نفى العراق، أمس، أي علاقة له بالهجوم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية، بعدما تحدثت وسائل إعلام عن احتمال أن يكون جرى انطلاقاً من الأراضي العراقية.من ناحيتها، رفضت طهران، اتهامات وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، بالتورط في الهجوم بطائرات مسيّرة، السبت، أدى إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيّتين تابعتين لشركة «أرامكو» العملاقة. وكتب بومبيو على «تويتر»، السبت: «ليس هناك دليل على أنّ الهجوم شُنّ من اليمن»، مضيفاً أن «إيران شنّت هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالميّة». وقال إن «طهران تقف وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية، في حين يتظاهر حسن روحاني وجواد ظريف بانخراطهما في الديبلوماسية» في إشارة إلى الرئيس الإيراني ووزير خارجيته. وتابع: «ندعو كلّ الدول إلى التنديد بشكل علني وقاطع بهجمات إيران»، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها وحلفائها «لضمان تزويد أسواق الطاقة بالإمدادات ولمحاسبة إيران على عدوانها». وفي بغداد، أعلن مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في بيان، إن «العراق ينفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام اراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة».وأضاف أن العراق «يؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه»، مؤكداً أن «الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور». وتناقل بعض وسائل الاعلام، بينها «سي إن إن» و«وول ستريت جورنال» معلومات تفيد بأن طائرات مسيرة أو صواريخ طراز «كروز»، أطلقت من الشمال وليس من الجنوب، في إشارة إلى العراق أو إيران. وأكدت بغداد أنها تدعو «جميع الأطراف الى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت». وفي طهران، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، على «تويتر»، أمس: «بعد الفشل في ممارسة أقصى درجات الضغط انتقل الوزير بومبيو إلى ممارسة أقصى درجات الخداع». واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية عباس موسوي في بيان، أن «هذه الاتهامات ووجهات النظر (الأميركية) الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق ديبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له». وتابع أن «تصريحات من هذا النوع (...) أشبه بالتخطيط من قبل منظمات المخابرات السرية لتدمير صورة بلد ما من أجل تمهيد الطريق لاجراءات في المستقبل». وقال إن «الأميركيين انتهجوا سياسة أقصى درجات الضغط التي تحولت على ما يبدو إلى أقصى درجات الكذب بسبب إخفاقاتهم». ميدانياً، قال قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، إن القواعد وحاملات الطائرات الأميركية تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية. وأضاف أمير علي حاجي، أمس: «على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأميركية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى ألفي كيلومتر من إيران تقع في مرمى صواريخنا». ونسبت «وكالة تسنيم للانباء» شبه الرسمية إلى حاجي زاده: «لطالما كانت إيران مستعدة لحرب شاملة». وفي واشنطن، دعا السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، الإدارة الأميركية، إلى وضع مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية على الطاولة. وكتب في سلسلة تغريدات على «تويتر»، السبت: «حان الوقت الآن أن تضع الولايات المتحدة على الطاولة مهاجمة مصافي النفط الإيرانية، إذا واصلوا استفزازاتهم أو زادوا من تخصيب اليورانيوم». وأضاف غراهام، وهو حليف وثيق لترامب إن «هجمات السبت على شركة أرامكو تظهر أن إيران غير مهتمة بالسلام، وتسعى بدلا من ذلك إلى امتلاك أسلحة نووية وإلى الهيمنة الإقليمية». وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن «إيران لن تتوقف عن تصرفاتها السيئة حتى تواجه عواقب أكثر واقعية، مثل مهاجمة مصافيها النفطية، مما سيكسر ظهر النظام». وتابع: «متمردو الحوثي المدعومون من إيران، والذين هاجموا مصافي النفط السعودية يقدمون مثالا آخر على الكيفية التي تعيث بها إيران الفوضى في الشرق الأوسط». وأكد غراهام، الذي أرفق مع تغريداته صورة للهجوم على منشآت أرامكو النفطية في السعودية السبت، أن «النظام الإيراني غير مهتم بالسلام»، قائلاً إنه «يسعى إلى امتلاك أسلحة نووية والهيمنة الإقليمية». وشدد السناتور الجمهوري توم كوتون، على تعهد الولايات المتحدة «بالوقوف إلى جانب الشركاء السعوديين في مواجهة حملة إيران الإرهابية عبر الشرق الأوسط». وقال كوتون: «جهود آية الله اليائسة لشل أسواق النفط العالمية، ستجدد فقط التزامنا بالضغط الأقصى... النظام الإيراني وأذرعه سيواجهون تداعيات هذه الهجمات».