ثُلّةٌ من محتكري الأراضي يمتلكون نفوذا جعلهم يتحكمون في أراضي الدولة التي مُنحت لهم إما مجانا وإما بأسعار التراب.الشاب الكويتي اليوم يعمل ويجتهد ويضع الفلس على الفلس في سبيل تملُّكِهِ قطعةَ أرض يستر بها أسرته، حياته تضيع من أجل أن يدفع مبالغ خياليه تذهب في جيوب محتكري الأراضي ومن يساعدهم، إنها عملية منظمة لتحويل جهود الشباب إلى أموال تَصُّب في جيوبهم.الإحصائيات تقول إنه إلى منتصف فبراير الماضي كان عدد طلبات الإسكان هو 96444 طلبا، وإذا افترضنا أن الأسرة الكويتية تتكون من ثلاثة أطفال والأب والأم فإن هناك نحو نصف مليون مواطن، يعني أكثر من ثلث شعب الكويت، يحتاجون إلى سكن في بلد غني معظم أراضيه صالحة للسكن وخالية من العوائق، كثير من زملائنا خبراء البترول ينفون ما يتردد من دعاوى حول احتكار البترول لكثير من أراضي الكويت وهم يقولون إن ممرات النفط لها حلول كثيرة لو رغبت الحكومة في إيجاد الحلول.لا نملك في القضية السكنية إلا أن نُنَحّي الهدوء ونستدعي الغضب، لا نملك إلا أن نطرد النوايا الحسنة ونفترض نظرية المؤامرة التي يتعاون فيها أشخاص نشعر بهم ولا نراهم.ما معنى أن يصل سعر قطعة أرض طولها عشرون مترا في عشرين مترا بعيدة عن العمران وفي صحراء لا تُنبتُ زرعا إلى نحو ربع مليون دينار، ما معنى أن أرخص قطعة أرض يمكن أن يشتريها الشاب اليوم وفيها خدمات لا يقل عن مئتي ألف دينار حتى لو اختارها محشورة بين المساكن، متوسط دخل الشباب ما بين الألف والألفين، وبناء عليه يحتاج الشاب إلى الضغط الكبير على مصروفاته وأحيانا إلى الاقتراض ليدفع للمحتكرين دم حياته وجهده. لا عذر اليوم لأحد، فالقانون نَظّم سُبُل الاحتجاج فلا بد أن يتحرك الجميع لاسيما الشباب من أجل حياتهم ومن أجل ألا يتحولوا إلى ثيران في ساقية ينقلون المال والخير إلى غيرهم وتنتهي حياتهم عندما يتحول كل جهدهم إلى دفعات ٍللبنوك من أجل امتلاك قطعة صحراوية لا يعلم أحد كيف تحولت إلى قطعة ذهب.إنها نوع من السرقة يمارسها محتكرو أراضي الكويت ويدفع ثمنها الجميع، فالمناطق النموذجية ما عادت نموذجية بسبب التوسع في البنيان ما يتسبب وسيتسبب في تحويل مناطق سكن الكويتيين إلى أشبه بالمناطق الشعبية ذات الكثافة العالية فوق طاقة خدمات الكهرباء والصرف الصحي.الحكومة مستسلمة لأصحاب النفوذ، وعلى المواطنين أن يُظهروا للحكومة أنهم أيضا أصحاب نفوذ عن طريق الاحتجاجات والتحرك السياسي دون الاعتماد على أحد سوى أنفسهم فمعظم من تصدى للقضية الإسكانية من قبل تمت ترضيتهم وإسكاتهم.بيت الأحلام هو كابوس يعاني منه شباب الكويت ويجب عليهم ألا يصبروا أكثر.kalsalehdr@hotmail.com
مقالات
من الخميس إلى الخميس
أرض لله
01:36 م