حالي اليوم كحال تمثال حصان طروادة في مدينة «شانكاله» التركية، والذي يقف ليروي أحداث الماضي، وقد بدا عليه الملل والاكتئاب بسبب تكرار السرد من دون فائدة على الزوار الذين يلتقطون صوراً أسفله، وقد أخرجوا ألسنتهم للمارة.في سنة 1200 ق.م، تحركت ألف سفينة يونانية محمّلة بأفضل وأجود المحاربين الذين أنجبتهم اليونان، متشوقين لإرجاع امرأة هي الأجمل في العالم... إنها «هيلين» زوجة مينلاوس ملك إسبارطة... لقد غضب شعب اليونان كله حتى احمرّت عيناه، لأن «باريس» ابن ملك طروادة قد أخذها معه. ومن أجل حقوق نساء اليونان في أن ينمن على أسرّة أزواجهن من دون أن يتعرضن للغواية من أي فتى وسيم... أقيمت حرب من أجل حقوق المرأة.وفي العام 494 م، وفي جزيرة العرب، يقتل ويتحارب الآلاف بسبب امرأة... البسوس وناقتها، لتستمر الحرب أربعين سنة، ويظهر منها أربعون ديواناً وثلاثة مسلسلات.وفي العام 838 م، يحرق المعتصم بالله مدينة عمورية من أجل امرأة تدعى«شراة العلوية»، التي صرخت بعدما تمت إهانتها «واا معتصماه».والغريب فعلاً في هذه الحروب الثلاث، أن دوافعها الحقيقية لم تكن بسبب... امرأة!فلا السفن تحرّكت من أجل حقوق المرأة، ولا تقاتل بكر وتغلب بسبب ناقة امرأة، ولا حرق المعتصم عمورية بسبب المسلمة التي صرخت.ولكن وكما يقولون في قسم التاريخ فرع الحقوق النسوية: «إن التاريخ الذي لا يكذب على المرأة، لا يقيم وزناً كبيراً لحقوقها... ومشاعرها».في العام 2010، بلغت حالات الزواج 200.5 ألف حالة، وارتفعت في 2014 إلى 232.6 ألف حالة في دول مجلس التعاون الخليجي... وهذا مؤشر جيد يدل على الكثير جداً للمهتمين بالإحصاءات السكانية والحيوية والاقتصادية، وإلى أي مدى نحن في الخليج مساحة آمنة ومجتمعات تمتلك حساً عالياً تجاه مؤسسة الأسرة وأهميتها.ولكن هناك مشكلة كبيرة جداً إلى الآن لم توضع لها حلول حقيقية تساعد على تقليل تكاليفها أو حتى جعلها في سياقاتها الطبيعية. وهي ارتفاع حالات الطلاق من 46.7 ألف حالة في 2010 إلى 63.7 ألف حالة في 2014، وهذا أيضاً مؤشر خطير يدل على الكثير جداً للمهتمين بشؤون الأسرة والتماسك الاجتماعي والتنشئة السليمة وهوية المرأة الخليجية.عندما نمعن النظر في جدول حالات الزواج والطلاق الوارد عن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي، نجد أن الكويت سجلت 15.086 ألف حالة زواج في 2014، ولكنها سجلت أيضاً 7.327 ألف حالة طلاق في السنة نفسها، ما يجعلها من أكثر الدول الخليجية في حالات الطلاق مقارنة بسلطنة عمان التي سجلت 28.152 ألف حالة زواج في السنة نفسها، ولم يقع سوى 3.315 ألف حالة طلاق.لنتفق على أن الطلاق ليس دائماً مشكلة، فربما يكون حلاً لأسرة أصبحت حياتها جحيماً تحت سقف بيت واحد. ولكن الأرقام الكبيرة تدل على أن هذا الحل ذاته أصبح مشكلة علينا التعامل معها بجدية، حتى لو استلزم الأمر تغييراً في القوانين والتشريعات في ما يتعلق بحقوق المطلقة وحرية المطلق.إن رقماً مثل هذا يخص الكويت، يجعل من الطلاق ظاهرة اجتماعية نتيجة ثقافة ما انتشرت عندنا وضخمت هذه الأرقام.ليست أهمية تهيئة المرأة لسوق العمل بقدر أهمية تهيئتها لمؤسسة الأسرة... وتأمل عزيزي القارئ أيهما أهم من دون أن تسألني عن رأيي.فقط أردت أن أقول إنه، وبالرغم من كل الذي يقال حولنا حول حقوق المرأة... إلا أنه مجاملة الحاضر للتاريخ النسوي على حساب الأسرة.قصة قصيرة:- بدلاً من أن تكتب عن المرأة، اكتب عن الرجل.- الرجل هو الشيطان المتحدث باسم حقوقها أكثر منها!كاتب كويتي moh1alatwan@
مقالات
خواطر صعلوك
سيدتي الجميلة... ممكن تسمحيلي!
03:01 م