فيما مر اليوم الأول من اختبارات نهاية العام الدراسي هادئاً في الصفين العاشر والحادي عشر، وسط غش محدود، رغم جزاءات اللائحة الجديدة، مع اختفاء الأجهزة الإلكترونية بشكل واضح من اللجان في المناطق التعليمية كافة، ساد الحزن أجواء وزارة التربية التي فقدت أمس إحدى بناتها في مدرسة متوسطة بمنطقة حولي، بعد تعرضها لحادث دهس مؤلم إثر خروجها من لجنة الاختبار.ونعى وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي الطالبة، معبرا «عن بالغ الحزن والأسف للحادث الذي آلمنا جميعا، وهو وفاة ابنتنا الطالبة شهد محمود، في المرحلة المتوسطة، إثر تعرضها لحادث دهس أثناء عودتها للمنزل بعد انتهاء الاختبارات»، متقدما «باسم وزارة التربية بأحر التعازي والمواساة لأسرتها الكريمة وزميلاتها وإدارة المدرسة».وكانت الطالبة شهد محمود التي تبلغ من العمر 13 عاماً، قد خرجت مع بقية زميلاتها من بوابة مدرستها، واثناء عبورها الشارع دهستها احدى المركبات فبدأت تنزف حتى فقدت الوعي، وعند تلقي غرفة عمليات وزارة الداخلية بلاغاً عن الحادث هرع إلى الموقع رجال دوريات امن ومرور حولي وفنيو الطوارئ الطبية، وعند معاينة حالة الطالبة تبين أن قلبها لا ينبض وتم عمل الاسعافات الأولية لانعاش قلبها إلا انها لم تستجب وتوفيت.وتم ابلاغ رجال الأدلة الجنائية والذين حضروا ورفعوا الجثة ليتم نقلها إلى الطب الشرعي بينما تم التحفظ على الداهس ليتم عرضه على التحقيق.ميدانيا، وكعادتها السنوية استنفرت وزارة التربية بكامل قيادييها أمس لمواكبة انطلاقة الاختبارات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، حيث دشن الوزير العازمي متابعة الاختبارات بجولة تفقدية في عدد من المناطق التعليمية، بدأها من ثانوية نورية الصبيح في منطقة الجهراء ثم منطقة الفروانية، مؤكداً أن الاختبارات جاءت في مستوى التحصيل الطلابي، وأنَّها وافقت الفروق الفردية بين المتعلمين، وهو ما شددت عليه الوزارة لكافة المناطق التعليمية.وحث العازمي، في جولته التي قام بها برفقة وكيل وزارة التربية بالانابة فصيل المقصيد، ومدير ادارة العلاقات العامة والاعلام التربوي ضيدان العجمي، وشملت مدرسة نورية الصبيح الثانوية بنات، ومدرسة سلمان الفارسي الثانوية بنين، للوقوف على سير لجان الاختبارات، حث أبناءه الطلاب والطالبات على الاستفادة من الوقت المخصص للاختبار، من خلال الإجابة بتأنٍ ودقة ومراجعة كافة الأسئلة وعدم الانصراف من لجنة الاختبار إلا بعد التأكد من إجابة نقاط الأسئلة، راجيا لجميع المتعملين التفوق والتميّز وتحقيق أفضل النتائج.وأشار إلى أن وزارة التربية قامت باتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن سير الاختبارات بالشكل المطلوب، ووضع كافة الإرشادات للطلاب في هذا الشأن، وأنه تم الإيعاز لكافة الإدارات المدرسية ومسؤولي الوزارة بتطبيق النظم واللوائح والضوابط المعمول بها بما يصب في مصلحة أبنائنا الطلاب.من جانبه، أكد مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث لـ«الراي» حرص منطقته على حسن سير الاختبارات سواء في صفوف النقل او في الصف الثاني عشر، من خلال التوعية الكاملة باللائحة الجديدة وتطبيقها دون إفراط أو تفريط والتعامل التربوي الابوي الأمثل مع الطلبة، من خلال إشاعة أجواء الهدوء والطمأنينة وإزاحة أجواء الرهبة في اللجان كافة.وأكد الغيث زيارة وزير التربية الدكتور حامد العازمي لجان الاختبارات في ثانوية نورية الصبيح للاطمئنان على أسئلة الاختبارات وسلامة تطبيق الآلية فيما كشف عن تشكيل فريق من مسؤولي المنطقة لمتابعة الاختبارات و إعداد التقارير المكتوبة عن سير العملية وإن وجدت أي نواقص فسوف نعمل على تلافيها فوراً.وعن الإجراءات الجديدة المنصوص عليها في اللائحة قال الغيث «للإدارات المدرسية كل الصلاحيات في عملية ضبط الاختبارات والحد من هذه المظاهر ومنع دخول الهواتف وأي أجهزة إلكترونية وذلك وفق الصلاحيات المتاحة ووفق القانون. ومحضر الغش لا يتم إلا من قبل رئيس اللجنة وفق شروط، أهمها ثبوت أداة الغش على درجة من اليقين وتدون وترفق بمحضر الغش ويرفع المحضر في النهاية بتوقيع رئيس اللجنة والملاحظين».من جانبها، أكدت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي في تصريح للصحافيين خلال جولة قامت بها على عدد من مدراس منطقة جابر الاحمد، «ان الإدارات المدرسية تبذل جهدها في توفير الأجواء المناسبة لأبنائنا وبناتنا الطلاب، وفق اللوائح والنظم وتذليل جميع الصعوبات والعوائق التي قد تواجه الطلاب فترة الامتحانات، وأهمية بث الطمأنينة في نفوس الطلاب والطالبات وتبيان أهمية الجانب القيمي والتوعوي، فهو أحد أهم الركائز في محاربة الظواهر السلبية كالغش، خصوصاً مع استغلال التقنيات الحديثة في ذلك ويقابل ذلك الحزم في تطبيق مخالفة لائحة الاختبارات الجديدة». وقالت الخالدي إن الإدارات المدرسية وفرت جميع وسائل الراحة لأداء الاختبارات بسهولة ويسر في جميع المدارس والاطمئنان على توفير النواقص ومتابعة كفاءة عمل أجهزة التكييف وبرادات المياه في كافة المدارس وتم التأكيد على جميع مشرفي ومراقبي اللجان على حسن التعامل مع الدارسين وفي ذات الوقت تأصيل الالتزام بالأمانة والصدق مع النفس في تأدية الاختبارات وتطبيق نظم ولوائح وزارة التربية الخاصة بعمل لجان الاختبارات وتعريف الطلبة بلائحة مخالفة الاختبارات والتأكيد على وضع التنبيهات الخاصة بها في اماكن واضحة.
على الهامش
الإجابات النموذجية!
رغم كل الاجراءات الرادعة التي تتبعها وزارة التربية سنوياً لمكافحة ظاهرة الغش في الاختبارات وصولاً إلى اعتماد اللائحة الجديدة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، لم تزل ظاهرة الاجابات النموذجية تنتشر في الهواتف المحمولة عبر القروبات الطلابية المتحدة في شبكات التواصل الاجتماعي، فيما أكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن الظاهرة وإن كانت موجودة إلا أنها تبقى خارج لجان الاختبارات.ويبقى السؤال الأهم «هل تدخل هذه الاجابات اللجان وهل تصل إلى الطالب أم انها تبقى في هاتفه المحمول خارج المدرسة؟».موجهة لفتح المظاريف
قالت مديرة ثانوية حبيبة بنت شريق الانصارية للبنات حصة الصقعبي إن منطقة العاصمة التعليمية وفرت في كل لجنة موجهة تتابع فتح المظاريف في الغرفة السرية، والتأكد من ان الصناديق محكمة الاغلاق ومطابقة عدد المظاريف، والتأكد من ان أوراق الامتحانات متطابقة، مبينة أن «هناك تنسيقاً بين المدرسة والكنترول المركزي، حيث نزودهم بأعداد الطالبات وبكل أمر يخص الاختبارات».تفتيش ذاتي للطالبات
بينت الصقعبي أن إدارة مدرستها تتبع أسلوب التفتيش الذاتي للطالبات منذ لحظة دخولهن بوابة المدرسة حتى لجان الاختبارات، باستخدام أجهزة الكشف العادية، مؤكدة في الوقت نفسه تشكيل لجنة لنشر التوعية الكاملة بلائحة الاختبارات الجديدة من خلال تعليق النشرات وإخطار الطالبات بالجزاءات الموقعة إزاء كل مخالفة.محضر الغش
ذكرت الصقعبي أنه «في حال وجود غش فسوف نلتزم بلائحة الاختبارات من خلال تحرير محضر الغش بتدوين أقوال المعلمات، على أن يوقع من قبل مديرة المدرسة للصفين العاشر والحادي عشر فيما يوقع من قبل الكنترول للصف الثاني عشر».