يبدو أن الحقل الأكاديمي لن يسلم من تهديدات الذكاء الاصطناعي الذي بدأ بالفعل يتغلغل وبشكل جدي في هذا القطاع، في وقت تؤكد فيه الدراسات الحديثة إحراز هذه التكنولوجيا تقدماً سريعاً من حيث الاستخدام في الكليات والجامعات.ووفقاً لتقرير نشره موقع «ذي كونفيرزيشن»، فإن القدرات الكاملة المحتملة لهذه التكنولوجيا المغيّرة لا تزال حتى الآن غير مكتشفة، غير أن تأثيرها على التدريس والتعلم من المتوقع أن يكون ضخماً، ما يعني أن التعليم الجامعي قد يتأثر بهذه التكنولوجيا بوقت مبكر أكثر من القطاعات الأخرى.وبحسب التقرير، فإن عدد الروبوتات يتزايد حول العالم بشكل سريع، ومن المتوقع أن تهدد الأتمتة أكثر من 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030.وأوضح التقرير أن هناك الكثير من الآمال المعقودة على قدرة الذكاء الاصطناعي بتحقيق أثر واضح على تجربة الطالب التعليمية المتشربة بالعملية الأكاديمية التقليدية، مبيّناً أن تغلغل الذكاء الاصطناعي في الحقل الأكاديمي سيغيّر من واقع الفصول الدراسية وكيفية تواصل الجامعة مع الطلبة، حيث تتيح هذه التكنولوجيا إمكانية قيام الروبوتات بالمحاضرات وتصحيح الاختبارات.أما بالنسبة إلى الأكاديميين، فقد رأى التقرير أن هذا التصاعد في ظهور الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأنظمة الدروس الذكية، قد يعني أن امتلاك الخبرة المطلوبة ومهارات التدريس لم تعد كافية، كما أن الافتقار الواضح للمهارات الرقمية لدى بعض الأكاديميين قد يسهل على الجامعات النظر إلى الروبوتات كبديل.وأشار إلى ما شهدته ألمانيا خلال العام الحالي من طرح أول «روبوت» محاضر، اسمه «يوكي»، والذي بدأ بالفعل في تقديم المحاضرات لطلبة جامعة «فيليبس» في ماربورغ، ووفقاً للتقرير فإن «يوكي» يعمل كأستاذ مساعد خلال المحاضرات، وبإمكانه استشعار أداء الطلبة الأكاديمي وتحديد الدعم الذي يحتاجونه، كما يمكنه تقديم الاختبارات للطلبة. ورغم أن بعض الطلبة أشاروا إلى أنهم استفادوا من هذا الروبوت في العملية التعليمية، لكن يبقى أنه لا يزال يحتاج إلى تحسينات كبيرة ليكون قادراً على أداء عمله بشكل متكامل. ولفت التقرير إلى أن الروبوتات، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تعمل على تحسين التدريس من خلال توفير مستويات أكبر من التعلم الذاتي والتقويم الموضوعي لمستوى الطالب وتقديمه في الوقت المناسب، علاوة على القدرة في تحديد مجالات التحسين في برامج الدرجات العلمية، مبيّناً في الوقت عينه أن تحقيق ذلك قد يترك مساحة أقل للبشر من الأساتذة الجامعيين لأداء مهامهم التدريسية، وسيكون بلا شك له تأثير كبير على الوصف الوظيفي للأكاديميين في الجامعات. وأضاف التقرير «قد يعني ذلك أيضاً أنه عند هيمنة الروبوتات على مجال التدريس، أن يكون إجراء البحوث والمساهمة في إنشاء المعرفة هو الطريق الوحيد للأكاديميين للحفاظ على وظائفهم وزيادة فرص التوظيف والاحتفاظ بهم وتطويرهم، ولا يدري أحد ما إذا كان بمقدور الذكاء الاصطناعي أن يسحب البساط من الأكاديميين في هذا المجال أيضاً!».وبحسب آخر تقرير حول البحث في المستقبل، أصدرته كل من مؤسستي «إلسيفير» و«إيبسوس موري»، فإن بيئة البحث ستحظى بتغيرات كبيرة في المستقبل بفضل التقنيات الحديثة، لا سيما على مستوى قدرة الوصول إلى النشر وفرص التمويل، وما يرتبط بها في الصناعة التكنولوجية، كما رأى التقرير أن الدول الشرقية مثل الصين سيكون لها تركيز متزايد على البحث والتطوير.ورجّح التقرير أن تتغير سرعة وحجم البحوث بشكل كبير، كما سيكون بمقدور تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي تقديم كم كبير من النتائج مباشرة للباحثين بوتيرة سريعة جداً، كما توقع أن يكون هناك أيضاً انتقال ملحوظ نحو نظام أكثر انفتاحاً في ما يتعلق بالتمويل وجمع البيانات ونشر مقالات ذات قابلية للوصول.
اقتصاد
الذكاء الاصطناعي يستبدل دكاترة الجامعة... بالـ«روبوتات»!
05:04 م