بعد أن هوت أفئدتهم إلى البيت العتيق، وأتموا الركن الخامس من أركان الإسلام مؤدين فريضة الحج، عاد ضيوف الرحمن إلى أرض الوطن، حاملين في قلوبهم وداً وامتناناً إلى خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة، على ما بذل من جهود جبارة في خدمة حجاج بيت الله وتيسير أداء المناسك.وفي صالة القادمين بمبنى T4 الذي لم يشهد ازدحاما يذكر، استقبلت شركة الخطوط الجوية الكويتية مساء أول من أمس، أولى رحلات الحج الآتية من مدينة جدة على متن طائراتها.وتقدم المستقبلين رئيس مجلس ادارة «الكويتية» يوسف عبدالحميد الجاسم، ومدير عام الطيران المدني بالوكالة عماد الجلوي والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكويتية عبدالله الشرهان ومدير عام الإدارة العامة للطيران المدني وممثلو الإدارة العليا في كل من «الكويتية»، «الطيران المدني». وعلى هامش الاستقبال، أكد الجاسم، حرص «الكويتية» بالتعاون مع الإدارة العامة للطيران المدني، وعلى رأسها الشيخ سلمان الحمود، على ان يصل أول فوج من الحجاج عبر مبنى الركاب الجديد رقم 4، مشيراً الى ان ذلك نابع من اهتمام الدولة بكامل قطاعاتها بحجاج بيت الله الحرام، وأن يكون وصولهم سلساً ومريحاً وعبر إجراءات ميسرة وبسيطة كون المبنى T4 مخصصا لاستقبال رحلات الحج. وأضاف الجاسم أن ذلك يأتي ضمن خطة التشغيل الابتدائي من قبل شركة «انشون» لتشغيل المطارات بالتنسيق مع الطيران المدني، لافتاً الى ان رحلة اليوم (أول من امس) الآتية من جدة حملت 317 راكباً وسيليها عدد آخر من الرحلات يصل الى 12 رحلة أخرى في الأيام المقبلة ستحمل 3800 حاج كويتي، سيصلون على متن طائرات «الكويتية» عبر مبنى الـT4، بالاضافة الى 4100 راكب غير كويتي مسافرين على متن طائرات «الكويتية» سيصلون الى مبنى رقم 1 في مطار الكويت الدولي، وسيتم نقلهم الى بلادهم من خلال رحلات الترانزيت. وأكد نجاح التشغيل الابتدائي عبر مبنى الـT4، مما سيساهم كثيراً في زيادة عدد الرحلات التي سيتم تشغيلها في الأيام المقبلة بالتنسيق مع الأخوة في الطيران المدني والشركة المشغلة للمبنى.وعن سرعة انجاز مبنى الركاب الجديد، قال الجاسم، إن «المبنى أنجز في وقت قياسي بمدة تصل الى 22 شهراً بأقل من الوقت المقدر والذي كان 24 شهراً»، موضحاً ان ذلك يعد «انجازاً على مستوى المشاريع الحكومية»، مشيرا الى ان ذلك مؤشر على ان مجمل مباني المطار ستؤدي خدماتها على خير ما يرام لجميع الركاب، خصوصاً ان ادارة المبنى رقم 4 اسندت لشركة «انشون» لإدارة المطارات والتي تدير مطار «انشون» بكوريا الجنوبية في العاصمة سيول.من جانبه، قال مدير عام الطيران المدني بالوكالة المهندس عماد الجلوي إن «الطيران المدني تفخر بتشغيل T4 في وقت قياسي ونحن سعداء اليوم بالمشاركة في استقبال الفوج الأول من الحجاج عبر هذا المبنى T4»، مشيداً بالتنسيق المستمر مع شركة انشون العالمية وشركة الخطوط الجوية الكويتية، والعمل على قدم وساق لانجاز كامل مرافق وتسهيلات المبنى، لاتمام التشغيل بحسب الخطط الموضوعة لذلك، موجها التهنئة للحجاج الكرام على أداء الحج ومناسكه وعودتهم سالمين غانمين الى وطنهم وأهلهم.من جانبه، قال الرئيس التنفيذي بالوكالة في شركة الخطوط الجوية الكويتية عبدالله الشرهان، ان مبنى الركاب الجديد T4 صمم بطريقة تسهل من عملية مرور المسافرين في الذهاب والعودة، سواء من خلال وزن الأمتعة او تفتيش الحقائب او غيرها من الخدمات التي تقدم للمسافرين.واضاف ان الهدف من تحويل استقبال الحجاج الى المبنى T4 تسهيل اجراءات عودتهم إلى أهلهم ومحبيهم، وللمساعدة في تخفيف الازدحام الحاصل في مطار الكويت الدولي والذي تقوم سلطات الطيران المدني والجهات الأخرى العاملة بالمطار ببذل كل جهودها من أجل ذلك، معربا عن شكره الى المسؤولين والعاملين في الادارة العامة للطيران المدني على سعيهم الحثيث لهذا الانجاز سواء من حيث الوقت القياسي او التعاون من قبل جميع الجهات لإنجاح هذا المشروع. ورصدت «الراي» مراسم الاستقبال ومشاعر الفرحة والبهجة وحميمية اللقاء بين الحجاج مع أهاليهم، حيث أشاد العائدون بالتعامل الراقي للسلطات السعودية وتسهيل مناسك الحج على ضيوف الرحمن، مثمنين جهود بعثة الحج الكويتية الواضحة في متابعة حجاج الكويت. وقال الحاج حسين العوام، إن «التنظيم الذي هيأته المملكة للحجاج غير مسبوق، وان الخدمات التي وفرت لهم كانت بأعلى المستويات».وأضاف ان «هذه ثالث حجة وبفضل الله من أفضل الأعوام وأكثرها يسرا»، مبينا ان «التجهيزات التي وفرتها المملكة لتيسير الحج، دليل على حجم الامكانيات التي تملكها وحرصها على راحة وخدمة ضيوف الرحمن».بدوره، قال الحاج فيصل الجاسم، إن «الحج هذا العام كان ميسرا والخدمات رائعة والتنظيم ازداد حسنا»، لافتا إلى أن «أخلاق وتعامل رجال الأمن والعاملين في المشاعر المقدسة كانت ممتازة وأظهرت صورة حسنة ورائعة للجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية لراحة الحجيج»، مبينا ان «الحج هذا العام كان يسيرا في النفرة من عرفة والمبيت بمزدلفة، وجميع الخدمات كانت على أعلى مستوى».وعن خدمات الحملات الكويتية، قال الجاسم، «(الحملات ماقصروا)، وقد أبلوا بلاء حسنا حيث كانوا يباشرون الحجاج ويقومون بزيارة المخيمات».من جهته، أشاد الحاج أحمد المطيري بالجهود التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه ضيوف الرحمن، وحرصها على توفير الخدمات بالشكل الذي يليق بهذه المناسبة المباركة، مبينا ان «التطور هذا العام كان ملموسا على صعيد تقديم كافة الخدمات لجميع حجاج بيت الله الحرام». من جانبه، قال الحاج عيسى الفضلي، من ذوي الاحتياجات الخاصة، «توقعت أن أواجه صعوبات في أداء مناسك الحج خصوصاً أنني على كرسي متحرك لكن بفضل الله جميع الأمور كانت ميسرة».واعتبر الحاج علي الدوسري، ان «الخدمات المقدمة ليست غريبة على حكومة المملكة التي تحرص بشكل مستمر على تطوير خدماتها المقدمة في كل المجالات، للتسهيل على ضيوف الرحمن منذ وصولهم وحتى عودتهم إلى ديارهم».