ما زالت كرة لهب الأزمة الديبلوماسية الراهنة بين الكويت والفيلبين، التي أشعل الجانب الفيلبيني شرارتها مستمرة في التدحرج، إذ واصل الرئيس رودريغو دوتيرتي صب الزيت على النار بإعلانه، لدى وصوله إلى بلاده أمس عائدا من سنغافورة، أنه قرر عدم مواصلة السعي إلى توقيع مذكرة التفاهم في شأن أوضاع عمالة بلاده مع الجانب الكويتي، وأنه قرر أيضا إلغاء زيارته الرسمية التي كان مقررا أن يقوم بها إلى الكويت ليشهد بنفسه توقيع تلك المذكرة.ولدى وصوله إلى مدينة دافاو، استأنف دوتيرتي تصريحاته التي كان بدأها في سنغافورة، معلنا خلال بيان ألقاه بنفسه إنه قرر عدم مواصلة السعي إلى إبرام مذكرة التفاهم التي كان قد تم الاتفاق حولها مبدئيا في وقت سابق مع الجانب الكويتي، وكان من المفترض أن يتم توقيعها في الكويت، بحسب ما أوردته صحيفة «غلوبل نيشن» الفيلبينية، مشددا في الوقت نفسه بأنه لا يضمر كراهية ضد الشعب الكويتي ولا ضد حكومة الكويت.وبنبرة تأكيدية قاطعة أجاب دوتيرتي بـ «كلّا» عندما سُئل عما إذا كانت اجراءات التوقيع على مذكرة التفاهم مع الكويت ستمضي قدما، وما إذا كان سيقوم بزيارته التي كانت مقررة إلى الكويت ليشهد مراسم التوقيع. ولم يكتف بذلك، بل أكد على أنه قد أصدر أوامره بأن يتم تحويل قرار الحظر الحالي لإرسال العمالة الفيلبينية إلى الكويت من «موقت» إلى «دائم».وعن ذلك قال «هذا الحظر سيبقى بشكل دائم. لن يكون هناك مزيد من التوظيف، ولا سيما للعمالة المنزلية. لا مزيد من ذلك بعد الآن»، مشيرا إلى أنه يدرس مع حكومته حاليا عوضا عن ذلك إرسال العمالة الفيلبينية إلى الصين أو اليابان أو إلى دول أخرى.  وقال إن بلاده ستتمكن في نهاية المطاف من احتواء الوضع الذي سينجم عن عودة العمال الفيلبينية من الكويت، «سنتجاوز آثار هذا، وحكومتنا تبحث حاليا عن وظائف لمن سيعودون إلى الوطن من الكويت».وأقرّ دوتيرتي في الوقت ذاته بأنه اكتشف أخيرا أن إجمالي تعداد العمالة الفيلبينية الموجودة في الكويت هو في الواقع أكبر بكثير من الرقم المسجل رسميا لدى حكومته، معيدا التأكيد على أنه يعتزم فعلا سحب جميع الفيلبينيين العاملين في الكويت. وحرص الرئيس على التأكيد مرة ثانية على عدم وجود ضغينة في صدره ضد الكويت قائلا: «أنا لا أُضمر كراهية ضد الشعب الكويتي ولا ضد حكومة الكويت. فعلى الرغم من كل شيء، نحن تجمعنا أفضل العلاقات منذ سنوات كثيرة. وأنا أشعر بالامتنان إزاء مساعدتهم لنا»، لكنه سرعان ما عرج من تلك النبرة التلطيفية إلى التذكير بأن الفيلبين كانت أيضا قد دعمت الكويت خلال محنة احتلالها من جانب العراق، مضيفا: «لقد ساعدناهم في ساعة احتياجهم إلى المساعدة، وأنا لا ادري لماذا يفعلون ذلك معنا الآن؟ انه انتقام». وأعلن دوتيرتي أنه سيصدر أوامره إلى وزيري العمل والخارجية كي يشرعا في عمل الإجراءات اللازمة من أجل البدء في حشد وإعادة العمالة الفيلبينية من الكويت. وخاطب مواطنيه الفيلبينيين الذين قد يريدون البقاء في الكويت على الرغم من قراره قائلا: «لا استطيع سوى أن أناشد فيكم مشاعر الوطنية». وردا على سؤال عن السفير الذي سيتم ابتعاثه إلى الكويت ليكون خلفا للسفير المطرود ريناتو فيلا، قال دوتيرتي إن وزارة الشؤون الخارجية ستتولى هذا الأمر بسهولة، مؤكدا أن هناك ديبلوماسيين كثيرين لدى الخارجية مؤهلون تماما لخلافة فيلا.  وأوضح أنه بإمكان العمال العائدين من الكويت الحصول على وظائف كمدرسين للغة الانكليزية في الصين، مشيرا إلى تحسن العلاقات مع بكين التي وصفها بـ«الصديق الحقيقي». وقال «لكن اذا كان شعبي يشكل عبئا على بعضهم وعلى بعض الحكومات التي يتعين عليها حمايتهم والحفاظ على حقوقهم، فسنقوم نحن بما ينبغي علينا فعله» في هذه الحالات. ويعمل نحو 262 ألف فيلبيني في الكويت، حوالى 60 في المئة منهم من العمالة المنزلية، وفق وزارة الخارجية في مانيلا. ويعمل اكثر من مليوني فيلبيني في دول الخليج. وقال «أرغب في مخاطبة حسهم الوطني: عودوا إلى دياركم. بغض النظر عن فقرنا، سنعيش. الاقتصاد بوضع جيد ولدينا نقص في العمالة». ووصف دوتيرتي الوضع في الكويت بأنه «كارثة».  ويعمل نحو عشرة ملايين فيلبيني في الخارج ويضخون مليارات الدولارات في اقتصاد بلادهم من الأموال التي يرسلونها لأسرهم سنويا. وتدعم هذه الايرادات الاقتصاد المحلي بأكثر من 28 مليار دولار عام 2017. ويعتبر الفيلبينيون الذين يعملون في الخارج ابطالا في بلادهم بسبب مساهمتهم في الاقتصاد الوطني.

الفيتناميون بدلاً من.. الفيلبينيين؟

| كتب ناصر الفرحان |

يجري وفد الاتحاد الكويتي لاستقدام العمالة المنزلية الذي يزور سريلانكا حاليا، اتصالات مع اتحاد مكاتب العمالة في فيتنام، تمهيدا لزيارتها والاتفاق على إمكانية استقدام عمالتها للعمل في الكويت، ليكونوا بديلاً عن العمالة الفيلبينية، بصفة ودية قبل التباحث رسمياً بين البلدين.إلى ذلك، أكد مصدر في الاتحاد لـ «الراي»، ان التنسيق جار لعقد اجتماع مع وزارة الخارجية لمناقشتها في أوجه الخلاف التي تواجه توقيع الاتفاقية بين الكويت وإثيوبيا لاستقدام عمالتها. وأوضح المصدر ان الاتحاد سيحاول تذليل الصعاب التي تواجه الوزارة لاستقدام العمالة الإثيوبية، التي تعتبر الحل الامثل والاسرع لتوفير خدم للعائلات الكويتية، بعد منع الفيلبين إرسال عمالتها إلى الكويت.