«أن تولد في الدنيا لعبة ... يعني أنك تبقى كذبة حتى يصدقك ولد».بهذه العبارة، لُخِصت حكاية أسعد عرض مسرحي - كما أطلق عليه صنّاعه - والذي جاء بعنوان «صنع في زين»، وهو من تأليف هبة مشاري حمادة وإخراج سمير عبود، ألحان بشار الشطي وتوزيع ربيع الصيداوي، في حين تشارك في بطولته كوكبة من أصدقاء زين، وهم بشار الشطي وفاطمة الصفي وعلي كاكولي وحمد أشكناني، و مروى بن صغير وشهد العميري وتوتا جعفر وفرقة شياب، وباشراف عام من مي الصالح.«الراي» لبّت الدعوة من صنّاع العمل المسرحي، الذي انطلقت عروضه الجماهيرية أمس، على خشبة مسرح نادي كاظمة الرياضي بمنطقة العديلية، وتستمر طوال أيام عيد الفطر السعيد، بعد أن قُدِم - عرض خاص - حضره حشد جماهيري غفير من وسائل الإعلام والفنانين ومشاهير «السوشيال ميديا».شركة «زين» وبالتعاون مع شركة «joy» دأبوا في كل عام على تقديم عمل مسرحي مبهر بكل ما للكلمة من معان، وهو ما أثبتوه في آخر إنتاجاتهم المسرحية «صنع في زين»، الذي حمل في ثناياه سمات مسرح الطفل بكل عناصرها، معتمداً على الإبهار البصري واللوني، كما لم يغب الإبهار الفكري المتمثل بنص غنائي ذي فكرة وهدف، وغيرها من العناصر التي تحمل مضامين ثرية.وككل عام، فإن أعمال «زين» المسرحية تعتمد على الديكورات الضخمة، التي يتم توظيفها بصورة مُحكمة وسلسلة لا تعوق حركة الممثلين فوق الخشبة، فضلاً عن اعتماد المخرج سمير عبود على الشاشات الضخمة التي نُصبتْ على جانبي المسرح وفي العمق أيضاً، لكي تصل الرسالة والمغزى المنشود في المشهد إلى الجمهور بسهولة ومن دون تعقيدات. ولا نغفل عن الأزياء الرائعة التي بدت متناغمة جداً مع مكياج الممثلين، حتى أوصلت للمتفرج شخصية كل واحد منهم بسلاسة، وعبّرت عنها بكل وضوح.العمل بمجمله، كان رائعاً بكل المقاييس، وتجلى ذلك من خلال أداء الممثلين الذي بدا أنيقاً وملفتاً للنظر، فعلى الرغم من أن جميع الأغاني قدمت بطريقة «بلاي باك» إلا أنهم لم يفقدوا الحسّ في ايصال الرسالة، بل تعايشوا مع النص كما لو أنه «لايف» متفاعلين مع كل كلمة ونغمة، حيث بدا الأمر أشبه بمبارزة فنية، تألق فيها الجميع من دون استثناء. إلى ذلك، قالت مؤلفة العرض الكاتبة هبة مشاري حمادة لـ «الراي»:«في الفترة الأخيرة صرنا نشاهد أولادنا يتحولون إلى أطفال استهلاكيين وماديين إلى حد كبير، ولم تعد لديهم إمكانية التفريق ما بين القيمة والثمن، والأمور البسيطة التي كانت تسعدنا في الماضي لم تعد تعني لهم شيئاً الآن، لذلك رغبنا من خلال ( صنع في زين) إعادة مفهوم اللعبة والتشديد على أهميتها لدى الطفل». وتابعت:«في بعض الأحيان وعندما نقتني لعبة ما فإنها تصبح جزءاً من حياتنا بكل تفاصيلها، وبهذا يصبح لها قيمة بالنسبة لنا، وهو ما نسعى إلى تعزيزه في نفوس أطفالنا اليوم من خلال هذا العرض الكبير، فالفكرة العامة التي بَنيتُ عليها العمل ككل، تتمحور في أن الطفل إن أحسن علاقته مع أول شيء يقتنيه و- هي لعبته - وكبر معها، حينها ستكون علاقته البشرية سوية مع الجميع وناجحة جداً»، واختتمت حديثها بالقول: «لقد أطلقنا على هذا العمل جملة أنه أسعد عمل مسرحي، لأننا ندرك جيداً بأن السعادة لها قيمة وليس لها ثمن».
فنون
«أسعد عرض مسرحي» يُقدّم على خشبة نادي كاظمة الرياضي
«صُنع في زين»... عندما تصبح للألعاب قيمة!
08:32 ص