كنا صغاراً... كانت الألعاب المتوافرة قليلة... وحصة التربية البدنية تسمى حصة الألعاب...!كانت لعبة الحية أو الثعبان إحدى الألعاب المنتشرة ولها شعبيتها... تستمر باللعب وأنت لا تأمن السقوط... لا تعلم بأي خطوة ستبتلعك الحية وتعيدك إلى نقطة الصفر.ما زلت أتذكر أن البعض لم تكن تبتلعه الحية أبداً... ليس لأنه يجيد اللعب وليس لأنه محظوظ... بل لأنه غشاش ويجيد الخداع... تعلمنا من لعبة الحية أن الغشاش دائماً منتصر... وأن من يلتزم بالقانون معرض للفوز والخسارة... وإن كان هو أقرب إلى الخسارة.كنا نعتقد أن للحظ دوراً في لعبة الحية، لكن اتضح أن للغش والخداع دوراً أكبر... وأنه ليس للفكر والذكاء أي دور في هذه اللعبة.لعبة «البيسبول» من الألعاب المحببة إلى المجتمع الأميركي... وهي من الألعاب المنتشرة هناك... اللاعب الذي يخسر يعود إلى المربع الأول... أي لنقطة الصفر.مهما تقدم اللاعب... فخسارته تعيده إلى نقطة البداية.لعبتا «الحية» و«البيسبول» تذكرانني بمشاريعنا وطريقة التقدم فيها... نأخذ خطوات جبارة على الورق... لكننا عند التنفيذ تتأخر هذه المشاريع وربما تسقط... غالباً ما يعود المشروع إلى المربع الاول.لكن البعض مشاريعه دائماً متقدمة وناجحة... مجرد أن يتسلم المشروع فإن النجاح حليفه... يبدو أنه مجتهد وملتزم ومخلص ومحب للعمل...أو ربما لديه مواصفات خاصة يصعب توافرها.للأسف... يبدو للبعض أن مشروع مدينة الحرير، قررت الحية أن تبتلعه مرة أخرى، وترجعه إلى المربع الاول....! فهل ستكون المرة الأخيرة التي تبتعله الحية ويعود إلى المربع الأول... أم أن الحية ستكون له بالمرصاد كلما تقدم تعيده إلى نقطة الصفر.
مقالات
قبل الجراحة
لعبة الحية...!
02:14 م