علينا ألّا نندفع كثيراً - أو نصفق بـ«هبالة» - مع دعوات واشنطن الأخيرة وهي تواجه طهران في حصارها الاقتصادي - لاسيما الأخير - حول منع صادراتها النفطية بدءاً من الشهر المقبل!وكأن الممثل الأميركي الخاص بإيران ومستشار السياسات في وزارة الخارجية برايان هوك يبشرنا، عندما قال الخميس الماضي إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط!ونحن نقول إن أميركا ليس لها أمان سياسي، فما أكثر ما جعلتنا نلهث خلفها مطبلين حول سياساتها في المنطقة، وفجأة نجد أنفسنا خارج الحسبة وفي ورطة من أمرنا، لنكتشف أنها قد (رمتنا على صخر)، ولنا في عدائها لإيران دليل، مثل تيارات البحر في المد وفي الجزر!فما أكثر ما أزعجتنا على مفاعل إيران النووي وتخصيب اليورانيوم وبحسب «المصالح» تضغط وترخي... تبكي وتضحك، وفي النهاية نكتشف أننا ندور في فلك لعبة كبيرة تقودها الولايات المتحدة، عنوانها الدفاع عنا وعن مصالحنا في المنطقة، والواقع يقول عكس ذلك!فمع السياسات المتعاقبة السابقة للولايات المتحدة - لاسيما السياسة الحالية للرئيس الأميركي ترامب - لا توجد قواعد صريحة أو «مسطرة» تستطيع دولنا أو دولها الحليفة السير عليها باطمئنان، سوى مسطرة الحفاظ على الكيان الإسرائيلي من الزوال، وتعزيز وجوده السياسي والاقتصادي والعسكري في مواجهة العرب والمسلمين!إذا ما العمل وكيف نخرج من هذا المأزق تجاه هذه الورطة الأميركية وهي تواجه إيران... وطهران لها مصالحها التجارية والسياسية المتبادلة مع دولنا قاطبة؟!هل نقلب الطاولة على إيران ونصبح أميركيين أكثر من أميركا نفسها، أم نقف مع طهران وندير ظهورنا لأميركا؟!لا هذا ولا ذاك، لا سيما في مسألة الحظر النفطي، فلسنا بمعنيين بالدرجة الأولى، بل دول كبيرة هي المعنية بذلك، وهي التي تعتمد في استيراد نفطها من طهران، أبرزها الصين والهند وكوريا الجنوبية، ودول الاتحاد الأوروبي، فليس من مصلحتنا اليوم أن تندلع حروب مقبلة في عقر دارنا بالوكالة!ولتكن الحكمة في مسك العصا من المنتصف، ما بين التشديد على ضرورة وقف إيران لسياساتها التوسعية، وأطماعها في المنطقة واستمرار التبادل الاقتصادي، حتى وإن انخفض مستواه.نقول ذلك ونحن ندرك الخطر الإيراني السياسي والاقتصادي والعسكري على دول منطقة الخليج العربي، كون إيران ما زالت تعمل في اتجاه تحقيق الهيمنة الكاملة على المنطقة، ولو سنحت لها الفرصة لانقضت على دولنا عسكرياً!
على الطاير:لندرك أننا في النهاية لا مصلحة لنا في الغوص، وسط قروش كبيرة تسبح في الأعماق!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!
bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak1963