التراجع اللافت في أسعار النفط والغاز، علاوة على المخاوف التي تكتنف مستقبل الطلب على الطاقة، شكّلت أبرز العوامل الرئيسية لتراجع شهية المستثمرين تجاه الأسهم المرتبطة بهذا القطاع، وهو ما دفعها لتسجيل أسوأ أداء خلال الأشهر القليلة الماضية.ووفقاً لتقرير نشره موقع «Oilprice.com» فإن قطاع الطاقة في مؤشر «S&P 500» سجّل مكاسب بواقع 0.9 في المئة على أساس سنوي، في الوقت الذي سجل فيه المؤشر العام ارتفاعاً بواقع 16.5 في المئة، مبيّناً أن أسهم قطاع الطاقة سجلت أسوأ أداء بين القطاعات الصناعية الرئيسية هذا العام.وبحسب تقرير حديث صادر عن «سيتي غروب» فإن قطاع الطاقة بات يمثل واحداً من أقل القطاعات تفضيلاً من قبل المستثمرين أخيراً.وفي هذا السياق، أوضح الشريك وكبير مديري المحافظ في «Ninepoint» إيرك نوتال، أن أسهم النفط والغاز بالكاد ارتفعت عندما زادت أسعار النفط منصف هذا العام، وعندما تم بيع النفط على خلفية أخبار الاقتصاد الكلي، تراجعت أسهم الطاقة أكثر من أسعار النفط نفسها.ورأى نوتال أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى تحطيم أسهم النفط والغاز في الأشهر والسنوات الأخيرة، منها أن شركات الطاقة قد تحملت الكثير من الديون من أجل تحقيق النمو.أما العوامل الأخرى، فتتمحور في النفط الصخري الأميركي الذي غيّر مفهوم التكلفة الحدية للعرض، بالإضافة إلى الحملة البيئية العالمية التي دعت الصناديق ومديري الصناديق والبنوك لبيع أسهم النفط والغاز.ورغم ذلك، أشار نوتال إلى أن هناك حدثين رئيسيين من الممكن أن يؤديان إلى عكس اتجاه السوق حول الأسهم النفطية خلال الفترة المقبلة، أولهما احتمالية حدوث تعثر في معدلات نمو النفط الصخري، والثاني أن تظهر شركات الطاقة عوائد تنافسية عبر الصناعة على رأس المال والاستثمار مقابل التضليل في صناعة النفط.من جهته، أوضح المحلل الإستراتيجي في «سيتي غروب» توبياس ليفكوفيتش، أن ضعف الدولار الأميركي يمكن أن يساعد قطاع السلع، وبالتالي أسهم الطاقة على التحسّن والارتفاع، ومع ذلك، فإن المشاركين في السوق يريدون المزيد من العلامات نحو تعزيز اتجاهات النفقات الرأسمالية والعوائد المستدامة، والتي لا يكون معظمها جيداً إذا كان متعلقاً في صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية.وبيّن ليفكوفيتش أن زيادة الشهية للأسهم الدورية وتحسين رأس المال يمكن أن يكون حافزاً للمستثمرين العائدين إلى أسهم الطاقة مرة أخرى، لكنه يشير إلى أنه لا يتوقع حدوث مثل هذا التحسّن في الأشهر القليلة المقبلة.من ناحية أخرى، أوضح تقرير «oilprice.com» أنه وفقاً للأسعار المستهدفة من قبل محللي «وول ستريت» يبدو أن هذا القطاع قد يتمكن من العودة إلى تحقيق مكاسب أكبر خلال الأشهر الـ12 المقبلة، بعوائد متوقعة أن تتجاوز 26 في المئة. ولفت التقرير إلى أن بعض المراقبين يشيرون في الواقع إلى أن المستثمرين يفوّتون الفرصة في قطاع الطاقة، وأن أسهم شركة «شيفرون» على سبيل المثال يمكن أن تكون مناسبة للاستثمار مستقبلاً. ويرى هؤلاء أنه على الرغم من وجود حالة واضحة لانخفاض أسعار النفط والأسهم المرتبطة في هذا القطاع وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي، إلا أن قطاع الطاقة قد يكون مقبلاً على الانتعاش مستقبلاً، وليس على المدى القريب.