أقام الباحث الكويتي بشار محمد خليفوه معرضاً تناول فيه «المعمار الفني والهندسي في تراث الكويت»، بالتعاون مع الفنان التشكيلي أسعد بوناشي... مستخدما رؤيته الفنية والهندسية في تحليله للمباني التاريخية في الكويت مثل البيوت والمساجد وما تحتويه من زخارف ونقوش.والمعرض نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في متحف الفن الحديث، في سياق الاحتفاء بالتراث الكويتي المادي والذي تمثله تلك المباني القديمة، بكل ما تحمله من عبق التاريخ، الذي يمكن استشرافه خلال تطور الفنون المعمارية المحلية عبر عصور مختلفة.وقدم خليفوه تصوراته وتحليلاته التقنية والفنية والهندسية للمباني من خلال ما احتوته من عناصر ومواد وأشكال، استخلصت من البيئة الكويتية القديمة، واقتبص بعضها من الحضارة الإسلامية التي تميزت بها دول الجوار.وشارك بوناشي بأعمال تشكيلية ذات أبعاد فنية تساند أفكار المعرض وأهدافه، من خلال لوحات زيتية ورسومات توضيحية، تشير إلى جماليات تلك المباني التاريخية، وأهميتها الحضارية، بالإضافة إلى عمل فني يعرض لأول مرة شارك فيه بوناشي وخليفوه وهو عبارة عن لوحة «بانوراما الكويت الثانية»، مرسومة بالألوان الزيتية وتعد دراسة تشكيلية تحكي الماضي في سهولة ويسر.وقال خليفوه عن معرضه: «يقدم المعرض محتوياته على الشكل الخاص بمنهجيات علم المتاحف من خلال الأسلوب والعرض الوثائقي والفني السائد في المتاحف الحديثة... كما يتضمن التعرف بالمفاهيم والأساليب التي قامت عليها الأبنية الكويتية القديمة من مهارات وتصاميم وزخارف، بالإضافة إلى النشأة العمرانية وتطورها من خلال عرض الرسومات والصور والمجسمات الفنية التي تضفي جانبا من السياحة الفكرية والمتعة البصرية، بفضل الدمج والمتعة بين وثائق التاريخ المعماري وعرض المنحوتات وفنون التشكيل الخشبي المستوحاة أفكارها من التراث الكويتيى الخاص ومن الحضارات المجاورة التي تأثرت بها الكويت قديما».وأوضح خليفوه أن الهدف من المعرض رفع مستوى الحس الفني والتذوق الجمالي للمتلقين، من زوار المعرض والتثقيف التاريخي لهم.وتنقسم قاعة المعرض إلى خمسة أركان، الركن الأول احتوى على الأبنية التاريخية، من خلال عرض صور وأعمال فنية وتشكيلية وثائقية تتحدث عن أبرز ملامح المعمار الكويتي القديم مثل القصور والأبنية القديمة المشهورة.ويضم الركن الثاني الكراسي التي مضى عليها مئة عام، ووضع دراسة تحليلية هندسية لها، بالإضافة إلى الركن الثالث الخاص بالزخارف والنقوش وذلك بعرض أعمال ومنحوتات وصور، على سبيل توثيق الزخارف والنقوش القائمة على بعض الأبنية التراثية مع وجود شروح وتعليقات مناسبة لها.فيما احتوى الركن الرابع الخاص بالمساجد دراسة أبرز الملامح التي تميز النمط المعماري للمساجد التاريخية في الكويت، وذلك باستعراض جماليات مسجد «السوق» مع دراسة أشكال المآذن للمساجد القديمة وتنوعها بشكل عام، ودراسة مقارنة في الشكل المعماري للمساجد الكويتية، والدور الفني والأسلوبي المعماري قبل وبعد إنشاء دائرة الأوقاف، العامة عام 1949.ويتعرض الركن الخامس والأخير للنشأة المعمارية... والذي يُعرض فيه أعمال فنية وتشكيلية ووثائق تتحدث عن النشأة المعمارية وأثرها في الكويت الحديثة، ونظام نصف الدائرة الذي قام عليه النظام المعماري الكويتي، من خلال الطرق الدائرية، الموجودة اليوم بداية من الدائري الأول حتى السابع.وفي ركن الأبنية التاريخية رصد المعرض بعض اللوحات والصور لقصر السيف، والقصر الأحمر، وبيت البدر، وبيت ديكسون وكشك مبارك، ومبنى دائرة الجوازات العامة، ومبنى دائرة المعارف.بالإضافة إلى ركن الكراسي التي توفرت في عهود تاريخية مختلفة، كما أن خليفوه رصد الكثير من الزخارف والنقوش في مداخل المساجد والمباني التاريخية، والتي تؤكد الذوق في اختيار الألوان والأشكال، بالإضافة إلى إظهار تنوع المساجد بمآذنها التراثية القديمة.