إن الدعوة الأخيرة التي تقدم بها 29 نائباً من مجلس الأمة بشأن حقوق من يدّعون إنهم «بدون»، هي دعوة صريحة للعبث بالهوية الوطنية، إذ لا يعقل أن تأتي تلك الدعوة على يد ممثلي الأمة، وهم يعلمون علم اليقين أبعاد هذه الدعوة، ألم تكفِ الأعداد التي تم تجنيسها منذ بداية تسعينات القرن الماضي وتحديداً بعد التحرير، إن هذه الخطوة والخطوات التجنيسية السابقة تعد دعوة صريحة لاستبدال النسيج الوطني بنسيج آخر غريب. وبنظرة سريعة على عدد سكان الكويت، في بداية التسعينات، نجده كان يقترب من النصف مليون.. اليوم أصبح عدد السكان 1.3 مليون تقريباً، إن هذا الأمر يدق ناقوساً خطيراً، ورغم ذلك الخطر، إلاّ أن دعوات بعض النواب للتجنيس ما زالت تسير بخطى سريعة وتطالب بالمزيد وبسرعة التجنيس، في خطوة تنذر بزيادة العبء على الدولة وبطبيعة الحال زيادة المخصصات وارتفاع العجز في الميزانية والمصروفات الكبيرة، التي ستقع على كاهل الحكومة. وما يزيد «الطين بلّة» الغياب الكامل للحكومة، والصمت المطبق تجاه ما يحدث في ملف التجنيس، والمطالبة به.إن كل تلك المهاترات والتجاوزات - التي تحصل في هذا الملف - تحتاج من الشعب التكاتف والتعاون لمواجهة مشروع قرار بعض أولئك النواب ومشروعهم الهدام، إذ إن الكويت ليست بحاجة لمزيد من الهدر في مقدراتها، عبر إدخال مصاريف إضافية عليها، وهي التي تعاني من العجز وانخفاض سعر النفط في السوق العالمية، ما يتطلب مواجهة تلك التجنيسات العبثية، التي - في رأيي - لاتساهم إلاّ في العبث بالهوية الوطنية، وتغيير جذري فيها، بل والتأثير على مستقبل هذا البلد، وتهديده بالمزيد من التردي وضياع الحقوق لأهلها الأصليين.إن الشعب مطالب اليوم بمواجهة جميع المحاولات من قبل البعض، لتغيير الهوية الوطنية الكويتية، عبر إدخال من لا يستحق تلك الجنسية، ويسعى إليها لتحقيق مكاسب مادية فقط... والله الموفق. Dr.essa.amiri@hotmail.com
مقالات
في الصميم
كفى عبثاً بالهوية الوطنية!
01:59 م