استكمالاً لحديثنا عن القضية الإسكانية في الكويت، وبعدما أيد اقتراح التخصيص أكثر من طرف ونادى به الكثيرون من ابناء الوطن، نقول إنه يجب أن يتم الأخذ بما ورد في اقتراح رجل الأعمال الكويتي، واقتراح جمعية المهندسين، القريب من المضمون نفسه، لحل المشكلة، ونضم صوتنا الى صوت جميع من نادى بهذا الاقتراح الذي نحسبه ان شاء الله ذا جدوى كبيرة إذا ما تم تحقيقه حسب ما ورد في تلك الرؤى والاقتراحات. ولو أردنا أن نضيف تفاصيل أكثر للحل الذي يبدو منطقيا وعملياً إلى درجة ما، نقول إن أنسب حل هو التخصيص بمفهومه المتعارف عليه. ويتوجب أن يتم عبر القطاع الخاص ويسلم اليه وفق آلية محددة يتم فيها تلزيم الإسكان برمته له. وأيضاً أن يتم تحت سمع وبصر ومراقبة شديدة من الحكومة وعبر هيئة مستقلة تقوم على محاسبة ومتابعة كل شؤون ذلك التلزيم. ونؤكد أن من شأن خطوة تخصيص الإسكان، جني الكثير من المكتسبات وتحقيق العديد من الأهداف التي تصب بالنهاية في مصلحة المواطن الذي ينتظر حلم سكن العمر. واستطراداً لما نقوله بأننا لو استعرضنا أهم الأهداف التي يمكن تحقيقها من خصخصة الإسكان بعد سرد مختصر لسيناريو التخصيص عبر اختيار مناطق محددة في وطننا المترامي الأطراف اذا ما نظرنا الى أن المستغل فيه لا يتجاوز 5 - 10 في المئة من اجمالي المساحة الكلية للوطن... وأن يتم اختيار مناطق محددة ومدروسة بعناية والأخذ بالاعتبار التمدد العمراني المستقبلي للمشاريع التي من المتوقع أن يتم بناؤها لسد حاجات مستقبلية سكانية ومشاريع خدماتيه اخرى، نقول بعد ذلك يتسلم بناءها القطاع الخاص... في هذه الحالة تساعد هذه الخطوة على تدعيم وضع القطاع الخاص ويحقق من خلالها الكثير من الاهداف لعل من أهمها توفير وظائف لطابور العاطلين عن العمل وتحريك عجلة الاقتصاد أكثر مما هي عليه الآن وانتعاش لقطاعات اخرى... والأهم اختصار سنوات الانتظار للمواطن الذي ينتظر حلم عمره. من ناحية أخرى، فإن تلزيم الإسكان للقطاع الخاص يضمن عدم تسرب التعطيل والفساد فيه، بسبب جدية توجه هذا القطاع الذي يهمه بالدرجة الأولى المواعيد المنتظمة للتسليم. وبالتالي فهو حافز قوي له لتسريع عملية البناء. كما ان معادلة تسليم بيت العمر للمواطن تحققت. كما ان حلم التخصيص، سيختصر الكثير من المشاكل التي نراها وسوف نراها مستقبلاً إن لم يتم وضع حل جذري وسريع لقضية الإسكان التي تؤرق الجميع. ويمكن أن تصب تلك الخطوة العملاقة في مصلحة التنمية التي يراها جميع أبناء الوطن حاجة ملحة والتي تحتاج الى جهود مضنية ومتواصلة لتسريع وتحريك عجلتها. وأيضا هدف مهم من اهداف التخصيص هو تقاطعها مع مكتسبات التنمية الضرورية، فهل نشهد تفاعلا حقيقيا من أصحاب القرار والمسؤولين في الحكومة للبت في هذه القضية بالغة الأهمية في وطننا الحبيب... والله من وراء القصد.Essa.alamiri@alwatan.com.kw