دعت عائلة العم محمد طاهر أحمد البغلي، أعضاء مجلس الامة للتواصل مع نظرائهم في البرلمان الروماني من خلال لجنة الصداقة بين البلدين، لإثارة موضوع اختفاء البغلي منذ 4 أعوام والضغط على الحكومة الرومانية للاهتمام بالموضوع، مشيرة إلى أن صاحب الفندق وزوجته، وجها التحقيق إلى سيناريو صعب التصديق.وكان البغلي، يقضي عطلته السنوية مع العائة في قرية كيا برومانيا، والتي اعتاد زيارتها، وخرج في نزهة اعتاد عليها لكنه لم يعد. ورغم مرور 4 أعوام على اختفائه في ظروف غامضة، لكن بقي الحال على ما هو عليه، ولا تزال قضيته محل اهتمام كبير من قبل جميع أفراد أسرته، الذين يراودهم الامل في عودته سالماً معافى.وتطرقت أسرة البغلي، في برنامج «عشر إلا عشر» على تلفزيون «الراي» مساء أول من أمس، إلى قصة وتفاصيل سعيها لإيجاد العم محمد البغلي، مستحضرة جهود ودعم سمو الأمير ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسؤال أهل الكويت عن حالة المفقود.وروى نجله رياض البغلي حادثة الاختفاء، وقال «أثناء قضاء العطلة الصيفية مع العائلة في القرية كعادته كل عام، خرج الوالد للمشي ظهر 5 أغسطس من عام 2015، حسب آخر من شاهده، ولكنه لم يعد منذ ذلك اليوم، والغامض في الأمر، أنه وحتى هذا اليوم لم يتم العثور على أي أثر أو دليل أو حتى مشتبه به، على الرغم من الجهود المبذولة في البحث».وعن الروايات الأقرب للدقة في شأن اختفائه، قال رياض «في البداية كان هناك أكثر من سيناريو، وللاسف شهادة صاحب الفندق وزوجته وجها الشرطة إلى هذا السيناريو»، مردفا أن «الفندق يقع في منطقة ذات مساحة أرض كبيرة وعلى مستويين، والوالد طلب الصعود إلى الدرج الذي يؤدي إلى الغابة ثم منطقة حشائش عالية، كما أن الجهة الخلفية فيها (كسرة سور) يخرج منها، وهي فيها صعوبة للوالد، وهو لم يذهب قط إلى هناك.. الرواية غير مقنعة».وأضاف «نحن نعتقد أنه ممكن أن يكون خطف وليد اللحظة، لأن علاقتنا مع قرية كيا بالتحديد طيبة مع أهل القرية، وكنا محل ترحيب من الاهالي، بالاضافة إلى أن المنطقة آمنة، وهو ما دعانا للتصييف فيها لمدة 20 عاماً»، مبينا أن «السيناريو المحتمل أن يكون اختطف، سواء كان الخطف مدبراً أو وليد اللحظة، خاصة وأن الوالد في هذه المرة لبس الدشداشة».وعن توقف العائلة عن زيارة القرية، قال البغلي «كنا مع الوالد في 2015 مجموعة كبيرة مع الأهل، لكن منذ الاختفاء الأهل رجعوا وبقينا مع الامن للمتابعة، وبعدها توقفت العائلة عن زيارة كيا ورومانيا إجمالا»، مشيرا إلى استمرار التناوب في التواجد في رومانيا لمتابعة القضية، ومن خلال السفارة الكويتية في بوخارست.واستعرض رياض جهود العائلة في التواصل مع السلطات الرومانية، وقال «طرقنا جميع الأبواب، وطلبنا اعادة التحقيق في القضية، وتم رفض طلبنا أكثر من مرة، لأنهم يرون أن المبررات التي قدمناها لا تستدعي الموافقة على إعادة التحقيق».وأضاف «التقينا رئيسة الوزراء الرومانية أثناء زيارتها للكويت العام الماضي، وعلى الرغم من لقاءات سفير الكويت برومانيا مع كبار المسؤولين، تم رفض طلبنا لأكثر من مرة بإعادة التحقيق في القضية، وكذلك تم رفض طلبنا بنقل ملف القضية إلى مكتب النائب العام في بوخارست»، لافتا إلى أنه «من خلال لقاءاتنا مع الشرطة، طلبنا أن يفتحوا الاعين على جميع الزوايا، إلا أنهم مصرون على رواية (الدرج) للأسف»واعتبر البغلي، أن الاصرار على رواية «الدرج»، تعني أنه خرج للجهة الاخرى، وهو غير موجود في الفندق، حتى يصبح الموضوع والبحث مفتوحاً.وتطرق البغلي، إلى إفادة الممرضة المشرفة على صحة المفقود، والتي ذكرت صعوبة صعود هذه الأدوار، وقال «الممرضة ومعارفنا والوفود الامنية الكويتية التي جاءت لرومانيا، شاهدوا صعوبة صعود الدرج مع الظروف الصحية للوالد وكبر سنه، إلا أن السلطات الرومانية تبرر بأنه صعد لكنه استغرق معه وقتاً لذلك»، متسائلا «لماذا يرهق نفسه في الصعود، على مكان لا فائدة مرجوة منه؟ خاصة وأنه طوال أكثر من 20 سنة لم يدخله إلا مرة واحدة من الساحة الأمامية ولم يصعد الدرج قط».ولفت البغلي إلى اتجاه التحقيقات خلال الأعوام الماضية، مبينا أنه «منذ أول وفد كويتي وصل إلى رومانيا بعد أسابيع قليلة من الاختفاء، تبين أنه وبحسب العرف البروتوكولي لا يمكنهم الاطلاع على ملفات القضية، ونحن نعتقد أن ما كان ينقل شفهيا للوفود الأمنية الكويتية يختلف عن الواقع».وأشار إلى التحقيقات بعد 4 سنوات، معتبرا أن «البداية كانت قوية، إذ صاحب البحث التفتيش بالهليكوبتر والقوات الخاصة للبحث مع كلاب الحراسة، لكن لاحظنا أن التحقيقات والبحث تقل تدريجيا حتى أصبحت شبه متوقفة عدا انتظار أي جديد للقضية»، لافتا إلى اتفاق وزيري الخارجية على «أن يبقى الملف مفتوحا، لأن العرف لديهم ان الملف بعد الاختفاء بـ6 أشهر يغلق إلى أن يستجد طارئ، لكن بحالتنا الملف مفتوح صورياً، لكن كإجراء فعلي توقفوا ما لم يرد لهم أي جديد».
شقيق بوفهدوعن احتمال حدوث خلاف بين العم البغلي وصاحب الفندق، ليجعل الاخير يصر على افادته بصعود البغلي للدرج، قال إبراهيم البغلي شقيق بوفهد، ان «أكثر الشك في موضوع الفندق الذي اختفى فيه، إذ انه وبعد 4 أعوام مازال صاحب الفندق مصراً على روايته ويركز عليها، لسبيين: إما هو مشارك في موضوع الاختطاف، أو أن هناك مافيا أخذته وهو يخشاهم». وتابع «أمر الفندق غريب، فلا يعمل فيه أحد من أبناء القرية الذين عادة ما يشتغلون في الصيف في خدمة النظافة والإطعام، ولا يدخلون عنده، وهو ما يؤكد أن هناك سرا في هذا الفندق».وعن تعاون السلطات في الكويت، قال البغلي «وجدنا اهتمام القيادة الكويتية بقضية شقيقي منذ اليوم الأول للاختفاء، وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، ومتابعته وسؤاله الشخصي مع من يلتقي بهم من رجال العائلة بمناسبات مختلفة، والاهتمام الحكومي لرئيس الوزراء من خلال وزارتي الخارجية والداخلية، وما لمسناه من اهتمام النائب الأول وزير الخارجية الذي يحرص خلال لقاءاته مع وزير الخارجية الروماني على إثارة قضية الاختفاء معهم، بالمحافل المختلفة، ولا ننسى الاهتمام الكبير لنائب وزير الخارجية خالد الجارالله».وتمنى شقيق المفقود، أن يتواصل أعضاء مجلس الامة مع نظرائهم في البرلمان الروماني من خلال لجنة الصداقة بين البلدين، لإثارة الموضوع والضغط على الحكومة الرومانية للاهتمام بالموضوع.
«الراي» أول من أعلن اختفاء بوفهد
توجه شقيق المفقود، إبراهيم طاهر البغلي بالشكر إلى «الراي» التي تعتبر «أول جريدة أعلنت عن اختفاء أخي بوفهد منذ الأيام الاولى، كما نشكر قناة الراي التي استضافتنا في هذا اللقاء في هذا البرنامج المميز.. فالشكر لجريدة وقناة الراي».
هل صعد بوفهد 160 درجة؟!
عن حادثة الاختفاء، قال إبراهيم البغلي شقيق المفقود إن «أكثر الروايات بما فيها رواية الداخلية الرومانية تتحدث عن صعود بوفهد درجاً بحوالي 160 درجة، وهو ما يعادل 8 أدوار، وهذه الرواية غير صحيحة، إذ ان صحته لا تسمح له أن يصعد هذه المسافة، ولسنا مقتنعين بهذه الرواية».
لا حيوانات مفترسة في المنطقة
وعما إذا كان ممكناً أنه راح ضحية لحيوانات مفترسة في المنطقة، أوضح أنه «في الصيف الكثير من أبناء القرية والسياح يخرجون إلى الغابة للبحث عن الأعشاب وبعض الثمار، فلا أعتقد أن ثمة حيوانات مفترسة في ذلك الوقت، خاصة وأن الناس تمشي كيلو إلى 2 كيلو داخل الغابة»، مردفاً «لنفترض أن أحد الحيوانات افترس بوفهد، فعلى الأقل تظهر لنا أدلة كنظارته أو عصاه، وهذا ما لم يحدث فلا وجود لأي بقايا له».
أهل القرية تطوعوا للبحث عن بوفهد
تطرق البغلي إلى الأهالي في كيا، مشيرا إلى أن «أهل القرية عددهم 500 شخص ونحضر أفراحهم وأحزانهم، إلى جانب أن بوفهد اجتماعي وشخصية لطيفة، والجميع يعرفنا وثمة محبة متبادلة»، لافتا إلى أن «يوم اختفائه تطوع أكثر من 30 شاباً من القرية للبحث عنه».
أبل: على «الخارجية» تعيين «تحرّي خاص»
عن التفاعل النيابي، قال الدكتور خليل أبل «يحزننا أن مصير العم محمد طاهر البغلي مازال غير معروف»، مشيرا إلى «عقد لقاءات عدة مع مسؤولين في الدولة ووجهنا أسئلة برلمانية عدة، وآخر سؤال أتت إجابته من وزارة الخارجية من 17 صفحة، شرحت تسلسل الأحداث وفق الترتيب الزمني»، معرباً عن أسفه لأن الموضوع مجمد لدى السلطات الرومانية. وأمِل من وزارة الخارجية أن تتبنى تعيين تحرٍ خاص، بعيدا عن الجانب الرسمي، مؤكدا أن «مسؤوليتنا في مجلس الامة والحكومة أن نسعى أن يظل الموضوع مفتوحاً، إلى أن يردنا خبر بهذا الشأن».
مؤسسة «الابن البار»
أشار البغلي، إلى مؤسسة «الابن البار»، مبينا أنه «بدأ العمل فيها عام 2007، إذ ان الدين الإسلامي يحثنا على البّر بالوالدين، ومعظم أهل الكويت بارون في وطنهم ووالديهم»، لافتا إلى أن «هذه الانشطة لتوعية الأبناء وتشجيع البارين في الوالدين».وأضاف «بدأنا في جائزة واحدة للبار في والديه، وكل عام ندخل نشاطاً جديداً، حيث أدخلنا القصة القصيرة عن البر، ثم مسابقة أخرى للفنون التشكيلية تعبر عن البر».