استضاف مركز الفنون الجميلة في مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي، المصمم العالمي الهولندي -مواليد بيروت- طارق عتريسي، لأيام عدة، قدم فيها مشاريعه الفنية التي ينفرد بها، وتضم ورشة عمل في مجال التصميم والتنسيق الطباعي ثنائي اللغة، ومحاضرة حول مفهوم التصميم في حياة الناس، ومعرض عنوانه «التصميم الغرافيكي والتايبوغرافي». وتأتي هذه الفعاليات ضمن أنشطة أكاديمية مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، والتي تهدف إلى تسهيل إشراك الجمهور في برامج تعليمية وتنموية.واتسمت هذه الفعاليات بالحضور الجماهيري المتميز من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية و كان في مقدمهم السفير الأميركي في الكويت لورانس سيلفرمان، هذا الحضور كان له تفاعله الواضح مع عتريسي، ومن ثم فقد أبدى إعجابه بما قدمه في المركز من أنشطة تفاعلية متميزة.وفي ورشة العمل شارك الجمهور عتريسي في تصميم الكثير من الأيقونات التي اتسمت بالجمال والتناسق في ما بينها، بالإضافة إلى شرحه المبسّط لأهم القواعد التي يتكون منها التصميم والخطوات التي تتم كي يحظى بالجاذبية مهما كانت بساطته، كما تحدث المصمم العالمي للجمهور الذي حضر ورشته الاستخدام الأمثل لفن الغرافيك، من خلال أسسه ومبادئه، وما تتضمنه عناصره من مواد ومدلولات، وما يطرحه من رؤى تناول الكثير من المعطيات الجمالية.إلى جانب ذلك تناولت الورشة نظريات ودراسات تتعلق بالتنسيق الطباعي ثنائي اللغة، مع التركيز بشكل خاص على مفاهيم العلامة التجارية، بالإضافة إلى التطبيق العملي للمونوغرام ثنائي اللغة باستخدام مزيج من اللغة العربية واللاتينية.وفي المعرض الذي افتتح أول من أمس... تناول عتريسي الاستخدامات المثلى في التصميم «الغرافيك» من أجل الحصول على البساطة في الشكل إلى جانب السهولة في القراءة، إلى جانب كشفه لجماليات اللغة العربية بحروفها اللينة والسلسة، والتي يمكن من خلالها الحصول على تصاميم مبتكرة ومتميزة، كما أشار إلى الخطوط العربية القديمة، بالإضافة إلى الخطوط الحديثة مثل خط الشيخ زايد في الإمارات العربية المتحدة، والخط الخاص بقناة الجزيرة، وقناة جيم والخط الطباعي العربي المكتوب، و«أرابيك سلاب»، والخط الخاص بشركة «تويكس»، والخط العربي الخاص بمشروع مترو الرياض، بالإضافة إلى تصميم الخطوط الطباعية، وغير ذلك من التقنيات التي استخلص منها الجمهور جماليات الخطوط العربية في تنوعها.و الفعالية تهدف إلى الاحتفال باستوديو الفنان طارق عتريسي الذي أسَّسه قبل 18 عاماً، وينتج أعمالاً في تصميم العلامات التجارية وتصميم الخطوط وتصميم الملصقات وغيرها من أعمال التنسيق الطباعي والتصميم الغرافيكي. وقد أثمرت التصاميم العابرة للثقافات والأساليب، التي ينتهجها الأستوديو، عن مشاريع تركت أثراً ملموساً على مجال التصميم المعاصر في الشرق الأوسط. واستخدم عتريسي هذه المنصة لتقديم تشكيلة متنوعة من التطبيقات والأنشطة المتعلقة بعملية التصميم، وإلهام المصممين والفنانين ومتخصصي الأدوات البصرية وأي مهتم في الرسومات العابرة للثقافات والعلامات التجارية والطباعة والثقافة العربية البصرية.يذكر أن عتريسي هو مؤسس موقع الخط العربي Arabic Typography.com، ذلك الموقع الذي يهتم بتصميم وتنفيذ خطوط عربية تلبي طلبات المصمم الغرافيكي والعلامات التجارية. كما أن عتريسي عضو فاعل في اللجنة الاستشارية لأكبر مركز ثقافي في هولندا لدعم برامج التصميم العالمية. وحصل عتريسي على جوائز عالمية عدة، منها جائزة «Type Directors Club» من نيويورك، و جائزة «Adobe Design Achievement»، وجائزة «Design for Asia»، إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى.ويعد مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي احد مشاريع الديوان الأميري، ويقوم على رؤية تتضمن تقديم معارض وفق أرقى المعايير العالمية وبرامج تثقيفية عامة للمجتمع الكويتي، كما يعمل على تسهيل تبادل المعرفة وتطوير مهارات التفكير النقدي والابداعي والتحليلي. ومركز الفنون الجميلة فيه... عبارة عن منصة للفنون والثقافة والإبداع. تقام فيه الندوات التي تعد فرصة للجمهور للالتقاء والتفاعل مع الفنانين، والتعرف عليهم وعلى مختلف المدارس الفنية التي يتبعونها.وعلى هامش المعرض والورشة قال عتريسي: «هذه ليست زيارتي الأولى للكويت فقد كنت دائم المشاركة في مؤتمر نقاط، وأيضا زرت الجامعة الأميركية في الكويت أكثر من مرة»، وأضاف: «المركز متميز ونحن نحتاج مثله في العالم العربي». وأبدى عتريسي إعجابه بالشباب الكويتي المحب للإبداع، وأيضا، اعتبر عتريسي أن التصميم الغرافيكي من الفنون التشكيلية، لأن فيه نوعا من الخدمات. وأكد أن الموهبة لا تكفي في التصميم، فهو يحتاج دراسة ويتطلب خبرة تكنولوجية، وطريقة تفكير معينة، موضحا أنه درس التصميم لمدة ثماني سنوات.