فرضت المبارزة نفسها كرياضة فردية مميزة وولّادة للمواهب العالمية خلال السنوات الاخيرة، وأضحت ثاني افضل لعبة فردية في الكويت بالارقام والانجازات بعد الرماية التي تحتل الريادة منفردة، ويعتبر ظالماً مقارنتها بأي لعبة اخرى.واذا كانت الرماية تغرد خارج السرب بفضل الخطط الفعالة من قبل ادارتها والعمل المدروس والاكاديمي الذي يرتكز على اعداد افضل المواهب التي اوصلت الكويت الى العالمية والميداليات الاولمبية، فإن غالبية بقية الالعاب الفردية تعاني من ضعف وتخبط وتقلب في النتائج، عدا المبارزة التي تسير على وتيرة متصاعدة وثابتة منذ العام 2006، وهي تفوقت بحسب الارقام والنتائج والاحصاءات في السنوات الاربع الاخيرة اي عقب دورة الالعاب الآسيوية 2014 التي تعتبر مقياسا للحقبة التي سبقتها.ولا يفوتنا هنا ان نذكر ان العابا فردية مثل العاب القوى والكراتيه والاسكواش والتنس والتايكوندو حققت انجازات دولية في ما مضى، لكن غالبيتها عاد وتراجع ليبقى اسير تقلب النتائج من فترة الى اخرى.وبدراسة متأنية ضمن الحلقة الثانية الاخيرة من الملف الذي تنشره «الراي» عن اوضاع الالعاب الرياضية الفردية (التي تتبع لاتحادات) ومنجزاتها واسباب نجاح البعض منها منذ 2015 وقصة ذلك وكيفية اعداد الابطال، يمكن القول ان المبارزة لامست العالمية وهي في طريقها لفرض نفسها على هذا الصعيد بعد ان لمعت على الصعيدين العالمي والآسيوي أخيرا في انجازات غير مسبوقة.ما ينغص كل الحقائق التي ذكرناها في البداية، هو ما تردد أخيرا عن توجه عدد من الاندية (عقب اجتماع لها مع مسؤولين رياضيين) لالغاء المبارزة مع 3 العاب فردية اخرى من انشطتها، ضمن جهودها لتقليص عدد الالعاب وزيادة الاعانة السنوية والاستثمار.هذه النية، إن كانت حقيقية او تحققت، فإنها تدمر تطور المبارزة الصاعدة بسرعة الصاروخ حاليا، وتقضي على الجهود الحالية للقائمين عليها (بدعم من الهيئة العامة للرياضة) لايجاد رياضة فردية اخرى بعد الرماية «تبيض» ميداليات وانجازات.هذا الكلام برسم «الهيئة» التي تتبنى برنامج دعم مهما ومثمرا جدا لاعداد الموهوبين منذ العام 2015، ونحن متأكدون بأن قياداتها وعلى رأسها المدير العام الدكتور حمود فليطح ونائبه الدكتور صقر الملا، لن يألوا جهدا في ابقاء المبارزة ضمن انشطة الاندية خصوصا وان عدد ممارسيها بلغوا حتى 5 فبراير 2018، حوالي 1763 لاعبا يتوزعون على 12 ناديا، عدا عن المدربين ومديري اللعبة والمشرفين والكشافين (عددهم لا يقل عن مئة شخص).وإن ألغيت هذه اللعبة من انشطة الاندية، فمن الصعب جدا ان تستوعب الصالة الحالية لاتحاد المبارزة كل الاعداد المذكورة ولو توزعت على اندية متخصصة في جميع محافظات البلاد، وبالتالي سينخفض الاداء والمستوى ويقل عدد الممارسين وتندر المواهب، وستذهب كل الجهود والانجازات الحالية غير المسبوقة ادراج الريح.كما ان لعبة المبارزة حصدت منذ 2015 وحتى الآن 147 ميدالية (اكثر من 36 ميدالية في السنة الواحدة) على جميع الصعد الدولية، منها اثنتان في كأس العالم و18 في بطولات آسيا في احصائية تنفرد «الراي» بنشرها.وبنظرة عامة، تطورت المبارزة، الصاعدة بقوة، نتيجة توافر المواهب وجهود القائمين عليها من اتحاد ومدربين ولاعبين، وبفضل الدعم المقدم من «الهيئة» والاشراف الشخصي المباشر للدكتور فليطح على برامجها.لم تكن المبارزة، قبل 2006، رياضة بارزة، وشهدت بعض الانجازات من هنا وهناك، لكنها سارت، منذ السنة المذكورة، على نمط تدريجي من التقدم بفضل جهود ذاتية في فئة السابر قبل ان تدعمها «الهيئة» ببرنامج اعداد الموهوبين العام 2015، ما جعل هذه الرياضة تحقق انتصارات مدوية غير مسبوقة في تاريخها، فنال منتخب السابر ذهبية الفرق في البطولة الآسيوية تحت 23 سنة في الفيلبين في السنة ذاتها، والفلوريه الميدالية البرونزية. كما انتزع بندر الشملان ذهبية الناشئين في البطولة الآسيوية 2015 في الامارات، وشقيقه يوسف ذهبية الاشبال، واسهما مع عمار العماري في الفوز بذهبية الفرق للناشئين. كما نالت الكويت 3 برونزيات اخرى.وفي العام 2016، ضرب الشقيقان الشملان والعماري بقوة في كأس العالم في ايران ونالوا فضية الفرق للسابر، في حين لمع يوسف الشملان ليحتل المركز السادس في بطولة العالم للناشئين والاشبال في بلغاريا والرابع في بطولة آسيا للعمومي في الصين التي شهدت ميدالية ذهبية لعبدالعزيز الشطي في الايبيه، علما انه فاز بذهبية بطولة ليون بول الدولية القوية ايضا. اما بندر الشملان، فتأهل الى اولمبياد نانجينغ للشباب 2017، واسهم مع شقيقه يوسف والعماري في الفوز بفضية الفرق للسابر في بطولة آسيا للناشئين والاشبال في تايلند ايضا.وفي العام 2017، حقق منتخب السابر برونزية الفرق في بطولة آسيا تحت 23 في فيتنام، كما فاز يوسف الشملان ببرونزية الفردي للسابر.وفي العام 2018، ضرب الواعد محمد الفضلي بقوة ونال برونزية كأس العالم للاشبال في رومانيا. وفي بطولة آسيا للناشئين والاشبال في الامارات، فاز منتخب السابر بفضية الفرق للناشئين وبرونزية الاشبال. اما الفضلي، فأحرز برونزية اشبال السابر.وضرب الفضلي بقوة بإحرازه ذهبية فردي الاشبال في بطولة آسيا التي اقيمت في البطولة الآسيوية في الاردن، وقبلها بأيام ايضا ذهبية البطولة العربية.ويعزو المدير الفني للمنتخبات المدرب القدير عبدالكريم الشملان، وهو صاحب فكرة برنامج اعداد الموهوبين الذي تبنته «الهيئة»، اسباب الصعود القوي والتدريجي للمبارزة الى جهود ذاتية واجتهادات في البداية بفضل دعم الاتحاد لرؤيا الاجهزة الفنية والبرامج المقدمة اليه وتنفيذها على مراحل.ويعد الشملان البطل الدولي السابق والحكم الحالي، الذي قاد منتخب السابر ولاعبيه منذ عام 2006 الى 176 ميدالية دولية وهو رقم غير مسبوق محليا لمدرب في لعبة فردية وربما عالميا، من اركان نهضة المبارزة بفضل جهوده وتميزه في فئة السابر التي تستحوذ على حصة الاسد من انجازات اللعبة.ويقول: «كانت بداية الصعود بطيئة في ظل قلة الموارد والامكانات، لكننا امتلكنا سلاحا مهما وهو وجود الحافز والمواهب والطرق التدريبية الصحيحة، فسرنا على الدرب السليم في فئة السابر».واضاف: «وضعنا برامج وخططنا على قدر ما توفر الينا بدعم وسهر من قبل اتحاد المبارزة وكان همنا النجاح والصعود تدريجيا عن طريق برامج مكثفة وتحقق ذلك بوجود جيل ناجح في السابر من ابرز اسمائه عبدالله الشمالي وخالد الشملان وغيرهما، قبل ان نحضن مواهب في عمر مبكر جدا ونستغل موهبتها، فصعد بندر ويوسف الشملان وعمار العماري ليشكوا قوة ضاربة نشأت بين من هم اكبر منها سنا».وتابع: «كان لا بد من استغلال هذا الثلاثي الذي كان عماد الانجازات الحالية والميداليات الدولية، فاقترحنا على الهيئة العامة للرياضة عام 2015 برنامجا لاعداد المواهب للوصول الى النهائيات الاولمبية وسرعان ما استجابت وشمل هذا البرنامج الثلاثي المذكور. هدفنا الحالي هو الوصول الى اولمبياد طوكيو 2020 ونيل الذهب في الدورة التالية في باريس عام 2024. انضم الى هذا البرنامج موهبة رائعة وهو محمد الفضلي ثالث كأس العالم للاشبال أخيرا».وأوضح الشملان: «ارتأينا توسيع قاعدة البرنامج لتشمل فئة الفلوريه التي كانت تسجل تقدما ملحوظا، فشمل البرنامج ثلاثي صاعد يتألف من خالد عبدالكريم وعلي فاضل وعبدالله الحربي، ونحن نسعى حاليا لان يمتد الى فئة الايبيه قريبا. عملنا يرتكز على البرنامج الذي اضحى بمثابة اكاديمية ونأمل بأن يتوسع ليأخذ اطارا اوسع من عملية التخطيط التقليدية».أين التكريم؟بحسب الاحصائيات، يعتبر المدير الفني القدير لمنتخبات المبارزة عبدالكريم الشملان اكثر المدربين المحليين على صعيد الألعاب الجماعية والفردية تحقيقا للميداليات والانجازات الدولية... وربما على الصعيد العالمي برصيد 177 ميدالية دولية.ويتوجب على الهيئة العامة للرياضة رفع اسمه الى اعلى المرجعيات لتكريمه بأرفع الاوسمة نظير الخدمات التي يقدمها ولا يزال للرياضة الكويتية، ونظير عدد ميدالياته المرشح للتصاعد وكسر حاجز الـ 200 قريباً.إنجازات تتحقق للمرة الأولى في تاريخ المبارزة
1 فضية كأس العالم لفرق السابر (إيران 2016)2 برونزية كأس العالم لفردي السابر (رومانيا 2018)3 بطولة آسيا في الإمارات 2015 (3 ذهبيات و3 برونزيات)4 بطولة آسيا تحت 23 سنة في الفيلبين 2015 (ذهبية وبرونزية)5 بطولة آسيا في الصين 2016 (ذهبية وبرونزية)6 بطولة آسيا في الأردن 2018 (ذهبية)يوسف الشملان (20 سنة)- مصنف رابع عالميا (2017)- 49 ميدالية دولية- ثاني كأس العالم للفرق (2016)- بطل آسيا للفردي (اشبال) والفرق (2015)- سادس بطولة العالم (2016)محمد الفضلي (15 سنة)
- 18 ميدالية دولية- ثالث كأس العالم لفردي الاشبال (2018)- بطل آسيا لفردي الاشبال (2018) وفرق الاشبال (2015)- بطل العرب للفردي والفرق (2018)بندر الشملان (21 سنة)
- مصنف خامس عالميا (2015)- 31 ميدالية دولية- ثاني كأس العالم للفرق (2016)- بطل آسيا للفردي (ناشئين) والفرق (2015)- تأهل الى اولمبياد الشباب 2017عمار العماري (21 سنة)- مصنف رابع عشر عالميا (2015)- 18 ميدالية دولية- ثاني كأس العالم للفرق (2016)- بطل آسيا لفرق الناشئين (2015)- بطل العرب للفردي والفرق للناشئين (2017).عبدالكريم الشملانالمدير الفني للمنتخبات الوطنية
177 ميدالية دوليةكمدرب سابر(رقم قياسي)2 ميدالية في كأس العالم20 ميدالية آسيوية11 ميدالية غرب آسيوية75 ميدالية عربية63 ميدالية خليجية6 ميداليات ودية دوليةأبرز الإنجازات كمدرب:فضية كأس العالم لفرق السابر (2016)برونزية كأس العالم لفردي السابر (2018)التصنيف السابع على مستوى العالم للفرقالتصنيف الرابع على مستوى العالم للفرديأفضل مدرب عربي عامي 2015 و2016