دشنت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلة الجزء الأول من موسوعة «التشكيل الكويتي من التأسيس إلى المعاصرة» لمؤلفه رئيس الجمعية الفنان التشكيلي عبدالرسول سلمان، والصادرة عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع... في سياق الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الجمعية.وحضر الاحتفالية نيابة عن الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح مدير عام الدار الكاتب علي المسعودي، وحشد من الفنانين التشكيليين، الذين احتفوا بهذه الموسوعة المهمة في تاريخ الفنون التشكيلية الكويتي.وفي احتفالية التدشين قال المسعودي: «خمسون عاما نفسه في المقدمة، من النحت في جسد الخريطة الكويتية سعيا إلى تكوين شكل فني نابض بالحياة... له ملامح الكويت، ورائحة فرجانها وبراحاتها وبرها وبحرها... أبراج البنيان وأبراج الإنسان... خمسون عاما والمبدع الكويتي يؤسس مدرسته الخاصة ويستبق الأحداث والزمن».وأضاف: «وقد مدت دار سعاد الصباح يدها للإخوة في جمعية الفنون التشكيلية، فوجدت المشاعر الدافئة والتعاون، فكان ثمرة هذا التعاون عددا من الأنشطة المتميزة منها مهرجان سعاد الصباح التشكيلي، ومهرجان سعاد الصباح للطفل الخليجي، وبينالي الفن العربي، الذي أقيم العام الماضي وضم كوكبة من المتميزين في العالم العربي».وكشف أن هذه الجهود توّجت بإصدار الموسوعة الضخمة التي تحكي مسيرة الفن والفنان في الكويت، وترصد التطور والانتقالات الفذة باللون والكلمة، وقال: «تشرفت دار سعاد الصباح أن تكون مقرا لهذه الموسوعة، التي تعد مرجعا مهما لكل باحث، ويبدو فيها الجهد الكبير المبذول لجمع أجمل ما تم نتاجه خلال نصف قرن أو أكثر».وقال الزميل الكاتب عبدالستار ناجي: «الحديث عن موسوعة الفن التشكيلي، يعني الحديث عن الشاهد الحقيقي الذي يرصد ويوثق حركة الفن التشكيلي في دولة الكويت الغالية»، وأضاف: إنه إنجاز سيظل حاضرا للأجيال... ووثيقة ستتوقف عندها هذه الأجيال طويلا خصوصا وهي تأتي ببصمة فنان حقيقي يعي معنى التوثيق، وأهمية الاشتغال لزمن جديد مقبل.وأكد ناجي أن الموسوعة هي أهم مطبوعة أنجزت في تاريخ الحركة التشكيلية الكويتية، وإضافة كبيرة إلى رصيد مسيرة سلمان الذي قدم للمكتبة التشكيلية في الكويت أكثر من 30 كتابا تشكيليا متخصصا.وتحدث سلمان عن موسوعته التي تتكون - في جزئها الأول - من 500 صفحة من الحجم الكبير مترجمة إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وتحتوي على أكثر من 650 صورة بالألوان إضافة إلى صور بالأبيض والأسود، وقد طبعت بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي.وأوضح أن الموسوعة تضيء أعمال نخبة من المبدعين، ومكانة الإبداع التشكيلي الكويتي، التي عكف وما زال يعكف على بلورتها فنانون من مختلف الأجيال يتعاملون مع الأساليب الفنية كافة.وقال سلمان: «يعد هذا الإصدار هو الأول من نوعه الذي يجمع هذا الكم من المبدعين بهدف تجسيد الرابطة المهمة بين الفن والمجتمع، بموضوعية في رسم شخصية الفن التشكيلي الكويتي المعاصر».وأضاف: «الأعمال الفنية المعروضة في الموسوعة تنتمي إلى مدارس فنية متنوعة ومتعددة، وقد حرصنا أن تكون منتمية لأجيال مختلفة بما يحقق الثراء والعمق والشمول».وتطرق سلمان في حديثه إلى رواد الحركة التشكيلية الكويتية بأجيالهم المختلفة، وما قدموه من جهود متميزة، أسهمت في تطور هذا الفن الإبداعي، ووصوله إلى مستويات راقية.واستطرد: «شهد الفن التشكيلي الكويتي فرصا متجددة في البحث الإبداعي، التي ظلت- في معظمها- مرتبطة بالتراث، إلى جانب التفاعل مع المعطيات الجديدة في عالم الفن».وختم بقوله: «اخترنا مجموعة من التجارب كان لها دور وما زال في إثراء الحركة الفنية، إلى جانب تجارب كثيرة تشهدها الساحة التشكيلية».وكرم سلمان في ختام الاحتفالية عددا من الفنانين التشكيلين الكبار الذين لهم بصماتهم المتميزة على واقع الحركة التشكيلية الكويتية.