أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة «منشطات» هو تلك المكملات والعقاقير التركيبية والتخليقية المحظور على اللاعبين تعاطيها عند مشاركتهم في مسابقات رياضية رسمية، وخصوصا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. لكن موضوع حلقة اليوم ليس عن هذه النوعية بل عن منشطات من نوع آخر توجد بشكل طبيعي وتسهم بشكل فعال في منح من يتعاطونها الطاقة والحيوية.وإذا كان هناك إجماع بديهي على مقولة «العقل السليم في الجسم السليم»، فإن هناك إجماعا بحثيا وعلميا عالميا على أن ثمة أعشابا وتوابل معينة تحوي مواد ومركبات منشطة للجسم وللعقل معا. والقواسم المشتركة التي تجمع بين تلك «المنشطات» هو كونها: تغذي أعضاء الجسم الحيوية، وتسهم في تحسين الدورة الدموية، وتزيد مستوى انتباه الحواس الخمسة، وتعزز أداء الجهاز العصبي، وتحفز أداء المناعة الطبيعية، وتساعد على تخليص الجسم من بعض السموم.لكن القاعدة الثابتة التي ينبغي الحرص على مراعاتها دائما هي «لكل قاعدة شواذ»، بمعنى أن هذه الأعشاب والتوابل المنشطة قد تكون لها بعض التأثيرات الجانبية الضارة أو غير المرغوبة، وخصوصا عند الافراط في تعاطيها.

يزخر عالم الأعشاب والتوابل بعشرات من الأصناف التي تعمل كمنشطات طبيعية وآمنة نسبيا وتتميز بكونها فعالة في إكساب الشخص شحنة من الطاقة الطاردة للخمول والكسل من خلال تحفيز الوظائف الحيوية، ولا سيما حركة سريان الدم إلى سائر أعضاء البدن.ومن بين هذه الأصناف، نسلط الضوء بإيجاز في التالي على مختارات أثبتت نتائج دراسات وتجارب بحثية أنها تتمتع بتأثير كبير في ما يتعلق بضخ قوة تنشيطية للبدن وللجسم. جذور عشبة «جينسينغ»عشبة الجينسينغ هي واحدة من أشهر المنشطات على مستوى العالم. وتشتهر عشبة الجينسينغ بأنها فعالة في تنشيط وتحسين وظائف الجسم الحيوية المسؤولة عن توليد الطاقة، إلى جانب فوائد أخرى كثيرة بما في ذلك تعزيز نشاط الدماغ، وتحقيق التوازن بين الجانبين الأيمن والأيسر من المخ، وتنقية الدم، و تنشيط الغدة الكظرية. وينسب اختصاصيو طب الأعشاب فوائد كثيرة لجذور الجينسينغ الأميركي والجينسينغ الآسيوي على وجه الخصوص، بما في ذلك دوره كمثير للرغبة الحميمة ومعالج لضعف الشبق لدى الذكور، ومنبه للذهن، وعلاج للسكري من النوع الثاني، لكن ليست هناك حتى الآن دراسات كافية لفهم مدى فاعلية الجينسينغ في علاج السكري.وعادة، تضاف مكونات مستخلصة من الجينسينغ بجرعات قليلة إلى معظم مشروبات الطاقة.أما من ناحية التأثيرات الجانبية غير المرغوبة، فإنها لا تظهر إلا عند تعاطي جرعات كبيرة أو زائدة من الجينسينغ. والأرق هو التأثير الجانبي الأكثر شيوعاً، لكنه ما زال موضع خلاف بين الباحثين. ومن بين التأثيرات الأخرى للجرعات الزائدة: تتضمن الغثيان، والاسهال، والصداع، وارتفاع ضغط الدم، وجفاف الفم، والصداع، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ارتفاع ضغط الدم.عشبة أشواغاندا أشواغاندا هي واحدة من المقويات العليا في طب الأيورفيدا الهندي، وتشتهر بلقب «النسخة الهندية من الجينسينغ»، وهي منشط لكامل الجسم. وتستعمل في مستحضرات كثيرة لتعزيز الجهاز العصبي ووظائف الدماغ، مما يساعد على تخفيف التعب الجسدي والإرهاق العصبي والقلق وكذلك الاكتئاب. وتتمتع مكونات عشبة أشواغاندا بخواص فعالة في تنشيط العقل والجسم واسمها الدارج هو «العبعب المنوم» إذ انها تسهم في تحسين جودة النوم لدى الشخص بما يؤدي إلى جعل مخه وبدنه يستعيدان النشاط والحيوية.ومن بين الفوائد الأخرى لعشبة أشواغاندا:* تحفيز الطاقة: عندما يشكو المريض من نقص الطاقة العقلية و الجسدية، يوصي المعالجون باستعمال تلك العشبة على شكل واسع هي عكس العقاقير المنشطة التي تسبب طفرة الطاقة المفاجئة. كما ان الجسم لا يدمن على هذه العشبة مهما طال أمد تعاطيها. لذا، يستطيع المريض التوقف عن تناولها في أي وقت من دون حدوث أي أعراض انسحابية.وإلى جانب ذلك، أثبتت دراسات عدة أن لهذه العشبة دورا فعالا في مساعدة الجسم على زيادة انتاج خلايا الدم، و تحسين الدورة الدموية، وزيادة مستويات الطاقة العامة في سائر أعضاء الجسم، وتسهيل امداد خلايا الجسم بالأكسجين. * تخفيف التوتر: عند استعمالها كمستحضرات طبية، اتضح أن مستخلصات عشبة أشواغاندا تسهم في تخفيف مستويات القلق والتوتر والإجهاد لدى المريض من خلال ضبط هرمون الكورتيزول في الجسم.* تحسين جودة النوم: من بين التأثيرات المدهشة لعشبة أشواغاندا هو أنها تؤدي إلى تحسين كفاءة وجودة النوم، ولهذا فإنها فعالة جدا في معالجة الأرق والتوتر الناجمين عن الضغط العصبي والاجهاد البيئي واضطرابات التمثيل الغذائي.* تعديل المزاج: بات من الثابت بحثيا أن بعض مكونات عشبة أشواغاندا تكافح الاكتئاب وتعمل على تحسين الحالة المزاجية.* تعزيز القدرات العقلية: يشيع في الهند وفي دول آسيوية أخرى استخدام مستخلصات عشبة أشواغاندا للاطفال والمراهقين لتحسين نمو عضلاتهم وتحسين قدراتهم العقلية ومعالجة مشاكل فرط النشاط البدني ونقص الانتباه. الجينكو... «شجرة الحياة» تشتهر نبتة الجينكو بلقب «شجرة الحياة»، وذلك لأنها كانت الوحيدة التي بقيت صامدة وعلى قيد الحياة في منطقة هيروشيما باليابان بعد تفجير القنبلة الذرية فيها في نهاية الحرب العالمية الثانية.ومن أهم فوائدها التي تم إثباتها بحثيا وطبيا: معالجة ضعف دوران الدم في المخ، فهي تقوي دوران الدم في المخ مما يعني تغذية أكبر وذاكرة وتركيز أقوى، وتقوية الذاكرة، و تعزيز تدفق الدم إلى الجهاز العصبي بشكل جيد، ومعالجة تراكم السوائل في الجسم، و تخفيف أعراض مرض الربو، وتلطيف التشنجات والالتهابات، وتخيفض ضغط الدم المرتفع، والوقاية ضد تصلب الشرايين، وتخفيف أعراض أمراض الشيخوخة والخرف.أما على صعيد التحذيرات، فقد لوحظ أنه قد يكون لمستخلصات نبتة الجينكو تأثيرات غير مرغوب بها، ولا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات بالدورة الدموية والذين يتناولون مضادات التخثر مثل الأسبرين أو الوارفارين. ووفقا لمراجع نظامية، فإن الجينكو قد يزيد خطر النزيف لدى الحوامل. كما يوصى بتفادي تعاطي الجينكو خلال فترة الرضاعة من باب التحوط.