في سياق استعادتها لذكريات مسيرتها الدراماتيكية، قالت المتحولة جنسياً تشيلسي مانينغ إنها ما زالت تتذكر تفاصيل رحلة نقلها سراً في العام 2010 على أيدي عملاء مخابرات أميركيين تحت حراسة مشددة من بغداد إلى معسكر للقوات الأميركية في الكويت، حيث تم احتجازها داخل قفص حديدي لبضعة أيام قبل أن يتم ترحيلها إلى مقر تابع لجهاز الاستخبارات المركزية الأميركية في لندن على مقربة من قصر باكينغهام الملكي.المدهش هو أن تشيلسي مانينغ ليست سوى الجندي الأميركي السابق برادلي مانينغ الذي كان بطلاً لضجة إعلامية مدوية هزت العالم عندما ألقي القبض عليه في مايو 2010، بعد أن اكتشف مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي آنذاك أنه هو الذي قام بتسريب برقيات ومراسلات سرية حساسة إلى موقع ويكيليكس من قواعد بيانات حكومية أميركية خلال فترة خدمته آنذاك بوحدة عسكرية بالقرب من بغداد، بما في ذلك 250.000 وثيقة من المراسلات الديبلوماسية الأميركية السرية، و500.000 تقرير حربي عرفت باسم «سجلات حرب العراق» و«سجلات حرب أفغانستان»؟وما قد لا يعلمه كثيرون هو أن ذلك الجندي قد تحوّل خلال سنوات وجوده في السجن إلى أنثى مكتملة الأنوثة واختار لنفسه اسماً أنثوياً بديلاً هو تشيلسي، وذلك بموجب سلسلة عمليات وتدخلات هرمونية وجراحية. وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراحها مبكراً بموجب عفو مشروط كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أصدره لصالحها في أواخر مدة رئاسته الثانية.وخلال الأسابيع القليلة الفائتة، عاد (أو بالأحرى «عادت») مانينغ إلى الظهور في دائرة الأضواء الإعلامية، ولكن ليس كمتهمة هذه المرة بل كضيفة في برامج ولقاءات صحافية استعادت خلالها ذكريات قصتها منذ أن ألقي القبض عليها (بصفتها الجندي برادلي) في بغداد وحتى تحولت من خانة الذكورة إلى خانة الأنوثة.وكشفت تشيلسي عن تفاصيل مثيرة كثيرة، بما في ذلك نضالها ومعاناتها من أجل البقاء على قيد الحياة طوال سنوات مكوثها خلف القضبان، وذلك كونها متحولة جنسياً.وأوضحت خلال مقابلة حصرية أجرتها معها صحيفة الغارديان البريطانية: «لكوني شخصاً متحولاً جنسياً في السجن، كنت أرى أشياء كثيرة ولا أتحدّث عنها. كان يتعين عليّ أن أناضل يومياً من أجل الحصول على احتياجات أساسية، مثل الرعاية الصحية أو الحصول على العلاج الهرموني. وقد ناضلت من أجل حقي في جراحة التحول الجنسي أيضاً».وسخرت تشيلسي من تغريدات تويترية سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إنه يعتبر مانينغ «خائنة جاحدة للجميل» وإنها «كان يجب أن تبقى في السجن»، حيث انتقدته قائلة: «أتساءل كثيراً لماذا لدينا رئيس؟ لماذا نضع كثيرا من السلطة غير المقيدة في يد شخص واحد ثم نتوقع ألا يكون شخصية حاقدة؟».
أخيرة
في مقابلة حصرية للجندي الأميركي السابق برادلي مانينغ مع «الغارديان»
بطل تسريبات «ويكيليكس» يروي قصة تحوّله إلى أنثى... مروراً بالكويت!
03:19 ص