أ - ألـِف: في المعجم: ألـِف الشيء ألفا وإلافا وولافا، وألفانا وألفه: لزمه، وآلفه إياه: ألزمه، وفلان قد ألف هذا الموضع. بالكسر. قال أبوعبيد: ألفت الشيء وآلفته بمعنى لزمته. وفي قوله تعالى: «فألـّف بين قلوبكم» آل عمران: 103، أي قرّبها وروّضها ورققها لتقبل الآخر. والله أعلم.* (موالف) تستخدم باللهجة الجزائرية المحكية بمعنى معتاد على هذا الشيء، وهي من الألفة، كما جاءت في المعجم، وكذلك في اللهجة الكويتية باستعمال قليل نقول (والفت هذا الشيء)، والصيغة الأكثر شيوعا في الكويت هي (متعود على هذا الشيء أو تعودت عليه)، وفي مصر تستخدم للذي لديه صاحبة يقولون (موالف).أ - أوى: في المعجم: المأوى هو المنزل أو المكان، قال الجوهري: المأوى كل مكان يأوي إليه شيء ليلاً أو نهاراً. ومنها مأوى: الأبل. * (مأوى) في بعض الدول لم تقتصر على حفظ مفردات اللغة بل حفظت لنا بعض المعاني، ففي تونس تستخدم (مأوى) لغة مكتوبة كإعلان وإرشاد وتطلق على موقف أو مواقف السيارات، والمأوى يختص بالكائن الحي حماية وكسوة وشرباً ومأكلاً، ولعل الاستعمال التونسي حفظ لنا المعنى الأول من معانيها وهو (الحماية)، فمأوى السيارات يعني حمايتها، وهذا الترتيب في المعنى أجده مناسباً، فالإنسان يطلب الحماية أولاً وقبل كل شيء لا بد من توفير الأمن والأمان، وتحضرني قراءة في كتاب البستان لابن مريم، فقد جاء في ترجمة سيدي إبراهيم بن يخلف بن عبد السلام التنبي المطماطي، قال: دخلت مكة وطفت بالبيت ذكر قوله تعالى «ومن دخله كان آمنا» (آل عمران: 97)، فقلت في نفسي تعارضت الأقوال واختلفت المذاهب في معنى الآمن فصرت أكرر وأقول آمنا آمنا آمنا مماذا؛ فسمعت هاتفا خلف ظهري يصوت آمنا من النار يا إبراهيم ثلاث مرات أو مرتين.ب - بطل: في المعجم: بطل الشيء يبطل بطلا وبطولا وبطلانا: ذهب ضياعاً وخسراً. ويقال: ذهب دمه بطلاً؛ أي هدراً. والباطل نقيض الحق. أبطل فلان جاء بالكذب وادعى باطلاً. وبطل الأجير، بالفتح، يبطل بطالة وبطالة أي تعطل، فهو بطال. * (باطل) في اللهجة الجزائرية المحكية أي بلا نقود وهي تستخدم كناية عن السلعة الرخيصة الثمن، التي يفرح بها صاحبها حين يشتريها بسعر زهيد؛ فحينما يسأل عن سعرها يقول فرحا: باطل، أي بسعر بسيط جداً لا يكاد يذكر، وهو هنا قد أبطل صعوبة اقتنائها، أو قل أبطل قيمتها النقدية الكبيرة التي تجعل من المواطن ينفر منها. وسمعنا أيضاً بعض الأسر الجزائرية تقول للسلعة الجيدة والرخيصة إذا كانت ضمن عرض خاص وحسم كبير، لفظة (تتلاوح). في بلاد المشرق ودول الخليج على وجه الخصوص يقولون بلاش، إذا كانت السلعة بثمن رخيص لا يكاد يذكر. وفي لهجتنا الكويتية نقول (طايحة)، أي من رخصها فهي مرمية، وهي قريبة من (تتلاوح) الجزائرية. في السودان يقولون:«الزول هذا باطل»أي: الرجل هذا غير جيد. أو ليس برجل.- برش: في المعجم: البرش في شعر الفرس: نكت صغار تخالف سائر لونه، والفرس أبرش وقد أبرش الفرس برشاشا، وشاة برشاء: في لونها نقط مختلفة، وحية برشاء بمنزلة الرقشاء. الأبرص هو الأبرش، الأبرش: الأرقط. وسنة ربشاء ورمشاء وبرشاء: كثيرة العشب. وقولهم دخلنا في البرشاء أي في جماعة الناس. أرض برشاء وربشاء: كثيرة النبت مختلف ألوانها. * (برشا) تونسية بحتة، تستخدم في اللهجة المحكية التونسية بمعنى الكثرة، وهي أيضاً برشة الاستعمال أي كثيرة الاستعمال. في الجزائر يقولون (بزاف) ولنا شرح واف حول هذه الكلمة، وفي الكويت نقول (وايد) أو (واجد) ولنا تعليق حولهما في مقالات لاحقة إن شاء الله. * هذه عينة من دراسة ميدانية تطبيقية بعنوان «اللغة العربية حافظة اللهجات المحلية وحاضنة اللغات الأجنبية» قمنا بها سنة 2011، إلى يومنا هذا، تقع في ثلاثة أجزاء، نتوقع - إن شاء الله - أن ترى النور بالنشر عام 2021، حاضرنا بها في (ماليزيا، وإندونيسيا، والأردن: مركز اللغات: جامعة الأردن، وجامعة تيزي - وزو: الجزائر، وجامعة قسنطينة: الجزائر، والسودان: مجمع اللغة العربية، ودبي: المجلس الدولي للغة العربية).
* كاتب وباحث كويتيfahd61rashed@hotmail.com