينبغي الحذر من إعطاء إيبوبروفين لرضيع مصاب بالربو أو بأي مشكلة في الجهاز التنفسي.
• المضادات الحيوية بسبب عدم الوعي، يتحمس معظم الآباء والأمهات لفكرة استخدام المضادات الحيوية لمعالجة أطفالهم. لكن الحقيقة هي أن معظم أمراض الأطفال لا تحتاج إلى تلك المضادات. فالفيروسات تكون هي السبب في الإصابة بمعظم الحالات المرضية لدى الأطفال، والمضادات الحيوية لا تقتل الفيروسات بل تقتل البكتيريا فقط. وهكذا فإن اعطاء الرضيع مضاد حيوي من دون أن تكون اصابته بكتيرية المنشأ هو أمر يشكل عبئا على جسمه من دون أي داع بل قد يجلب إليه أضرار صحية في حال التكرار.والنصيحة التي ينبغي تقديمها هنا إلى كل أب وأم هي أنه حتى إذا اقترح الطبيب المعالج استعمال مضادا حيويا، فمن الأفضل استشارته حول مدى الحاجة إلى استعمال ذلك المضاد، وحجم الفائدة التي سوف تأتي من ورائه، وما إذا كانت هناك بدائل يمكن الاستعاضة بها عنه.
• التعامل مع التأثيرات الجانبية ينبغي التوقف فورا عن اعطاء الدواء والرجوع إلى الطبيب أو الصيدلاني لاستشارته عند ملاحظة أن ذلك الدواء هو المسؤول عن ظهور تأثيرات جانبية سلبية على الطفل، مثل ظهور طفح جلدي أو حدوث إسهال أو تقيؤ. وإذا كان غير ممكن الذهاب إلى طبيب أو صيدلاني على الفور، فعلى الأقل قم بقراءة نشرة المعلومات المرفقة مع الدواء لمعرفة التأثيرات الجانبية وما ينبغي فعله عند ظهور تلك التأثيرات.وينبغي أيضا الحرص على تدوين ملاحظة عن الدواء الذي سبّب ظهور التأثير الجانبي لدى الطفل في سجله الصحي كي يسترشد بها المعالجون في المستقبل.