أحيا الفنان والمخرج المسرحي عبد العزيز الحداد، أمسية امتزج فيها الأدب مع المسرح، وذلك ضمن الموسم الثقافي لرابطة الأدباء الكويتيين، في إبهار فني يتميز به الحداد عبر مشواره الطويل في مختلف الأعمال التي قدمها للمسرح والإذاعة والتلفزيون.والأمسية التي أقيمت في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء بعنوان «الحكواتي الكويتي» قدمها الشاعر عبد الله الفيلكاوي، وتحدث فيها الحداد عن التفريق بين الحكواتي والموندراما والخطابة واستاند أب كوميدي، حيث إن الكثير من المتابعين لهذه الأشكال من الفنون يخلط بينها ولا يكاد يفرق بين أشكالها وألوانها.وأوضح الحداد في شرحه للخطابة أنها ببساط تعتمد على شخص يخاطب الناس، لذا لا يوجد سبب لإطفاء الإضاءة عن الجمهور أو تسليطها عليه، كما أن من يلقي خطبة يكاد لا يتحرك من مكانه ويكلم الناس مباشرة، وقد يكون الخطيب سياسياً أو مثقفاً أو فيلسوفاً وهكذا، ثم أعطى مثالاً لفن الخطاب من خلال خطبة ألقاها قال فيها: «أيها الناس وجدت أن الأمور التي اختص بها الإنسان عن الحيوان، هي الحكمة والعفة والعقل والعدل».وفي ما يخص فن استاند أب كوميدي فقد أوضح الحداد أن الإضاءة ترافقه كما تبقى مسلطة على الجمهور، وأن الذي يقوم بهذا العمل لا بد أن تكون روحه كوميدية ولديه قدرة على إضحاك الآخرين، ومواجهة الجمهور وتغلب عليه طبيعة الحركة، ومن ثم تقمص الحداد هذه الشخصية الكوميدية ليسرد بأسلوب فيه الكثير من الكوميدي بعض المواقف التي قابلته.وتحدث الحداد عن الحكواتي بفروعه المتعددة، وهو الذي يحكي «حزاية»، وأول قواعد هذا الفن أن يكون الحكواتي جالسا والناس من حوله أو أمامه جالسون، ويجب أن يكون في جلسته أكثر بروزا من الجمهور، كما يجوز للحكواتي أن يؤدي بعض المشاهد التمثيلية ولكن بأسلوب التمثيل الساكن بالصوت والإحساس واستخدام لغة الجسد والاعتماد على القصص الخيالية بإيقاع مدروس ولغة بسيطة وقوية، كما أن له القدرة على أن يقول الشعر والزجل وقد يغني ويستخدم آلة موسيقية.ثم شرح الحداد أنواع الحكواتي وأولها الذي يعتمد على الخيال ومن ثم أدى مشهدا حكواتيا من «الليلة الأولى من ليالي ألف ليلة وليلة». والنوع الثاني ذو الطابع الأدبي في تناول اللغة وضرب مثالاً له من خلال أداء مشهد من «مناظرة بين الليل والنهار»، والثالث يرتقي إلى مرحلة الشعر في الحكاية وأدى نموذجاً من قصيدة تتحدث عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام.والنوع الرابع والأخير الذي وصفه الحداد أنه من ابتكاره «الحكواتي الكويتي»، ويعتمد على المزج بين مختلف الأنواع الأخرى ففيه الخيال والواقع، كي يحكي بأسلوبه المتميز حكاية الأطفال الذين شكلوا فريق كرة قدم وكان يقوم بتدريبهم شخص كان يعمل في مصنع بتروكمياويات وقد حرمه الله من نعمة الإنجاب فاعتبرهم أبناءه هو وزوجته الطيبة، إلا أنهم فجعوا بخبر وفاته في انفجار حدث في المصنع فحزنت عليه زوجته ولم تعد تشتهي الأكل ولا الحياة وأنهم أدخلوا البهجة لقلب الأرملة من خلال حصولهم على كأس المدينة.والفن الأخير الذي تحدث عنه الحداد هو المونودراما الذي ينقسم إلى ثلاث محطات أو مخاطبات: الذات والجمهور والآخر، ومن ثم جمع الحداد بين المحطات الثلاث من خلال قصة الشاعر المصري أحمد فتحي «شاعر الكرنك» الذي لحن وغنى قصيدته «الكرنك» موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهو صاحب قصيدة «أنا لن أعود إليك»، والتي شدت بها أم كلثوم. وهو من شعراء الإسكندرية توفي عن عمر لم يزد على 48 عاما، وحدثت له في حياته الكثير من المآسي والأحزان.