«جوجيتسو» لعبة رياضية، وهي لمن لا يعرفها ووفق تعريف «ويكيبيديا» تعني بالترجمة الحرفية للكلمة اليابانية (فن الليونة) أو (الطريق للخضوع)، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة من أنماط الفنون القتالية اليابانية، بما فيها القتال الأعزل أو المسلح، إذ ابتكر مقاتلو الساموراي في اليابان هذه الرياضة، بعد أن فُرض عليهم تسليم أسلحتهم لأعدائهم، ما دفعهم لابتكار طريقة جديدة للدفاع عن النفس أسموها «فن الليونة».وبسبب الانتشار والشعبية الواسعة لهذه اللعبة، تم اعتمادها كرياضة رسمية تقام لأجلها الاتحادات والبطولات القارية والعالمية، والكويت لم تكن استثناءً من هذا الانتشار، فأضحى لها جمهورها من الشباب بين منخرط في التدريب على مهاراتها أو متابع لمنافساتها.وكسائر كل الرياضات، فإن لهذه اللعبة قوانينها وأصولها وتكتيكاتها الحركية والقتالية، التي يتدرب عليها اللاعبون والمحترفون، ويطبق معاييرها الحكام في المنافسات، غير أن لاعبنا بطل «الجوجيتسو» الكويتي عبدالله وليد العنجري يأبى إلا أن يضيف على هذه اللعبة قيمة أخلاقية ووطنية جديدة في موقف متكرر يضاف إلى المواقف الكويتية والعربية الشجاعة ضد الكيان الصهيوني المحتل للأرض الغاصب للأقصى، وذلك إثر انسحابه المشرف من مباراة البطولة المقامة حالياً في لوس أنجليس في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن أوقعته القرعة لملاقاة لاعب صهيوني يمثل كيان الاحتلال. هذا الموقف للعنجري ما هو إلا سير على خطى قدوات له من أقرانه الرياضيين ممن كانوا سبقوه إلى منصة التتويج بميداليات الماس... ميداليات النخوة والشهامة ونصرة إخوتنا في فلسطين المحتلة وأهلنا في القدس وغزة.صحيح أنهم فرطوا بفرصة حصد المكاسب والجوائز والأضواء، لكنهم بإذن الله (نظنهم) قد استبدلوا ما هو أدنى بالذي هو خير لهم ولبلادهم، وأتذكر منهم من الكويتيين - على سبيل المثال لا الحصر ممن رفضوا مقابلة لاعبي كيان الاحتلال وآثروا الانسحاب- لاعب المنتخب الوطني للمعاقين فهد بستكي من دوري المجموعات في بطولة بيزا الدولية للمبارزة، التي أقيمت في إيطاليا، واللاعب عبد العزيز الشطي من بطولة العالم للمبارزة، التي أقيمت في سويسرا، واللاعب صالح عبدالعزيز الحداد بطل آسيا في مسابقة الوثب الطويل من بطولة كأس «فلندرز» البلجيكي، واللاعب علي المرشاد من مباراة النصف نهائي لبطولة العالم للتايكواندو، وغيرهم الكثير ممن أجهلهم أو لا أتذكرهم... ستذكرهم صحائف أعمالهم وذاكرة الأخيار والتاريخ.إنهم رياضيو وأبطال وطني الكويت (بلا تعصب وبكل الفخر) كانوا وما زالوا يمارسون عادتهم الحميدة الرائعة بالجهر فعلاً قبل قولاً بكلمة (لا للتطبيع)، وفي كل مرة يثبتون أنهم أحرار برفضهم أي شكل من أشكال التطبيع مع محتلي الأرض المباركة، وقاتلي إخوانهم المسلمين في فلسطين ويوجهون صفعتهم الأخلاقية المبدأية في رفض التطبيع مهما كانت الإغراءات فلا مجاملات على حساب الحقوق والانتصار للمقدس والمظلوم، و(صفعتهم) على وجه كل مسؤول أو سياسي أو إعلامي عربي خائن متصهين... وما أكثر المتصهينين اليوم في زمن التطبيل والتعري على قدر (الدراهم) والقروش!mh_awadi @
مقالات
خواطر قلم
«جوجيتسو» كويتي... ضد التصهين!
10:29 م