لهجت ألسن وخشعت قلوب آلاف المصلين في تهجدهم في صلاة القيام في الليلة الثانية من العشر الأواخر، طلبا للمغفرة والعتق من النار في هذا الشهر الكريم وفي تلك الليلة المباركة التي يتحرون أن تكون ليلة القدر.وشهد مسجد الدولة الكبير اقبالا كبيرا من جمهور المصلين، حيث أمهم في الليلة الحادية والعشرين في الركعات الاربع الأولى الشيخ خالد السعيدي، بينما أم الركعات الاخيرة والشفع والوتر الشيخ فهد الكندري.وتناول الدكتور ناظم المسباح في الخاطرة الدينية في الاستراحة بين الركعات، فضل هذه الليالي، وحمد فيها الله عزّ وجلّ - ان احيانا لنشهد مثل هذه الليالي ووفقنا الى ان نقوم بين يديه سبحانه وتعالى ونسأل الله ان يتقبل منا الصيام والقيام، مبيناً أن «ثمة مواسم محددة مثل شهر رمضان جعلها الله تعالى نعمة على أمة الاسلام».وأضاف «من دخل في رمضان وخرج منه كما دخل، فهذا قصور ونقص، لذلك لابد أن تخرج بغير الحالة التي دخلت وقد ازداد لله ورسوله وحب البذل والعطاء». وتفقد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار الدكتور فهد العفاسي يرافقه وكيل وزارة الاوقاف المهندس فريد عمادي والوكيل المساعد لقطاع المساجد داود العسعوسي مسجد الدولة الكبير، واطلعا على جهوزية الاستعدادات لاستقبال المصلين خلال هذه الايام المباركة. واستمع من القائمين على ادارة المسجد الى شرح عن الخطة التي وضعتها الادارة لاستقبال المصلين في ليالي التهجد والخدمات المقدمة من الادارة الى المصلين، لتوفير كل سبل الراحة لهم لإداء الصلاة بكل خشوع. واطلع العفاسي والعمادي على الجهود المبذولة من الفرق التطوعية التي تؤدي دورا كبيرا في عملية التنظيم، بالاضافة الى الجهود التي تبذل من قطاعات الداخلية والصحة والشباب والمطافي.وابدى العفاسي ارتياحه لمستوى الاعداد والتنظيم والترتيب لهذه الليالي المباركة، بالشراكة مع وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة والى الاستعداد والجهوزية والكفاءة في تنفيذ الخطط الموضوعة لتهيئة الاجواء الروحانية للمصلين، معرباً عن شكره لكل الجهات التي تقف جنبا الى جنب مع القائمين على ادارة المسجد الكبير.وفي مساجد حولي، أحيا نحو 20 ألف مصل ليلة الواحد والعشرين، في المراكز الرمضانية التابعة لإدارة مساجد محافظة حولي.فمن مسجد بلال بضاحية الصديق، عمر المسجد بقرابة عشرة آلاف مصل، فيما يشبه بأمواج حاشدة من المصلين المبتهلين الراجين عفو الله سبحانه وتعالى.وفي ظل اجراءات أمنية وتنظيم عالي الدقة وخدمات متنوعة يقدمها مركز بلال، استقبل المسجد حشود المصلين في أجواء روحاينة مهيبة التماساً لليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وأمّ المصلين في الركعات الأربع الأولى الشيخ ياسر الفيلكاوي، وفي الركعات الأخيرة الشيخ فهد واصل، الذي أسهم في مشهد إيماني مهيب، أجهشت فيه الأعين بالبكاء توبةً وخشيةً، ولهجت الألسنة بالدعوات أملاً ورجاءً وطمعاً في الخير والنور وصلاح الأحوال.وقال الرئيس العام للمراكز الرمضانية خالد الحيص «نربت على كتف كل من قام بالترتيبات الأمنية والخدمات اللوجستية التي يوفرها مكتب سمو ولي العهد لرواد مسجد بلال الذين يتوافدون بازدياد يوما بعد يوم بشكل يثير الاعجاب»، مثنيا على فريق العمل بالمركز بقيادة الدكتور سالم العميرة وكل زملائه لتعاونهم التام مع فريق المسجد، لإخراج هذه الحلة الايمانية التي تفخر بها الكويت.وفي مساجد العاصمة، أفاد مسؤول الفريق الرمضاني في مراكز العاصمة الرمضانية عبدالله المسباح، أن «هذه الليلة شهدت اقبالاً كثيفاً من المصلين والمصليات، طمعاً في ثواب إحياء الليالي العشر المباركة وتحري ليلة القدر التي يعادل أجرها الألف شهر».وأضاف إن «اللجان العاملة في المراكز الرمضانية تقوم بجهود مضاعفة في هذه الليالي بتقديم خدمات الضيافة والاستقبال لضيوف المركز سواء من جمهور المصلين أو الاستضافات الخارجية لضيوف الكويت، حيث تم توزيع المشروبات الباردة والساخنة وتقديم الخدمات الإدارية المتكاملة، وتهيئة المركز والساحات الخارجية لاستقبال الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها».من جانبه، قال المراقب الثقافي بإدارة مساجد العاصمة عبدالعزيز الدويلة، إن هذه الليلة التي يتحرى فيها المسلمون ليلة القدر شهدت إقبالاً كثيفاً؛ حيث أم المصلين في مسجد الراشد القارئ الشيخ جاسم العيناتي، وفي مسجد الغملاس القارئ الشيخ سلطان الصرام، داعيا جموع المصلين لاغتنام ما تبقى من هذا الموسم الرمضاني الذي نسأل الله أن يتقبل فيه منا صالح الأعمال وأن يحفظ سمو الأمير وولي عهده الأمين وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه خير مسؤول.