«ربّ تغريدة قالت لكاتبها امسحني»، هكذا كان الحال في «تويتر»، عندما رأيت صورة للأمير وميغان زوجته يحتميان بمظلة واحدة من الأمطار، فكتبت تحتها ساخرة «هي عندها هاري واحنا ما عندنا إلا السم الهاري»، فتوالت «الريتويتات» و«التفضيلات» و«التعليقات»، من دون إدراك المغزى الحقيقي من «السم الهاري»، الذي يحلو للبعض تجرعه كل يوم عبر عبارات من نوع «شيبي فيها؟» و«على شنو؟» وهذه العبارات يطلقها الذين لا يرون الجمال إلا نموذجاً واحداً موحداً يقف خلف هذه «الفاشينستا»، أو تلك من دون «ولا غلطة» في استنساخ «الكونتور» و«التفخ» و«النفخ» و«الرموش»، وحقيبة واحدة وعشرات الـ«أساور» يمتزج فيها الأصلي بالتقليد تقليداً لهذه «المحظوظة»، أو تلك في الحصول على كل شيء إلّا الرجال الذين لا يكنّ أحدهم لها ربع ما يكنه هاري لميغان... وفي أم هاري مثال لعلهن يتعظن!ففي التوقيت نفسه الذي ملأت فيه صور ابنه وزوجته الدنيا وشغلت الناس... يدلي الأمير تشارلز باعتراف للمرة الأولى بعد 21 عاماً من وفاة زوجته الأميرة ديانا، بأنه نادم أشد الندم على الزواج بها، وقال إن ما حدث كان خطأ جسيماً، وما كان عليه الارتباط بها، والسبب، حسب كلامه، أنه لم يتعرف عليها بما يكفي قبل الزواج، وكذلك قال إنها تعاني من تقلبات مزاجية!لم يشفع لديانا جمالها المتفق عليه، فأميرة القلوب لم تستطع استمالة قلب زوجها، الذي تركها ليغرم بكاميلا التي تفتقر لكل ما تمتعت به ديانا ما جعل العالم يعتبرها غريمته.ديانا أحبها العالم إلّا زوجها، وميغان وقبلها كاميلا أحبهما زوجاهما ولم يحبهما العالم!وأظن ملخص حكايتي أبو هاري وهاري يجب أن تجعلك عزيزتي التخلُّص من السم الهاري، بإطلاق الأحكام على غيرك في عبارتي: «شيبي فيها؟» و«على شنو؟»وإذا «شفتِ واحد خطب وحدة»، أو يحبها، كون أن الثانية ليست على المواصفات الجمالية، التي في مخك ولا تتناسب مع «فاشينستاتك»، هذا لا يعني أنها ما تستاهل تنحب أو تتزوج... بل ربما العكس صحيح!أخيراً نذكرك بكلام إحسان عبدالقدوس، الذي يمكن أن يكون وقعه عليك، أيضا، كـ«السم الهاري»: «ليس هناك زوجة جميلة، وزوجة ليست جميلة، ولا زوجة ذكية، وزوجة غبية، ولكن هناك زوجة يحبها زوجها، وزوجة لا يحبها زوجها».
مقالات
رواق
هاري وأبو هاري و»السم الهاري»!
04:46 ص