ألقت الكاتبة كاملة العياد محاضرة عنوانها «تجربتي مع ثقافة الطفل» مساء أول من أمس في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين، أدارتها الكاتبة ريهام الفوزان.وأكدت العياد في المحاضرة على أهمية ثقافة الطفل في تنمية المجتمعات، وقالت: «أطفالنا هم مستقبل بلادنا، والأمل الذي ننطلق منه لتحقيق أحلامنا على أرض الواقع»، ومن ثم تطرقت إلى مواضيع تخص تجربتها الثرية في مجال ثقافة الطفل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما أنجزته من مشاريع حققت أهدافاً أسهمت بشكل بناء في تنمية النشء وذلك وفق خطط محددة.وبالتالي تحدث العياد عن البدايات حينما تجمع الكويتيون خلال فترة الغزو الغاشم في القاهرة، والعمل في المركز الإعلامي الكويتي التطوعي، واللجنة الكويتية المشتركة لدعم النضال الكويتي بمعاونة كويتية مصرية مشتركة، ومن ثم أشارت إلى لقائها مع الكاتب عبد العزيز السريع الذي كان القدوة المميزة، وحينما عادوا إلى الكويت الحرة تم ترشيح السريع للعمل في مركز ثقافة الطفل الذي يتبع إدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومن ثم بذل المجهود من أجل تنفيذ أول مهرجان لكتب ولعب الأطفال بعد التحرير. ومن ثم إنشاء فريق متكامل للعمل على تنفيذ خطوات إقامة المهرجان بمساعدة الشباب، وأقيم المهرجان في أرض المعارض، وافتتحه الشيخ سعود الناصر الصباح رحمه الله، والذي قدم الدعم الكامل له، وركز المهرجان على تذكير الأطفال بتراث الآباء والأجداد.وقالت العياد: «كان التحدي كبيراً لإنجاز أول مهرجان لكتب ولعب الأطفال بعد التحرير، ولكن التصميم كان حاضراً، وتميز المهرجان بحضور جماهيري كبير».وكانت أهداف المهرجان تتلخص في الاهتمام بثقافة الطفل ووضع سياسة محكمة له، وتقديم الخدمات الثقافية والعناية بالمواهب الواعدة، والتركيز على المشاريع الرائدة لتنمية المهارات لدى الأطفال. وأشارت العياد إلى مهرجان الطفل الأول الذي افتتح في مركز عبد العزيز حسين الثقافي في مشرف، والذي تزامن مع افتتاح بيت ثقافة الطفل، الذي تم تجهيزه كاملاً بتبرع من بسام وقتيبة يوسف الغانم، وتضمنت أهداف المهرجان الحرص على تقديم أفضل الخدمات الثقافية والتربوية والاجتماعية والترفيهية للطفل والناشئة، من خلال تخصيص مكتبة لكتب الأطفال، واستمرار أعمال الحرف اليدوية الكويتية، لتأكيد الاعتزاز بالتراث، وتحدثت العياد عن برنامج المهرجان ومنها الفنون التشكيلية والكمبيوتر واللغات والشعر والموسيقى وغيرها، كما تضمن بيت ثقافة الطفل قاعات متعددة تضمنت المرسم الحر والمحترف الفني ومكتبة ابن بطوطة ومختبرات التدريب ومختبرات اللغة الإنكليزية.ووصلت العياد في حديثها إلى مهرجان أجيال المستقبل، وهو الاسم الجديد للمهرجان بعد تطويره، كي يتواصل مع الثقافة في شتى دول العالم، وكان من فعالياته معرض كتب الأطفال والناشئة ومسابقات أدبية وحلقات نقاشية والرسم الحر وورش الكمبيوتر وعروض مسرحية وغيرها.كما كشفت العياد عن الأهداف التي تحققت من خلال برنامج «لماذا نقرأ»، والذي تعاونت فيه ثقافة الطفل مع إدارات المكتبات وذلك من أجل تشجيع النشء على القراءة والاطلاع وتضمنت الأنشطة كتابة المقالات والتلخيص وإصدار النشرات وكتابة الشعر والقصة القصيرة والتمثيل وغيرها. ثم أشارات العياد إلى مهرجان صيف ثقافي متميز تحت شعار «نفكر نتحاور نتعلم نتميز»، والذي جاء مرتكزاً على برامج عدة منها الكمبيوتر والفنون الإبداعية والحلقات النقاشية والدورات الفنية والموسيقية والرحلات الثقافية والوطنية، وقالت: «تم استثمار طاقات الناشئة والشباب الإبداعية في المسابقات والمؤتمرات الدولية، ما عكس صورة إيجابية عن شباب وأطفال الكويت في عيون العالم».بالإضافة إلى حديثها عن أصدقاء مركز عبد العزيز حسين الثقافي بعد تشكيل فريق له من الشباب والفتيات المتحدثين باللغتين العربية والإنكليزية، وكان لهم دور كبير في اقتراح البرامج والأنشطة المختلفة. في ما تطرقت العياد إلى المشاركات في المؤتمرات العربية ومنها مؤتمر الأطفال في الأردن عام 2001، واختيار المتميزين من أطفال الكويت في الشعر والخطابة وكتابة القصة والعزف على الآلات الموسيقية والرسم وخلافه، والهدف من ذلك تنمية قدرات ومهارات المشاركين وترسيخ انتمائهم إلى الهوية العربية.إلى جانب المشاركات في المؤتمرات العالمية خصوصا مشاركة شاب وفتاة من أصدقاء مركز عبد العزيز حسين الثقافي في مؤتمر نيويورك.وفي ختام محاضرتها قالت العياد: «إن ما قدمناه هو جزء من دين علينا للوطن، وهو لبنة في بناء كويت الحاضر والمستقبل».