لا نعرف حال دولنا العربية إلى أين يتجه، وما حجم التدخل الغربي في تغيير حكامنا العرب، من جملة التغييرات التي بدأت تتدحرج في السنوات العشر الأخيرة ككرة الثلج!فها هو الرئيس السوداني عمر حسن البشير - آخر رئيس عربي - يرحل عن الحكم - بعد انفجار شعبي منظم عليه واحتجاجات عارمة، بدأت في 19 من ديسمبر المنصرم 2018 حتى تمت الإطاحة به الأسبوع الماضي في 11/4/2019، بسبب الفقر وتفشي البطالة وغلاء المعيشة وانعدام حرية التعبير.لو نظرنا إلى جميع المظاهرات الشعبية التي اندلعت ضد حكامها، لوجدناها تتركز في مطلبين الأولى (الخبز) والثاني (حرية التعبير)!وقد كان ذلك بارزاً في العديد من الانقلابات التي حدثت في السنوات الاخيرة، بداية بالرئيس التونسي زين الدين بن علي، الذي فرّ هاربا إلى السعودية في الرابع عشر من يناير 2011... مروراً بالمصري محمد حسني مبارك، ثم الليبي معمر القذافي، واليمني علي عبدالله صالح، وانتهاء بالسوداني عمر البشير!وقد كان قبله بفترة قصيرة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الذي قدم استقالته في الثاني من أبريل الجاري... إلا أن الأخير جاءته الاحتجاجات العارمة، مناهضة لترشحه لفترة خامسة وهو على فراش المرض!إذا كان الجوع - كما يقولون - كافراً، فان حرية التعبير بعدم الملاحقة لها الدور الاكبر في ما حدث في الشارع العربي من ثورات واحتجاجات، صفق لها الغرب ودعمها إذا ما كانت تساير أطماعه، ولفظها إذا كانت عكس ذلك!اخطر شيء في تلك الانقلابات هي التدخلات الخارجية، التي إن حدثت غيرّت حال البلد من سيئ إلى أسوأ، بعد أن تصبح تابعة للأجندات الخارجية، التي تسيرها بالمال فتضيع مطالبات الشعوب، التي خرجت فرحة بإنجازها وهي لا تعلم أن الخارج هو من دعمها وحركها، وبالتالي تصبح تلك الشعوب تدور في حلقات مفرغة ما بين المطالبات التي لا تتحقق والانقلابات مدفوعة الثمن، من دون أن تعرف طعم الاستقرار، فتكون بذلك قد وقعت في (الفخ) فلا هي التي حصلت على (الخبز) ولا نعمت بـ(الحرية)!على الطاير:يقول احدهم: الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والقضاة متهمون، والغالبون مغلوبون، والفلك دوار والحياة لا تقف، والحوادث لا تكف عن الجريان، والناس يتبادلون الكراسي!اللهم إنّا نسألك حسن الخاتمة!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع باذن الله... نلقاكم!bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak1963
مقالات
أوضاع مقلوبة!
ثورات شعبية وكراسي وأجندات!
01:10 م