«أكتب ما أسمعه من الناس، كي أقدمه للجمهور على هيئة نصوص فنية».بهذه الجملة، كشفت الأديبة والكاتبة الكويتية مريم القلاف، عن أنها تستلهم القصص الحقيقية من الواقع، قبل أن تترجمها في أعمالها المسرحية والتلفزيونية، منوهةً إلى أنها ومن خلال الكتابة، تُعبّر عن كل ما يختلج قلبها من مشاعر وأحاسيس، لأحداث مستوحاة من المجتمع. القلاف، لم تُخف في حوارها مع «الراي» سعادتها الغامرة، لكونها نجحت في جمع كوكبة من النجوم في مسرحيتها الأخيرة «بالغلط» ومن قبلها مسرحية «سكة سفر»، من طراز داود حسين وانتصار الشراح وعبدالرحمن العقل ومحمد العجيمي، بعد انفصالهم فنياً منذ ثلاثة وعشرين عاماً. وتطرقت إلى أن قضايا الأسرة تحتل حيزاً كبيراً من كتاباتها، «لما لهذه القضايا من أهمية بالغة لدى المجتمع الكويتي». وأوضحت أنها تعكف حالياً على كتابة مسلسل تلفزيوني، قالت إنه يحمل أفكاراً مُغايرة عن السائد الدرامي، والتفاصيل في الآتي من السطور.
• فلنبدأ من مسرحية «بالغلط» التي تعد آخر أعمالك الفنية، فكيف تلمستِ ردود فعل الجمهور إبان عرضها على الخشبة؟- الحمد لله، فقد كان الحصاد مثمراً وطيباً، حيث لقيت أصداء واسعة جداً، ومشجعة من قبل الجمهور الكويتي، وأنا سعيدة بالفعل في ثالث عمل جماهيري أقدمه على خشبة المسرح.• في بداية العرض يبدو العمل كوميدياً، بينما لوحظ التحول الدراماتيكي خلال الفصل الثاني لينتقل إلى مسرح سياسي؟- كنا نسعى من خلال الفصل الثاني إلى إيصال رسالة، مفادها حب الكويت والتضحية من أجلها بكل ما أوتينا من ولاء وانتماء، إذ لا بد أن يكون الوطن له الأولوية في الفداء، وهذا دورنا كمواطنين. لذلك، جعلنا الفصل الأول للكوميديا والضحك، في حين قدمنا خلال الفصل الثاني وجبات دسمة من القضايا الوطنية. • وماذا عن عودة الرباعي داود حسين وانتصار الشراح وعبدالرحمن العقل ومحمد العجيمي بعد غياب دام ثلاثة وعشرين عاماً؟- أرى أنه «رباعي» ممتع للغاية، لكونه ذا خبرة فنية كبيرة. ففي كل يوم عرض للمسرحية أعتبره مباراة فنية جديدة ورفيعة الإبداع، حيث تجلى التفاهم بينهم على خشبة المسرح من لغة العيون، بعد أن بدا كل واحدٍ منهم مكملاً للآخر.• كمؤلفة شابة، هل كانت لديك معرفة مسبقة عن تاريخ ومشوار كل منهم؟- بلا شك، وهو ما دفعني إلى إعادة كتابة النص لمسرحية «بالغلط» أربع مرات، إذ كنت أتابع أعمالاً قديمة جمعتها ببعض، كما شاهدت آخر ما قدموه من أعمال على الخشبة، وكانت مسرحية «انتخبوا أم علي». حينئذٍ، بدأت ألاحظ ما الذي يحبونه بالضبط، وعلى إثر ذلك، بذلت جهداً مضاعفاً لكي أعطي كل شخصية حقها.• هل ترينَ أنك كنتِ محظوظة حين جمعتِ - قبل عامين - داود حسين وانتصار الشراح في مسرحية «سكة سفر»، بعد انفصالهما لسنوات طوال؟- بكل تأكيد. أعتبر نفسي محظوظة، لكوني جمعت نجمين كبيرين في عمل واحد، وهذا مصدر فخر واعتزاز يتوّج أرشيفي.• ما سر تعاونك الدائم مع الفنانة انتصار الشراح، على صعيد المسرح؟- أعزو هذا الأمر لوجود كيمياء بيننا، كما أن هناك تفاهماً متبادلاً مع الفنانة انتصار الشراح، وهي بالفعل فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معان، لأنها تناقش وتبحث، لكي لا تبخس المؤلف حقه.• كونك كاتبة روائية قبل أن تسلكي طريق الفن، هل يوجد فرق بين التأليف الروائي والتأليف الدرامي؟- طبعاً هناك فرق، فالنص الأدبي يختلف عن الكتابة لمسلسل تلفزيوني. لأن الرواية تمنحي الأفق الواسع من الحرية، لكي أدوّن ما لا أستطيع تدوينه في النص الفني، مع العلم أنه في الوقت الحالي أصبحت هناك محاذير ورقابة مشددة على الرواية، لوجود بعض الكتب التي تتضمن مفردات فيها إسفاف وابتذال.• كانت لديك فكرة لسهرة تلفزيونية، لكن لم نرَ شيئاً منها لغاية الآن؟- هذا صحيح. فأنا ما زلت أنتظر بعض الأمور، لكي تنطلق الكاميرات لتصوير هذه التمثيلية، وأتمنى أن تبصر النور قريباً.• على ماذا تعتمدين في كتاباتك، وما الذي يستهويك من الموضوعات دون سواها؟- تستهويني القضايا الاجتماعية ذات البعد الإنساني، لما لهذه القضايا من أهمية بالغة لدى المجتمع الكويتي، إذ أحرص في أعمالي على تكثيف الأضواء حول الأسرة، لاسيما أن معظم كتاباتي تعتمد على أحداث حقيقية تلامس الواقع. فأنا أعبّر على الورق كل ما يختلج صدري من مشاعر، من خلال ما أسمعه من حكايات مختلفة من بعض المقربين، أو عبر ما أراه من مواقف. حتى إن تأثرت بحدث بعينه، أو سمعت قصة مؤثرة من إحدى صديقاتي، تجدني أترجمها في الكتابة.• في الختام، ماذا في جعبتك من أعمال جديدة؟- شرعتُ أخيراً في كتابة مسلسل تلفزيوني جديد، يحمل أفكاراً مُغايرة، لم تقدم مثلها منذ سنوات، ويمكنني القول إنه ذو طابع اجتماعي وإنساني بحت.