بينّا في مقالنا السابق أن الإنسان معرض للتقلب والتخبط الفكري والقرارات غير الصائبة، وعدم الاستقرار النفسي؛ الذي أشارت إليه الآية الكريمة: (يتخبطه الشيطان من المس) فإن وسوسة الشيطان فكرية، وليست جسدية كما في اعتقاد البعض الذين قالوا إن التخبط هو دخول الجن بالإنس.قد يصدق البعض هذه الأفكار؛ ولكن الأدهى أن يصل الأمر إلى فتح أبواب العلاج بصور غريبة يرفضها العقل والشرع، ويتجه المريض إلى جماعات مزيفة تمثل للإنسان أنها المقر الأساسي لعلاج كل ما يصيب الإنسان من مرض أو هم أو مشاكل، ومنها الوهم بتلبس الجن بالإنسان حيث يحاول الدجال إقناع المريض المصاب بالصرع أنه متلبس بالشيطان.وبمشاركة الدكتور ماهر عرابي أخصائي الدماغ والأعصاب وضّح لنا أن الصرع حالة مرضية تصيب الدماغ؛ فإن الدماغ يحتوي على نسبةٍ معيّنة من الشحنات الكهربائيّة، ويجب أن تبقى ضمن معدّلها الطبيعي، فعلى المريض الاستمرار بأخذ العلاج حتى يظل محافظاً على استقرار حالته، مع الابتعاد عن كل المثيرات المختلفة التي تهيج المرض كالتعرض للموسيقى الصاخبة والأصوات العالية، وشدة الإجهاد الذهني أو الجسدي والإضاءات الكهربائية، وكثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية حتى صار الجسم البشري مشحوناً بالكهرباء، وإن لم يتم تفريغها فإنها تُدخل المريض في غيبوبة بسيطة أو فقدان الوعي أو اضطرابات الحركة والإحساس أو خَلق الأصوات العشوائية المزعجة وكلام غير مفهوم، أو تشنجات شديدة تسقط المريض على الأرض وتدخله في غيبوبة طويلة وفقدان وعي كبير، وأضاف أن داء الصرع أحد الأمراض الأكثر انتشاراً بالجهاز العصبي، و30 في المئة من المصابين بداء الصرع يستعصي علاجهم بالأدوية، ومنهم يمكن استخدام معه العلاج الجراحي، حيث ان معظمهم بعد إجراء الجراحة له تتوقف جميع النوبات لديهم مما يجعلهم يعيشون حياة طبيعية. وقد تيسر لكل مريض استشارة مثل هؤلاء الأطباء المتخصصين؛ فإن المصاب يحتاج الطبيب المتخصص للدقة في إعطاء بعض الأدوية لتهدئة النوبات، والتّقليل من حدّتها، مع التنبه الى خطورة التداخل الدوائي كمن يستخدم خلطات وسوائل تعرض المريض لانتكاسة؛ فيجب الحذر من اللجوء إلى عيادات من يدعون علاج المصابين بالصرع في جلسات مريبة ويقنعون المريض أن به مسّ من الجن، وهذا أخطر ما يمكن أن يتعرض له هؤلاء المصابون؛ لأنهم قد يكونون عرضة لزيادة المرض بتناول المشروبات والسوائل والخلطات الغريبة، فلا يمكن لمن يعاني من شحنات كهربائية زائدة أن يعالج بغير الأدوية العلمية الخاصة، واستشارة الدكتور في غير ذلك من مهدئات طبيعية.واكتشف علماء الغرب أفضل طريقة لتخلّص جسم الإنسان من الشحنات الكهربائية الموجبة التي تؤذي جسمه وهي أن يضع جبهته على الأرض الطبيعية أكثر من مرة أي مرات عدة في اليوم والليلة؛ لأن الأرض سالبة فهي تسحب الشحنات الموجبة في الجسم كما يحدث في السلك الكهربائي الذي يُمَدَّ إلى الأرض في المباني لسحب شحنات الكهرباء من المبنى أو من الصواعق إلى الأرض، وتزيد قوة جذب الأرض لهذه الشحنات إذا كان وضع الجبهة باتجاه مركز الأرض الأرض ومحورها.وهو ما أُمرنا به في صلاتنا؛ فإذا سجد المريض على الأرض الطبيعية خفّت حدة الشحنات الزائدة، والمدهش أن مكة المباركة هي المركز العلمي والكعبة المشرفة هي محور الأرض، كما ثبت في الدراسات الجغرافية؛ فقد أمرنا القرآن الكريم والسنة النبوية بعبادات تحتوي الكثير من الأمور العلمية وأمرنا بالتفكر وتحريك العقل، فهل تفكرنا وبحثنا في الحكمة العلمية من تلك التوجيهات أم أننا نعمل بلا توسع فكري وبحوث سبقنا بها غيرنا من علماء! ونهاية القول مرض الصرع ظاهر غير مكتوم، وعلاجه متاح غير معدوم باستخدام أدوية يومية وتجنب كل ما فيه ضرر، والإطالة في السجود كم في فعل رسولنا الكريم، والأفضل أن يكون على التراب مباشرة لتفريغ الشحنات الكهربائية... والسجود أقرب وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، ولا تنس الدعاء وقراءة القرآن فهو شفاء لكل داء.aaalsenan@aalsenan@hotmail.com
مقالات
حروف نيرة
الصرع بين الطب والشيطان (2 من 2)
07:24 م